![]() |
ديمـي ..حـب أول (الجـزء الأول) الســلام عـليكــم ورحمــة اللـه وبــركــاتــه .. أعــود مجـدداً للقـراءة للزميــل والكــاتب : (محمــد الحضيــف )زاده اللــه من فضلـه علمـاً كــاتب يــعيـش (القضـيــة) فــي كــل خــليــة مــن خــلايــا جـســـده .. يتـنفــس (الـهــم) ويحــيا (الــرســالــة) .. تــجـد فـي حــرفــه (صــلابــة الـمـوقــف) و (رقــة الإحــســاس) .. لايــحـرقه ظــمــأ إلــى لــقــب أو حـنيــن لــبريــق شــهــرة .. (الجــزء الأول ) كنا قد فرغنا لتونا من إحدى فقرات المؤتمر ، وبقى على موعد صلاة الظهر أقل من الساعة . اقترحت عليه أن نتناول كوبين من القهوة بالحليب ، مع قطعة من الكيك ، لنضع عن كاهلينا شيئا من العناء ، الذي فرضه ضغط البرنامج ، الذي بدأ مع ساعات الصباح الأولى . استحسن الفكرة ، فتوجهنا إلى الفندق ، حيث مقر إقامتنا . في البهو الأرضي أخذنا زاوية قصية ، منحنا انعزالها بعض الخصوصية ، و كثيرا من الهدوء الذي نحتاجه . كنت قد تعرفت على مصعب في مؤتمر سابق ، فاستمرت العلاقة بيننا ، رغم بعد المسافة ، وقويت ، لتتحول إلى صداقة حميمة . مصعب في العشرينات ، برونزي اللون ، شعره أسود فاحم ، و يكسو وجهه لحية خفيفة ، تضفي عليه مسحة من السكينة والوقار ، رغم صغر سنه . في ظلال عينيه يتوارى حزن لا يفصح عن نفسه ، ويمنع من السؤال عنه حياء ، جعل من مصعب قليل الحديث ، وجعل من يعرفه يتردد في الدخول في مغامرة لاستكشاف دخيلتة . لم نتكلم كثيرا ، لكن مذاق القهوة الساخنة اللذيذ ، وهدوء المكان ، جعلاني أبادر (مصعب) ، عندما رأيت في محياه علامات الاسترخاء ، والاستغراق في لحظات تأمل عميقة ، لأسأله عن أصعب موقف مر به خلال السنوات الخمس ، التي مضت على وجوده هنا ، في الولايات المتحدة الأمريكية ، كشاب نشط في حقل الدعوة إلى الله . خيل إلى ، حينما صعد نظره في ، كأنما قد سألته عن أمر كان يفكر فيه ، لحظة السؤال .. فقال ، و كأنه يدفع عن نفسه تهمة : ـ عفا الله عنك ، وأي مواقف تستحق أن تسجل لشاب صغير مثلي ، إلا أن يكون سؤالك استفهاما عن شئ بلغك عني . كانت عيناه تقولان شيئا قطعا ، وأحسست بالحرج من الطريقة التي رد بها علي ، ومن نظرته إلي فسكت . مرت لحظات من الصمت بيننا ، تشاغلت فيها بتحريك الملعقة داخل كوب القهوة ، الذي بقي فيه نصفه ، وتلهى هو ، بصف مكعبات السكر فوق بعضها في الطبق الذي أمامه . ثم فجأة قال لي : ـ كأني لم أكن لطيفا في الرد على سؤالك ..؟ ـ لا .. لكن يبدو أنني لم احسن طريقة صياغة السؤال ، أو ربما أنني أقحمت نفسي في شأن خاص . ـ لا … ليس أي منهما ، لكن .. و ( تردد لحظة ) أسألك بالله هل بلغك شئ عني..؟ ـ لا والله ، أنت عندي فوق الشبهات .. أطرق قليلا ، ورأيت سحابة داكنة تظلل وجهه ، ثم رفع رأسه وقال : ـ أنت تعرف مكانتك عندي ، وسأحدثك حديثا من أعجب ما مر بي .. : في العام الماضي مررت بتجربة .. كان الفصل الدراسي يلفظ أنفاسه أو يكاد . هذه هي المحاضرة الأخيرة … قبل الامتحان النهائي ، وكان أستاذ المادة ، ” مناهج البحث ” ، قد وعدنا أن يستكمل في هذه المحاضرة ما بدأه في المحاضرة السابقة ، من شرح لأهم عناصر المادة . وكما تعلم ، نحن الذين نتحدث الإنجليزية لغة ثانية ، يهمنا جدا ، مثل هذه المحاضرات المركزة ، رغم وطأتها الثقيلة على الذهن . كنت مستغرقا تماما في الاستماع للدكتور ، والكلمات تخرج تباعا من فمه ، مثلما يقذف بركان حممه . في هذه اللحظة ، وصل (طالب) متأخر – لم ألق له بالا – وصار يخترق الصفوف ، حتى أخذ مقعدا بجانبي . لم أره ، لكني لمحت خيالا ، وسمعت صوت تحريك الكرسي . تأكدت أنه جلس في الكرسي المجاور ، حينما طلب الدفتر الذي أسجل فيه ملاحظاتي . أعطيته إياه ، دون أن أنظر إليه ، أو حتى أسأله ، لماذا .. ، لأني كنت منشغلا بتدوين ما يقوله الدكتور . كان الدكتور قد أنهى كلامه ، حينما سمعت (الطالب) الذي جلس بجواري يقول : ـ أريد أن استعير دفترك .. بالمناسبة أنت مسلم ..؟ ألتفت إلى مصدر السؤال ، الذي كان مفاجئا لي ، لتصطدم عيناي بمفاجأة أكبر . لقد كان الذي جلس بجواري ، وطلب دفتري ، فتاة في غاية الجمال . كانت تقلب بين يديها لاصق من ذلك النوع الذي يوضع على مؤخرة السيارة ، والذي يحمل عبارات مثل : ” اقرأ القرآن .. آخر وحي نزل من السماء ” ، أو ” الإسلام آخر الديانات السماوية .. تعرف عليه ” . كان اللاصق ، مع أوراق أخرى عن الإسلام ، موجود ضمن دفتر محاضراتي ، الذي طلبت الاطلاع عليه . قلت لها ، وأنا أحاول ترتيب دفتري : ـ نعم أنا مسلم . كان الدكتور يجمع أوراقه ليغادر القاعة ، حينما بادرتني بسؤال آخر قائلة : ـ بالمناسبة ما هو الإسلام ..؟ كنت مرتبكا ، مشتت الذهن ، بين الإجابة على سؤالها ، والدخول معها في حوار ، رغم ما وقع في قلبي منها ، وبين شعوري ، من جهة أخرى بالمسئولية ، بتبيان ما هو الإسلام لها . كانت المفاجأة التي شلت قدرتي على التفكير ، هي أنني لم أتوقع موقفا كهذا . فأنا رغم مرور ثلاثة أشهر على الفصل الدراسي ، لم أر هذه الزميلة مرة واحدة ، لأني آتى آخر الناس ، قبل موعد المحاضرة بلحظات ، وأقبع في آخر مقعد في القاعة ، واخرج أول الناس لحظة انتهاء الوقت المخصص للمحاضرة ، دون أن أنظر في وجوه الطلاب الذين يشاركونني المكان . بين هذين الوقتين ، أكون مشغولا بتسجيل ما يقوله الدكتور ، أو التفكير بشأن من شئوني الخاصة خارج الجامعة . كانت تنتظر إجابتي على سؤالها ، وهي واقفة على رأسي ، وقد خلا المكان ، إلا مني ومنها . قلت وأنا أحاول أن أتخلص من الموقف الذي وضعتني فيه : ـ الموضوع يحتاج إلى وقت ، لكني أستطيع أن أعطيك بعض المنشورات التي تجيب على بعض تساؤلاتك . ردت بسرعة ، قائلة بأن لديها الوقت لتسمع مني ، إن لم يكن لدي مانع . أسقط في يدي ، فقلت : ـ نعم .. لا بأس .. فأسرعت تقول : ـ ما رأيك لو نجلس في الكافتيريا ، وأدعوك إلى كوب من القهوة ..؟ شعرت بحرج شديد ، وتساءلت في نفسي : ماذا لو رآك أحد ، و أنت مع هذه المرأة ؟ من سيصدق أنك تعرض عليها الإسلام ..؟ ومن سيصدق أنها هي التي ابتدأتك بالسؤال ..؟ لم تنتظر ردي ، وظنت أن صمتي علامة الرضا والموافقة ، فقالت : ـ أشكرك على قبول الدعوة . سرنا إلى الكافتيريا و أخذنا مكانا نائيا ، بعد أن طلبنا قهوتنا . وشرعت أحدثها عن الإسلام . أثناءها كنت أتوقف لحظات عن الحديث ، لأتيح لها فرصة السؤال عن نقاط محددة . كانت تسأل .. و كانت أسئلتها تدور حول قضايا لا علاقة لها مباشرة بالموضوع ، وأقرب ما تكون استجلاء لطبيعة شخصيتي ، وطريقتي في التفكير . لاحظت كذلك ، أنها تدون كل ما أقول . عند هذا الحد أنهيت الحديث ، واعتذرت ، متعللا بارتباطي بموعد سابق . حين هممت بالانصراف قالت : ـ كيف أعيد لك أوراقك ..؟ لقد نسيت أن تخبرني بعنوانك … في واقع الأمر لم أنس ، ولكني لم أشأ أن تعرف أين أسكن . قلت : ـ أنا لا أبقى في البيت كثيرا .. سأكون غدا في المكتبة ، وباستطاعتك أن تتركيها لدى الموظف في قسم الإعارة . حملت نفسي ، وأنا أنوء ، ليس بذلك الحشد من الكتب ، التي تزدحم بها حقيبتي ، بل بوجع صرت أحسه يجثم على قلبي . صرت معذب بين قلبي وضميري ، يتجاذبني أمران : هواي الذي يزين لي الحديث مع هذه الفتاة باسم الدعوة ، وعقلي الذي تصيح به نفسي اللوامة : أنظر ما تصنع أنت تحوم حول الحمى توشك أن ترتع فيه .. ألا إن حمى الله محارمه .. ألا إن حمى الله محارمه … كنت قد وصلت سيارتي ، فألقيت بجسدي على المقعد ، و وضعت رأسي على المقود . أحسست أني أتنفس بصعوبة . احتقنت عيناي بالدموع ، لكني لم أبك . وضعت المفاتيح ، وبدأت بتشغيل السيارة . في هذه اللحظة انطلق صوت القرآن نديا من جهاز التسجيل ، الذي كان في وضع التشغيل . يا الله ذاك الجفاف الذي كاد يخنقني ، وحاصر الدمع في عيني ، يتبدد على صدى النداء الخالد ، كلام الحق سبحانه ، فتدفق الدمع من محاجري حارا ، وصرت انشج مثل الأطفال . استغفرك ربي .. هذه شيطانة تعرضت لي ، سأطردها من خاطري ، سأجتثها من قلبي . آه يا قلبي .. ساعدني يا رب .. ساعدني .. فإن قلبي مصاب . نمت ليلتي تلك ، بعد أن صليت وتري ، وتضرعت بين يدي الله ، أن ينصرني على نفسي والشيطان . من الغد كنت في المكتبة في مكاني المعتاد ، في قاعة الإطروحات الجامعية ، التي تتصل عبر ممر ضيق بالجزء الخاص بالكتب التي نفدت من السوق ، ولم يعاد طباعتها . إما لأسباب قانونية ، أو لأن موضوعها قد تجاوزه الزمن . أفضل هذا المكان لهدوئه ، ولأن قلة من الطلاب يجلس فيه ، بسبب قدم المبنى ، وتهالك الطاولات ، كما أني أظن أن قليلا من الطلاب ، يتحمل نظرات باحث كبير السن ، لا يفارق ذلك المكان ، منذ عرفت الجامعة ، وعثرت صدفة على هذه الزاوية النائية في المكتبة . هذا الرجل يظل يحدق في أي قادم جديد إلى المكان ، وتزداد نظراته حدة عند أي صوت يحدث ، حتى ولو كان رفيف تقليب صفحات كتاب . استقريت على مقعدي ، وألقيت ابتسامة على رفيقي الباحث ، الذي حدجني بنظرة من خلف نظارته ، وبادلني ابتسامة بابتسامة . لقد اصبح بيني وبينه عقداً غير مكتوب ، قائم على الإقرار بحق كلينا في المكان . ربما بعد أن نسي في إحدى المرات محفظته ، فعثرت عليها ، و أعطيته إياها . فقال لي ، بعد أن فتشها أمامي ، ولم أكن أنا أعرف ما بداخلها ، أنت رجل أمين . كما أظن أني ملكت قلبه ، عندما أعطيته مرة فطيرة حمص . فقال بعد أن أكلها ، على جوع فيما يبدو ، إنها لذيذة ، أنت رجل لطيف . كان قد مر علي ثلاث ساعات تقريبا ، وأنا منهمك بالمذاكرة ، فلم أقم من مكاني ، وكان تركيزي جيدا . ربما كان هدوء المكان سببا من الأسباب . إحساسي بأهمية المادة وانسجامي معها سبب آخر . كنت في حال من السكينة النفسية لم أشعر بها من قبل ، حتى أنه لم يرد على خاطري أي من الأحداث والمواقف ، التي مررت بها خلال الأيام الماضية . طافت هذه الأفكار بسرعة في ذهني ، فابتسمت ابتسامة رضا عن نفسي ، وأنا ألقي نظرة متثائبة على الساعة ، التي عادة ما أجعلها تتمدد أمامي بكسل .. أحيانا ، وبقلق في أحايين أخرى . (مرحبا) .. هكذا خيل إلى أني سمعت . لم أرفع رأسي من الكتاب ، وقلت لنفسي بدأت الأوهام تعتريك ، لم لا أرتاح قليلا ، وأقرا بعض الصحف .. ؟ (مرحبا) .. مرة أخرى .. كأنه صوتها ، رفعت رأسي ، وقلت مذهولا : ـ ديمي ..؟ ـ هل أزعجتك ..؟ (يا إلهي لم أكن واهما) … ـ كيف عرفت مكاني يا ديمي ..؟ ـ لم يكن صعبا .. شخص مثلك ، من السهل على من هو مثلي ، أن يعرف مفتاح شخصيته .هل نسيت أن تخصصي الفرعي علم نفس .. أه عفوا .. نسيت أن أخبرك ذلك . أنا بالمناسبة ، أدون في دفتر ملاحظاتي كل شيء عن الأشخاص الذين التقي بهم . هل يزعجك أن تعلم أني فعلت الشيء نفسه معك .. ؟ أرجو أن تعتبر سلوكي الغريب هذا ، نوعا من الفضول الأكاديمي . كنت أنظر إلى وجهها و أحس أنني أزداد تعلقا به ، وهي تحدثني بتلك الطريقة الواثقة . قلت وأنا أشعر بالقلق النفسي يتسرب شيئا فشيئا إلى نفسي : ـ ديمي كيف جئت إلى هنا .. ؟ قالت مازحة: ـ وأنا واقفة .. ؟ أشرت لها بالجلوس ، ورميت بابتسامة على شريكي في المكان ، الذي يبدو هو الأخر مستغربا من هذا الضيف المفاجئ ، وهو الذي لم يعهد لدي ضيوف أو زوار من أي نوع ، منذ أن جمعنا هذا المكان ، طوال سنوات الدراسة الثلاث الماضية ، ناهيك أن يكون (ضيفا) بهذا المستوى .. وبدا أنه أدرك الحرج الذي أنا فيه ، فمنحني ابتسامة من نوع مختلف جدا هذه المرة . نظرت إليها مستفهما ، انتظر أن تخبرني كيف استدلت على مكاني .. قالت : ـ أنت شخص جاد ، لديك اهتمامات خاصة . ربما بتأثير من الثقافة التي تنتمي إليها ، علاقاتك النسائية محدودة ، ولا يبدو أنك تسعى إلى شئ من ذلك . ضع هذه المعطيات في جانب . الأماكن الأخرى في المكتبة تكثر فيها الحركة ، ويكثر فيها تحرك الطالبات . نحن البنات نحب الاستعراض ، حتى في الأجواء الأكاديمية . النتيجة ، بناء على ما سبق ، ستكون في مكان مثل هذا . طبيعي أني لم آت إلى هنا مباشرة ، ولكن بعد مسح سريع للأماكن الأخرى ، تأكدت أنك إن كنت في المكتبة فلابد أن تكون في مثل هذا المكان .. توقعاتي صحيحة ، أليس كذلك .. ما رأيك ألست خبيرة (سايكولوجية) جيدة .. ؟ هززت رأسي بالإيجاب ، وأنا اسحب من أعماقي آهة دوت في أذنيها .. قالت : ـ أنت متعب ؟ ـ نوعا ما .. ـ هل أستطيع أن أفعل لك شيئا ..؟ ـ لا .. شكرا ، أشعر فقط بشيء من الإجهاد . . (لماذا جئت يا ديمي .. أنا هارب منك) .. قلت لنفسي . يا ربي ساعدني ، فأنا اغرق أكثر فأكثر في لجتها . لم يعد لصوتها ، ووقع كلامها ، نفس الأثر كما كان لقاؤنا لأول مرة . الآن أريدها أن تبقى ، أريدها أن تتكلم .. ساعدني يا إلهي . انقطعت خواطري على صوتها تخاطبني : ـ أريد أن اعتذر ، لأني لم احضر أوراقك … ـ ما دامت الحالة هكذا ، لم يكن هناك حاجة لكي تأتي ، وتشقي على نفسك ، فأنا أستطيع أنتظر يوما أو يومين .. ـ لا .. فأنا قد وعدتك أن أحضرها لك ، ولم أرغب أن أخل بوعدي .. إضافة إلى أني أود أن استكمل معك الحديث عن الاسلام ، إن لم يكن في ذلك ازعاج لك ..؟ قلت وأنا أحاول أن أصرفها ، خاصة وأن الشعور بالذنب قد بدأ يشدد الخناق علي : ـ هل هناك شيء محدد .. ؟ ـ هناك موضوعان ، وأعذرني فيما لو جرحت شعورك ، بعبارة لم أحسن استخدامها ، فأنا أحدثك بناء على الصورة النمطية للإسلام في ذهني ، والتي تراكمت ، ليس نتيجة تجربة شخصية ، ولكن من خلال التعرض لوسائل الإعلام . سكتت ، فنظرت إليها منتظرا أن ، تخبرني ماذا تريد أن تقول .. قالت ، وعيناها على عيني : ـ هل هناك مكان للتسامح والحب في الإسلام .. ؟ ]dlJd >>pJf H,g (hg[J.x hgH,g) |
الساعة الآن 08:20 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
ظ„ظٹظ†ظƒط§طھ -
ط¯ط¹ظ… : SEO by vBSEO 3.5.1 Trans by
Coordination Forum √ 1.0 By:
мộнαηηαď © 2011