شبكة الشموخ الأدبية

قصة حقيقة

عرفته منذ زمن بيعد شابا في مقتبل العمر يبتسم للحياة وتبتسم له مقبلا على
الدنيا بشغف وحيوية كان يتخذ من الأخلاق تاجا يزين به ذاته لم أعرف أحدا في المنطقة كلها إلا ويكن له كل التقدير والاحترام ,
وذات يوم سمعت من صديقي أن أحمد قد تزوج فدعوت له بالحياة الآمنة الكريمة وفي هذه الأيام يكون قد مرعلى زواجه حوالي ثماني سنوات أنجب طفلين ولداً وبنتا وكانا يغدقان على أحمد وزوجته البهجة والسرور لكن الأمر الذي لم يكن بالحسبان هي تلك المفاجأة التي نزلت على تلك العائلة كالصاعقة عندما ذهب أحمد إلى المشفي بسبب وعكة صحية تراوده منذ فترة فكانت المفاجأة عندما أخبره الطبيب أن جسمه يحتوي ورما خبيثا قد نشر المرض في دمائه
كل من سمع به حزن لحالته ودعا له بالشفاء القريب عاش أحمد عدة شهور يعاني من هذا المرض ويتابع نصائح الأطباء وما يصفونه له من دواء كانت العائلة جميعها تهتم به وترعاه ماعدا أباه لأن توفي منذ زمن
ومنذ فترة من الزمن شعر أخوه الأصغرمحمود ابن الخامسة والعشرين ربيعا بآلام تراوده فذهب هو الآخر إلى الطبيب وكانت المفاجأه أنه يحمل نفس المرض الذي يحمله أخوه أحمد أسودت الدنيا في وجه أهلهم وأقربائهم وهرع جميع أهل الحي لمساعدتهم وخصوصا أنهم يعانون من فقر شديد
لكن الألم الأكبر كان لدى أمهم المسكينة التي لاتعرف سوى الدعاء والتي أصبح نهر الدموع لاينقطع من عينيها نسيت كل شيء يسمى أكلا أو أملا أو سعادة حتى وجوه الناس أصبحت بالنسبة لها غريبة وكل من رآها تأثر بحالتها أكثر من تأثره بحالة ولديها المريضين لم تعرف طعم النوم بعد ماحصل لأولادها كانت قبل مرض أولادها معروفة بالنشاط والحيوية ومحبة لأهل الحي لطيبها ونقاء قلبها ومشاركتها للناس في أفراحهم وأتراحهم مضى على إصابة ولديها أكثر من سنة كل الناس لايتكلمون إلا بقصة تلك العائلة منذ فترة أرسل لي أخي رسالة يقول فيها ( أم أحمد ماتت ماتت يامحمد أدعو لها يا أخي) عندما قرأت الرسالة بكيت حتى جفت عيناي
فتذكرت قول الخليل بن أحمد الفراهيدي :
وقبلك داوى المريضَ الطبيبُ فعاش المريضُ ومات الطبيبُ
فكن مستعداً لدار الفـــــــــــناء فإن الذي هو آتٍ قريــــــــــب
لقد ماتت أم أحمد وكل من عرفها بكى حتى الأطفال والشيوخ ماتت ومات معها حلمها بشفاء ولديها
أحيانا أقول في نفسي: الله رحيم أراد أن يخلصها من العذاب وأحيانا أقول رحمك الله يا أم أحمد كأنك كنتي فداء ولديكِ
أما الآن وفي هذه الأيام لازال ولداها أحمد ومحمود يعانيان من المرض وسمعت أن حالة أحمد قد تحسنت
لكن الأمر الذي ايفطر القلوب هو ما يعانونه من فقر يعجزهم في كثير من الأحيان عن متابعة حالتهم .
إلى جميع الأخوة في هذا المنتدى الطيب أدعوكم للدعاء لهؤلاء المساكين لعل الله يشفيهم وينجيهم

ملاحظة : هذه القصة ليست من نسج الخيال بل هي قصة حقيقة وأنا شهدت أحداثها والله على ما أقول شهيد
محمد العلي..............