شبكة الشموخ الأدبية - طه حسين يرفض ان يكون شيخا وقسيسا

طه حسين يرفض ان يكون شيخا وقسيسا

http://www.ahram.org.eg/MediaFiles//...2010_10_19.jpg

منذ ان كان طفلا يتعثر في جلبابه وهو في كتاب قريته بالصعيد‏,‏ وحتي تعثره في التعامل مع رابطة العنق.

وهو يحاضر في جامعة السوربون بفرنسا‏,‏ مرورا بمعاناته وهو طالب يلف العمة في صحن الأزهر الشريف‏,‏ وروح الفكاهة هي الوجه الآخر الذي تناساه المؤرخون والباحثون في تناولهم لسيرة عميد الادب العربي د‏.‏ طه حسين الذي كان حادا في سخريته‏,‏ جادا في رؤيته‏,‏ وتأتي ضحكاته مغلفة بالخجل فيطاطيء برأسه‏,‏ بينما كل من حوله تدمع عينه من الضحك‏.‏

كان الصوت نحيلا ضئيلا‏,‏ عذبا رائعا‏,‏ لايبلغ السمع حتي ينفذ في خفة إلي القلب فيفعل به الافاعيل‏..‏ هكذا كتب يصف احساسه بصوت سيدة الادب في ذلك الزمان مي زيادة وهي تقرأ نص رسالة بعث بها الشاعر الكبير جبران خليل جبران من مقر اقامته بالولايات المتحدة لتلقي في احتفالية لتكريم الشاعر خليل مطران عام‏1913.‏

وسرعان ما توطدت علاقة طه حسين بمي وعندما اعتزلت مي في أواخر ايام حياتها وقبل وفاتها بفترة بسيطة اتصل بها تليفونيا‏,‏ وطلب ان يلقاها وقال‏:‏ سازورك اليوم‏..‏ فقالت لا‏:‏

قال‏:‏ سازورك غدا

قالت‏:‏ لا‏..‏

قال‏:‏ اذن متي أزورك؟

قالت‏:‏ لاتزرني ابدا

قال‏:‏ لماذا سيدتي؟

قالت‏:‏ هل تريد ان تعرف السبب؟

قال‏:‏ نعم

قالت‏:‏ قررت أن لا اقابل احدا من الناس إلا رجال الدين‏..‏ اذا اردت ان تراني فكن قسيسا‏!‏

فضحك عميد الادب العربي قائلا‏:‏ سيدتي‏..‏ ارغب بشدة في ان اراك ولكن يستحيل ان اصبح قسيسا فقد اتي علي حين من الدهر والناس ينادونني بـ‏:‏

الشيخ فكيف‏,‏ اكون الشيخ الاب طه حسين

كان له اسلوبه الخاص في الرد علي المتطاولين كما حدث مع محرر مبتديء يعمل بجريدة مغمورة حيث بعث له هذا المحرر ذات مرة برسالة تحمل الكثير من السباب والتطاول‏,‏ فما كان من الدكتور طه إلا ان بعث اليه بالرد وعندما وصلت الرسالة للصحفي فإذا بها تحتوي علي كلمة واحدة هي حتاك وعندما سئل ـ فيما بعد ـ عن سر هذه الكلمة اجاب قائلا‏:‏ لم اشأ ان اعطية اكبر من حجمه في رسالة الرد فأردت ان اقول‏:‏ حتي انت تهاجمني فلما نظرت إليها وجدتها كبيرة جدا بالنسبة له فكتبت حتي انت فلم استسغ ان اعطية ضميرا منفصلا وبثلاثة احرف‏,‏ انت ووجدت ان افضل ضمير له هو الكاف لانه حرب واحد وهكذا اصبحت الرسالة مكونة من كلمة واحدة حتاك‏.‏