شبكة الشموخ الأدبية

شبكة الشموخ الأدبية (http://www.alshmo5.com/vb/index.php)
-   مجلة الشموخ الثقافية (http://www.alshmo5.com/vb/f30.html)
-   -   الجمهور ينقل محمد تركي حجازي إلى نهائي مسابقة أمير الشعراء واللجنة تؤهل محمد العزام (http://www.alshmo5.com/vb/t9318.html)

alshmo5 02-16-2011 07:51 PM

الجمهور ينقل محمد تركي حجازي إلى نهائي مسابقة أمير الشعراء واللجنة تؤهل محمد العزام
 
http://www.alapn.com/upload/u26_1b56...e7dbc3sss1.jpgشعراء الحلقة على المسرح
وكالة أنباء الشعر- أبو ظبي
ليل شاطىء الراحة أمس الأربعاء 9 فبراير 2011 ومن خلال مسابقة أمير الشعراء في التي تنتجها وتدعمها هيئة أبوظبي للثقافة والتراث ليل الشعر بامتياز، وكان السهر سهر القصائد، فقد سال شهد الكلام من نصوص طفحت بالجمال، وخاط كل مشارك في الحلقة الأخيرة من حلقات المرحلة الثانية عباءة شعره بنفسه، ثم حَبَك أبهى المعاني، ورسم أدق تفاصيل الصور، وعينُ كل واحد من المشاركين الخمسة على لقب إمارة الموسم الرابع، وعلى بردة الأمير وخاتمه، كيف لا ومن سيحمل اللقب سيتربع أميراً لموسم كامل، على أن يسلِّم العُهدة إلى أمير الموسم القادم من مواسم مسابقة "أمير الشعراء" وبثتها فضائية أبوظبي الأولى مباشرة على الهواء.
صولات وجولات خاضها خمسة متسابقين كانت المنافسة في غاية الإبداع، فالكلام أنيق، والمعاني مشغولة بإحكام، والصور ملتقطة بإتقان، منها ما خاض في العقل والرؤى، ومنها ما ذهب وراء العاطفة، لكن القصائد بمجملها كانت تستحق إصغاء كبيراً من جمهور المسرح الذي كان متميزاً.

وقبل بدء المنافسة في الحلقة الثامنة من المسابقة بين محمد علي الخضور من سوريا، ومحمد العزام من الأردن، وعلا برقاوي من فلسطين، وهشام الخج من مصر، وقاسم الشمري من العراق، أعلن الفنان باسم ياخور عن اسم المتأهل إلى الحلقة الأخيرة من مسابقة "أمير الشعراء"، فبحصول محمد غبريس من لبنان على 58%، وعلي جبريل ديارا من مالي على 47%، وزكريا النواري من ليبيا على 33%، تأهل محمد تركي حجازي من الأردن، الذي حصل على 63%.
وفي تلك الليلة التأمت ثانية لجنة التحكيم بعودة د. صلاح فضل من بلده مصر، وهو الذي تغيب عن الحلقة السابعة من المسابقة بسبب الأحداث الجارية في مصر، فانضم ثانية إلى كل من د. علي بن تميم من الإمارات، ود. عبدالملك مرتاض من الجزائر.

"شهقة" علا.. همسة قوية

كان أول قارئي الشعر في تلك الليلة علا برقاوي من فلسطين، ومن "شهقة النون" بدأت، فقالت في مطلع قصيدتها:
خبأتُ عصف هواك في فرحي وشربتُ كأس جنونك الطفحِ
وصببتُ فيك أنوثتي سكناً كي لا يفيض السر من قدحي
وختمتها بالبيت:
والنون إن قرئت ستصرخ بي يا بنتُ فكي اللبس واتضحي

