الحفيـد المنتظـر

[سارا]

الله يبـارك لك بحيـاتك

يؤسفنـي جدا - جداَ ..

[سارا]

أنـي أشتــاق بأن أرى الذي أن تكـون الجنـة تحت قدمي !

أشتاق لك جدا، وأشتاق أن تحـوم بين يـدي وعينـي

عيني التي تسهـر من أجلك ليلاً فـ يأتي الليل عندمـا ينام بابا

نخـرج أنا وأنت لغـرفتك سـأعلمك كيف تقـرأ قصة قبل النـوم أو يكفي أن نشـاهد الصور

وإصبعك الصغيـر يلمس الـورق وفمـك مفتــوح بكلمـات صغيـرة تشبه أصوات العصافير .

سـوف أحتفظ بـ ملامحك في ذاكـرتي مدة سـاعات التي تفصلني عنك ليلاً وأستعيذك من الشياطين وأخـرج

أنتظـر الصباح كي تشـرق علي من جديد وتستيقظ ويشـرق وجهك فـيٌ وبيٌ ، سنتناول الإفطـار جميعاً وسوف

نصبـح ثلاثـة ، لن أخرج للعمـل سأبقى بجـانبك وأن لا أحـرم نفسي من جنــة تمشي عالأرض ولا أشكر ربي عليها

فأنت نعيـم الدنيـا وأمـانتي فيهـا !

ربمـا إذا أزعجتني كثيراً سأخرج بك لنتسوق معـاً أو نلعب ، أما إذا كنتي أنثى سوف أجلبك للمطبخ

وتمـارسين فيه طقوسك سأعلمك كيف تصصنعين كل شيء سأترك لكـي حواسـك تعلمك كيف أن يكون

الطعم حلو أو مالح !

فأعرفه مجـرد أن تضمُين شفتيك الصغيـرة ولسانك وتغمضين عينك سأجعلك تلمسين الأشياء بحقيقتهـا وسأجلب

لك مريلة صغيـرة ترتدينها عنـدما نصنع كعك الفراولة اللذيذ لبابا .

ونرتـدي ملابس مثلي بعضنـا وأضعكي على المرآة كي تشـاهدي أن أنتي أنـا ونفـاجأ "بـابا" فيـه

سأعلمك أشياء كثيرة قبا أن تدخــلي المدرسـة سـوف أكـون لك كــل شي في كـل شيء يـاصغيــري ..

[سارا]

الساعة الثانية عشر صباحاً

يالله أني أناجيك وأحمُدك وأثني عليك ..فلا تتركه في ظلمات الليل وظلمات بطني التي تحيُطه

وتُفزعه فأنه طفلي الأول وخلاصة روحي من الحياة وأول نبضٌ سكن جسدي بحول منك وقدرك .

فهو أول رجٌلاً سوف أنجبه يالله لا تكسر له حاجة يالله كبر له أسمُه واحفظ له فصاحة لسانه

وحبب بيه عبادك ، يالله اجعله أحد منابير أهل الأرض واصلحه واصلح قلبه ولا تشغل به الحياة ألا بك .

[سارا]

عندما أخبروني أني أحمل في بطني ذكراً ، تضاعفت مشاعري فرحاً من أجل أبيك ، أودُ أن تكون أول فرحة تربطني به لأنك سره وسنده في الحياة .

وأول بطن سوف يشق للعائلة فأنت الحفيد المنتظر من جانب عائلتين والرابط الأكبر لقلوب أحبتك حتى وأنت لم تتأتي
بعد !

اختيار اسمك لم يتعبني كثيراً عكس لو أصبحت أنثى، أسمك سمي قبل أن تنفخ روحك فأنت كنية أبيك قبل أن أرتبط به فأنت تأتي الآن وتهز مشاعري كيف لأمرأة أن تحب رجلين كيف لقلبها أن لا يميل فأنا أحبك من اللحظة التي عقد قرآني على والداك .

[سارا]

ها أنا أبلغُ الشهور الوسطى من الحبل الأول ياصغيري ، و وأودع اللحظات الأولى حزينة جداً لأنك سوف تغادرني وتنفصل بي بعدما أن كونا ملتصقين تماماً ، أنت الشيئ الذي عندما أتضايق من أي أمر من أمور الدنيا أضعُ يدي على بطني وأتلمسك بحبل السري الذي يربط بيننا كنت ترسل لي إيحاءات تجبرني أن أستبدل أفكاري السلبية وانفضها من عقلي تماماً وابتسم يابسمة عمري ماما
أحُبك كثيراً وأكثر من ذلك عندما أرى نورك يضيئ الحياة
وتسطع في سماء قلبي ، فاليوم أنا أزور المتاجر وابتاع لك
ملابسك الخاصة أبحث عن أي شيئ يميزك عن باقي أطفال العالم ، أختار لك بجامة زرقاء وأخفيها عن والدك لأنني لم أخبره حتى الآن أريده أن يسمع الخبر صوت وصورة أريدُ حظورك عالدنيا يأتي بزفة أبيك لك عندما يكثر الحمد والشكر
ويدقُ نبضات قلب بابا وضحكات عينيه ويضجُ ممرات المشفى بإسمك ، أريدُ صوت أبيك هو الصوت الذي يوقظني من خدرات البنج فرحاً بك ياصغيري .

[سارا]

ياه ، متى تأتي اللحظة التي أسألك فيها هل انتهيت من وجبة غدائك ياصغيري ؟ هل غسلت يديك ؟وفرشة أسنانك ؟
وأطبعُ على كفيك قُبلة تحتفظ بها ألى أن يأتي المساء
وننام على قُبلة أعمق .

متى تأتي اللحظة التي نلعب معاً ، سوف أسترجع طفولتي
فيك ، سأترك لك الرمل تلعب فيه وأصبغُ رجليك بألوان على ورق أبصمُ بها أول خطوة سوف تخطيها وأعلقها في برواز أعلى سريرك ، ونجمعُ حروف إسمك نبني منه قطار كبير
سوف تقوده أنت ونقلد صوته ( تووووت توووووت)
سأترك لك حرية اللعب في المسبح بجانب البطة الصفراء وبعض الكور الملونة ، وأضعُ رغوة الشامبو على جسمك الطري ونُشكل منها أشكالاً سوف نضحك كثيراً وتكون الكميرا في يدي أسجل فيها لحظات عمرك وعمري
ياصغيري

[سارا]

أي حب يأتي في هذه الحياة دون أن نراه ، أو أن نلمسه

حُب وجد بوجدك أنتي ، أتيتِ أنتي وبوجود معجزة إلهية

ننجب أرواح نتعلق بها قبل أن نراهــا !!

حب أحملهُ في جسدي ويجري مع دقات قلبي ويختلط
في دمي حبُ أحمله تسعة أشهر انتظره بفارغ الصبر .

[سارا]

ممتد هذا الليل وبارد يغشاهُ السواد والسكون ، حيثُ تلتصق في بطني
وتركلني فتسمعُ نبضات قلبي وهدهدات يدي التي أمسح بها على بطني
لأطمئنك أنني مستيقظة معك وأحُدثك بكلمات لا تفهمها لكنك تسمعُ إيقاع
صوتي الذي سوف تميزه عند مجيئك ياصغيري .