بين النصر والهلال .. قصة عنوانها جرح وفرح ..!! بقلم – عيسى الجوكم ** بجزع البوح .. أو بنشوة الانتصار .. تتصاعد الأوجاع لجرح جديد غائر في جسد النصر .. وتشتعل الأشياء في الهلال لترسخ مفهوم الفرح المتجدد في مسيرته ..!!
** هي إذا .. رواية جرح وفرح .. الأول يتقمصه الفارس الذي لم ينهض من كبوته في منازلة غريمه .. فاكتوى بمرارة الأسى لسنين .. وان طل على نافذته فرح فهو سحابة صيف .. أو سراب في صحراء ممتدة إلى ما لا نهاية ..!!
** والثاني خلع رداء الوجع لسنوات طوال .. وغرق في بحر الفرح .. بل حول ملوحة البحر لعذوبة .. فلم يغرف بكفيه لشرب الماء فقط .. بل غاصت يداه للعمق ليفتحها لعشاقه محملة باللؤلؤ والمرجان ..!!
** أجلس في ثقب اللحظة .. أتأمل فصلا جديدا لتلك الرواية التي بددت صمتي .. وخلعت صبري عن أناملي .. وجعلتني أصرخ .. أفزع .. أخرج عن النص .. فالمسافة بين الجرح والفرح تتسع .. والمهرجون مازالوا على خشبة المسرح .. يزيفون .. ويكذبون .. ويتركون دور البطولة .. ويصرون على ارتداء دور الكومبارس .. يضحكون على جمهورهم .. يدقدقون عواطفهم .. فالكلام المباح وغير المباح .. وسيلة لعجز فاضح .. ومع ذلك فصول الرواية في أجندتهم لم تنته بعد .. فمازال للجرح بقية ..!!
** وفي المشهد الآخر .. عند أولئك الذين يجيدون الدراما الواقعية .. ولا يحبذون بيع الكلام في الهواء .. ويتقنون دور البطولة .. ويتفننون في رسم البسمة على شفاه محبيهم .. ويرسمون الفرح على محيا كل من حضر مسرحهم .. لا بنصوص واهمة .. ولا فصول غامضة .. ولا عبارات خارجة عن النص .. بل لدراما حافظت على جودتها منذ سنين .. لم يهبطوا لمستوى «السوق عاوز كدة» .. بل رسخوا مفاهيم الواقع .. ولم يشتروا الوهم حتى في أحلك أوقات الفشل في مسيرتهم .. لذلك كانت كبواتهم النادرة سرعان ما تأخذ مقولة «النهوض بعد السقوط» .. «والنجاح بعد الفشل» .. وإذا كان غريمهم مولعا بالمقولة المعكوسة «مازال للجرح بقية» فهم يعيدون تلك المقولة لأصلها ويستبدلون كلمة واحدة في الرواية وهي .. مازال للمجد بقية .. !!
** لم أتعود ترف البوح .. ولغة النوارس التي تهيم عشقا في البوح المرير .. إلا مع تلاميذ ماجد الخائبين .. إلا مع محطة الأصفر .. والذي بدا لي كسراب في صحراء .. ألهث وراءه لسنوات .. وكلما اقتربت من لمعان الماء ازددت عطشا .. لكنني يبدو كما هم تماما .. أشتري الوهم .. وأقنع قاربي أن السير في البحر بدون أشرعة ولا بوصلة قد يوصلني لشاطئ الفرح .. هكذا قال لي صديق القلم وهو يجر هذه الكلمات قهرا وهما وغما .. !!
** هالة من الضوء المشع تغمر جدران الحقيقة .. وتكتب باقي فصول الرواية .. تنبعث وتنتشر في كل الزوايا .. ولكن ليست على طريقة جنرالات الحرب .. وليست على عقيدة المنتصرين بين الأمم والدول والحضارات في الحروب .. بأن المنتصر هو الذي يكتب التاريخ .. ولكن هي حقيقة يسجلها التاريخ .. ويكتبها المنصفون .. فالعاشقون للون البحر والسماء .. والسابحون في البركة الزرقاء .. هم الأكثر سعادة .. والأقل إصابة بالهم والنكد .. والأكثر ابتعادا عن الضغط والسكر .. فهم لا يحتاجون لا لكتب «دع القلق وابدأ الحياة» ولا لكتب «لا تحزن» .. بل على العكس هم بأمس الحاجة لفرملة الفرح في حياتهم اليومية .. لأن كمية الفرح في قاموسهم وتفاصيل حياتهم أكثر من الكمية المطلوبة لقلوبهم التي امتلأت فرحا وطربا وسعادة .. حتى خيل لي في هذا المشهد خفة دم الفنان الكويتي الشهير سعد الفرج وهو يقول لرفيق دربه عبد رب الحسين عبد رب الرضا «بسك يا حسين .. بسك يا حسين .. بسك يا حسين» .. وكأني بعشاق اللون الأزرق يقولون للآخرين «بسنا فرح .. وبسهم جروح» .
** وفي ختام الرواية يا سادة يا كرام .. لملمت أناملي .. وأوقفت جنون محبرتي .. وسلمت بالأمر الواقع .. فالمسافة بين الفرح والجرح حقيقة لا يمكن تجاهلها .. ولا حتى تغطيتها بغربال .. ارتميت في الفصل الأخير بأسئلتي فوق زجاج نظارتي .. التي هربت من الإجابة بعذر مقبول جدا .. وهو رداءة الخط .. وعرفت حينها أن نظارتي هي الأخرى .. تشتري الوهم .. وتبيع نصف الحقيقة .. أما نصفها الآخر فمغيب !!
fdk hgkwv ,hgighg >>>rwm uk,hkih [vp ,tvp fdk [vp uk,hkih ,hgighg
الإهداءات
بين النصر والهلال ...قصة عنوانها جرح وفرح 
العرض العادي
المواضيع المتشابهه الموضوع: بين النصر والهلال ...قصة عنوانها جرح وفرح 
