متى ينسى الفؤاد الهم قولي؟
متى أصحو على صوت جميلِ؟
متى الأزهار تنمو فوق قبري؟
ويُسقى من دمي عطش الحقولِ
متى الأطيار تشدو فوق أرضٍ؟
نست صوت البلابل والحجولِ
ألا يا قدس خانتكِ المرايا
وتلك العين تاهت بالكحولِ
فإني أبصر الأعراب ناموا
وسيف هرقل يفتك بالخليلِ
وقانا أهرقت فيها دماء
وطفل القدس يولد بالأفولِ
وبغداد الحزينة كيف عادت
تدنس أرضها أيدي المغولِ
فأنى ينتهي صيب المنايا
وأنى تشرقي شمس الجليلِ
كفانا نشتقي في كل عصر
ونرهب كل ظلٍّ أو ظليلِ
كفانا إنها قدس تنادي
وتذبح مثل شاة بالقصيلِ
كفى يا عرب قد شابت عروقي
وكم دونت كي يُشفى غليلي
ولكني رأيت القدس شعراً
سما في الحسن في عرض وطولِ
فبحر الشعر سيل من دماءٍ
وضابطه إليكم بعض قولي:
معاناة ،ومأساة، فعولن
مفاعلتن ،مفاعلتن، قتيلِ
ألا كفي دموع العين إني
جروح القدس حسبي لا تسيلي
قد ابيضت مآقي العين حزناً
وجمرٌ قد تلظى في دليلي
ألا أيها الإسلام هبوا
ففي الأقصى خنازير فويلي
تدنس ما بنى قبلاً أبونا
تدنس بيت عيسى والرسولِ
صلاح الدين انهض نحن متنا
وماتت في الوغى كل الخيولِ
فلم يبقَ لنا غير الأماني
ولم يبقَ سوى وحي النزولِ
كفاكم يا بني أمي رقاداً
بليلٍ ظل للقدس طويلِ
ملاين من الأطفال قالوا
أهذا النعش نعشي أم مقيلي
وأحجار تقابل بالرصاص
وصوت قنابل لا كالعويلِ
ومئذنةٌ وأطفالٌ تنادي
كنوح حمامة لا كالهديلِ
تنهد صاحبي فالعمر يفنى
تنهد إنها شكوى القتيلِ
ولا تبكي فإن الدمع عارٌ
وإن عليك بالصبر الجميلِ
ولا تحزن على اللاتي ثكلنَ
ولا تنظر إلى موتٍ عجولِ
هم الأحباب يدنيهم إلهٌ
فيرزقهم بجنات مثولِ
محمد العلي