وقد قال د. صلاح فضل عن النص: (إن النون حرف سري، وهو يرمز لأمور كثيرة، للأنوثة، وللحوت، وللكون أيضاً، وقد ربطته علا بالشهقة ربطاً جميلاً وقوياً وأنثوياً)، وأضاف: (لديكِ يا علا صوراً جميلة، لكنك تضطرين لقول ما لا تريدين قوله، وحجب ما لا تجرؤين على قوله، فحين تقولين مثلاً: "وتفردت في الحسن والمِلَحِ"، أرى أن "المِلَحِ" جاءت هنا لضرورة القافية، فلم تكن في موقعها، كما أنك تشتقين كلمة "جاسدْتُ"، وهذا اشتقاق غريب وطريف وغير معروف، أما أطرف الصور التي قدمتِها في قصيدتك فهي: "زرعتُ في رحم الخيال يداً/ بدأتْ مخاض اللون في قُزحي"، وهذا جميل... فهزّي إليك بجذع الشعر لأنكِ قوية).
في حين قال د. علي بن تميم: (إن النون هي نون النسوة، لكن لا توجد في النص شهقة أو صيحة، إنما همسة تتوالى عن طريقها أفعالٌ بضمير المتكلم تحاول أن تبوح عن تلك الذات المترددة، الذات الأنثوية، ولذلك تستخدمين أفعالاً مثل: "خبأتُ، صببتُ، تمردتُ، جاسدت، زرعت...."، لكن القصيدة بشكلها العام ينتابها الغموض، إذ أن الاعتراف صعب في زمن تنفضح وتنكشف فيه الأسرار دفعة واحدة، ثم أجد أن هناك بعض القوافي القلقة، ومنها على سبيل المثال: "الطفح"، وكذلك: "وَحِي"، حيث أرى أنك اضطررت لتلك القافية، ولهذا أعتقد أن القصيدة بحاجة إلى ألفاظ تستطيع أن تعبر عن الذات المواربة، والواقعة بين الشهيق والزفير.. إنها قصيدة طيبة رائعة، ويمكن أن أستعمل معها ما قاله ابن عربي: "الطيبون يستمتعون باللذة التى يمنحونها أكثر من اللذة التى ينالونها".
من جهته أشار أيضاً د. عبدالملك مرتاض إلى القلق الموجود في بعض قوافي القصيدة، مثل: "وَحِي، المِنَحِ، اتضحي"، وتابع بالقول: (عندكِ صوراً شعرية رائعة، ولا أنكر ذلك، لكنك بحاجة إلى التنبه للقافية، فمن يقرأ الأبيات يجد أن قافيتك توشك أن تدخلك في النظمية، ومع ذلك فإن نصك يمثل شعرية كامنة توشك أن تشهق بالانفجار).

"انحناءة" قاسم... حداثية شعرية

قبل أن يقدم قاسم الشمري قصيدته، ألقى بيتين من شعر الراحل محمد مهدي الجواهري في حبمصر فقال:
يا مصر تستبق الدهور وتعثر والنيل يزخر والمسلة تزهر
يا مصر مصرَ الطيبين تحية من جرحي الدامي أعف وأطهر

ثم قرأ نصاً شعرياً خالصاً حمل فيه ألم الأمة العربية وأملها، وبقوة هاتين الثنائيتين جاء نص المتسابق "انحناءة إلى الأعلى" الذي بدأه بـ:
زرعوه ما بين السطور المهمله
وشموسه بسنا المسلة مثقله
وطن بلون الماء يختزل الرؤى
لكنه عطش بثغر السنبله

وختمه بـ:
شبح السعادة في رباه مشرداً
يبقى وألحان الربيع مؤجلة
وبراءة البسمات فوق شفاهه
مسلوبة كطفولة متعطله

