مثقلة بالجراح ....مملوؤة ببراكين الألم عادت من ذلك المكان المملوء برائحة الموت..!!! كانت حبات المطر تتسابق مع الدموع على وجنتيها الباردتين....!!ولكن مسكينة تلك القطرات المتساقطة من السماء....فدوما تخسر السباق!! حاولت أن تجد بعض الدفء في ثنايا سترتها المخملية السودااء.......ولكن أي ثياب تلك التي تبعث االدفء
فيها...!!! انه جليد الروح .. في أعماقها استقر...ليسكن أنحاء جسدها النحيل......!دعي عنك السترة يا بنيتي...واستمري في البكاء...وحدها الدموع تذيب بعض الجليد..!!!!
كانت تسير بروحها المحتضرة..لا بقدميها..!! حاول البعض ان يوقفها...ان تحدثي...توقفي...تكلمي........!!!
تبا لكم من أشباه بشر....!!! هكذا كانت تحدث نفسها وهي تشيح بوجهها عن ثرثرتهم...!!!رائع أنت ايها الصمت
في حضرة الموت...!!كن صديقي....هلم الي...!!!
وجوه بائسة...أشباه بشر...أجساد نزعت من بين ثناياها القلوب...فغدت حيوانات ناطقة..!
أين انت..؟؟؟
غابت الوجوه من حولها وهي تستحضر ذلك الطيف الساكن في أعماقها...!!!
هو فقط من يستطيع التكلم في حضرة المها.......ذاك الشعاع الغريب في عينيه ..وحده من يستطيع اختراق الجليد فيبعث في أوصالها بعض الدفء..!!!
هو بانتظاري...انه هنا ..أشعر به...أنفاسه تكاد تحرق وجنتي....!!! دخلت الى هناك ..وجلست على ذات الكرسي...هنا أعلن لعيني الولاء...وهنا أقسم على البقاء...!!
اي حمقاء انا...!!!
كانت ورقة صغيرة تلك التي كتبها...قبل أن يغادر.....!!!
لم أعد هنا...!!! طال الانتظار...!!!
تحولت الدموع ...الى أنهار متسارعة تعبث بشلال شعرها الاسود المنسدل من على وجنتيها..فيزيده سوادا يشبه سواد قلبها المريض...وكأنهما يتحدان معا ليغرقاها في عالم من الظلام.....!!!
نظرت الى الورقة من جديد..وكأنها تنتظر السماء.. علها تغير ملامح الحروف...قتعود عهدا للوفاء...
ومن بين الأااهات ...ارتسمت على محياها بداية ابتسامة لم تكتمل !! شيء مجهول ذاك الذي اختطف منها حلم الابتسامة وهي تلمح طيفه قادما من اعماقها....!!!
أجل هي حروفه : لم أعد هنا..!! طال الانتظار...!!
لم تعد تدرك تلك المسكونة بألهة الحب...أتراها تبكي بعده!! أم أنها تبتسم من شدة قربه.......!!!
وكأن الحياة زوجة أب لاتعرف الرحمة ...اقتربت منها...همست في اذنها:
وحيدة كنت ...وحيدة تبقين...وحيدة ستواجهين الموت...
لاعليكي ياصغيرتي...
قد نسيت أنك هنا فابتمست....!!!
لا بأس ...فمازال هناك الكثير من الألم بانتظارك.. !!
هو فقط لم يعد هنا ....هوفقط من لم يستطع الا نتظار...!!
بذلك الوجه القاسي يحتضن الموت هذه الروح....يسحب من بين أناملها ورقة أزالت الدموع حبر حروفها ...يغرقها في بحر من الظلام ....!!جسد فارقته الحياة فأبت الأرض ان تحتضنه...!!وحده شاطئ الوفاء قبلها على رماله...!! لتكتب بما تبقى لديها من دماء...
وحيدة أنا....من في حضرة الموت....لم أملّ الانتظار...!!!
بروح قلم فتاة الرمال