(أشهد أنك شاعر كبير).. بهذه الجملة بدأ د. صلاح فضل، وأكمل: (لكنك تلعب لعبة حداثية، حيث الإبهام في القصيدة، والإحالة في التعبير، وبالنسبة للقصد فلا نعرف عن أي وطن تتحدث، هل عن وطنك العراق، أم عن غيره، على أية حال هو وطن عربي، أما الإبهام في التعبير فيبدأ من عنوان القصيدة "انحناءة إلى الأعلى"، وهي حيل حداثية طريفة، تضج بشعرية حلوة، كما أن "شموسه بسنا المسلة مثقله" تعبير آخر طريف، وكذلك "عطش بثغر سنبله"، و"تختار زوج الأرمله"، وأظن أن القصيدة جيدة، وربما كانت من مخزونك القديم، لكنك أحسنت تقديمها، وأحسنت تمثيلها).
د. علي بن تميم رأى من ناحيته أنه يوجد في عنوان القصيدة ثنائية الحياة والموت، وأن قاسم يتشظى بينهما، لكن برأيه أن من يضع ثنائيتين فإنه بلا شك سيقع في التكرار، وسيحاول إعادة المعنى نفسه بلبوس جديد، ثم ختم بالقول: (إن القصيدة جميلة، والجمال فيها متشح بالسوداوية، ونحن إزاء شاعر يمتلك أدواته الواعية).
فيما علق د. عبدالملك مرتاض على القصيدة قائلاً للمتسابق: (العنوان على طرافته وجِدَّته مستعمل في الكتابات الجديدة، وحتى في القصص، لكنه عنوان حديث وجميل، وإذا تركنا ما تريد أن ترمز له في نصك هذا جانباً، فإننا نجد أن الواجهة الشعرية فيه تمثل وضع وطن جريح وحزين ويائس وبائس وشقي، تساور سبيل سعادته كل أنواع القهر والظلم والكبت والحرمان، وإن الصورة العامة لهذا النص مكثفة، ومنسوجة على منوال شعري شفاف، فلغته غاية في الإيحاء، ونسجه غاية في الشعرية، وشعريته غاية في الطفوح، وطفوحه فاض به النهر الإبداعي فأمرع وأثمر في التلاع والهضاب، وكأن هذا الوطن الشقي أيقونة لأسطورة صخرة سيزيف؛ يريد أن يفلت من الشقاء والعناء فلا يستطيع، وإن البيت الذي أذهلني في النص هو البيت الثامن الذي تقول فيه: "ثملٌ ودمع الأمهات سلافه/ بدنانه أحداقهن مكبله"، فما أجمل هذا الشعر، وهو طفحٌ مسطور، تضمخه غيابات ديجور، يتمرمر مع ذلك مترجرجاً في أفضية من النور).


العزام.. "للريح عاتيةً" خوف خلاق

مازلت أمزج لهفتي بحبابها وأسيل مثل الدمع من أهدابها
أرتجُّ في ماء القصيدة نابتاً شجراً من ضلوع ترابها

بهذين البيتين بدأ المتسابق محمد العزام قصيدته "للريح عاتيةً"، والتي ختمها ببيتين هما:
للشعر جلجلة سيصعد نحوها قلقي ويصلبني على أعتابها
إغواؤها ليس الأخير وكلما أُنزلتُ.. أنهض من حطام بابها

فقال د. صلاح فضل له: (قصيدتك مثل الريح العاتية، ترتج في الماء، وتتنفس في التراب، وتنمو في نسق لغة شعرية عالية، فلديك صور شعرية بالغة الجمال والقوة، وما أروع التمثيل الشعري البديع في بيتك "لغة تجوب بي السماء خيولها/ وبها أهش على قطيع سحابها"، بينما تبوح الصورة في البيت "تبني طيور الخوف عش أمانها/ في غار قافيتي وبين شعابها" بما تتكتمه القصيدة، ولا تزال طيور الخوف تعشش في كلامك، لكنها ـ وهذه هي المفارقة الطريفة ـ تفرخ شعراً حقيقياً.. خوفك خلاق، وشعرك من طبقة رفيعة).
فيما علق د. علي بن تميم على النص بقوله: (أجمل ما في هذه القصيدة هو التجدد، حيث يكون الشاعركطائر الفينيق الذي يولد من رماده ومن موته، ليتجدد وليحلق، لكنك ـ والكلام للمتسابق ـ تريد لغة غريبة تتنفس من ضلوع التراب "شجراً تنفس من ضلوع ترابها"، لغة تحلق في السماء "لغة تجوب بي السماء"، فهل تريد لغة كالصواريخ أرض جو؟)
وختم د. عبدالملك مرتاض برأيه الذي جاء فيه: (إلقاؤك آسر، وحضورك بديع بامتياز، أما البيت الأخير فهو يمثل صورة شعرية رائعة "إغواؤها ليس الأخير وكلما/ أُنزلتُ .. أنهض من حطام يبابها"، فالصورة هنا تمثل إصرار الشخصية الشعرية على عدم الاستسلام، وهذا مهم جداً، ثم إن لديك نسجاً شعرياً ينثال عليك كما ينثال القطر على قصيبات الأرض فيمرع زهراً ضواعاً، وإنك يا محمد شاعر كبير).

"نيرون" الخضور.. تحليق بجناحين كبيرين

ما قدمه المتسابق محمد علي الخضور من شعر إنما هو قطعة أدبية ـ حسبما قال د. صلاح فضل ـ، فقد قرأ الخضور قصيدة "نيرون شاعراً" التي يبدأ مطلعها بالبيتين التاليين:

موغل في الرؤى أفتش عني كلما قلت ها أنا ضعتُ مني
أشتري الشك باليقين وألقي ريشة الوهم في مهب التمني

وتنتهي بالبيتين:

ها أنا كالزجاج أحمل ضعفي سطوتي حارسي وعرشي مجنّي
حجر واحد سيحطِم مجدي ليتني كنت...........،
ليتني.........،
غير أني.....!!!!!
ومما أضافه د. صلاح فضل: (شعرك يا محمد موغل في الرؤى، وجميل في الرؤية، يضطرك السياق إلى شيء من الترميز، فتقدم شعراً حقيقياً، لكن الشعراء مجانين ومبدعون في الآن ذاته، ونيرون لا يمكن أن يكون شاعراً، لأنه مجنون فقط، وليس مبدعاً، نعم.. حجر واحد سيحطِم صنم نيرون).
وأشار د. علي بن تميم إلى أن: (القصيدة تستعمل قناع نيرون آخر أباطرة الرومان، ولذلك يصبح حاضراً بقوة ضمير الأنا السائدة، وفي المشهد الأول من القصيدة يظهر نيرون ليتحدث عن نفسه منكسراً محطماً، وفي المشهد الثاني تظهر صورة التمني، وهو مشهد يقوم على المفارقة، مفارقة القوة الغاشمة، ومفارقة الشاعر الضعيف المنكسر، لكنك بصورة وبأخرى لم تكن تصف نيرون، بل كنتَ وبصورة منفلتة تتعاطف معه من دون أن تدري، كما شعرتُ بأنك جمَّلت صورة الطاغية، وشوَّهت صورة الشاعر، أيها الشاعر الجميل.. فعلاً كنت تحلق بجناحين كبيرين، وقد أبدعت، وأريد أن أذكِّر بأن صورة إحراق نيرون روما مستحدثة كثيراً في الشعر، وعليك أيها الشاعر أن تبحث عن رموز جديدة، وعلى مثل تلك الرؤى المدهشة في عالم يحفر بالإبر الشعرية).
(أشهد بأنك شاعر ذكي) شهادة كبيرة قدمها د. عبدالملك مرتاض في نص محمد علي الخضور، ثم تساءل د. مرتاض: (كيف استطعت أن تستخلص هذه الصورة من أعماق التاريخ، وهي صورة ظلامية واستبدادية، ثم تجعل منها صورة شاعرة؟ وهنا أرى المفارقة الشعرية، ثم إن العنوان بحد ذاته شعر، أو هو قصيدة كاملة، بحيث أنك لم تكن تحتاج لقول كل الكلام الذي تلاه، فقد قلت كل شيء فيه، ثم زدت النص شعرية من خلال البيت الأخير:
"حجر واحد سيحطِم مجدي
ليتني كنت...........،
ليتني..........،
غير أني.....!!!!!
فكتابتك البيت بتلك الطريقة، وقيامك بهذا الختام هو من أجمل ما يكون).

http://www.alapn.com/upload/u26_b0e3...104884jkh1.JPGالشاعر هشام الجخ يتحدث شعراً عن أحداث مصر

مطلع "ميدان التحرير" مدهش

التحق هشام الجخ لحلقة تلك الأمسية ـ وهو الذي تغيب عن الحلقة الماضية بسبب ما تعيشه مصر من أحداث استثنائية ودقيقة ـ ليقدم قصيدة من وحي واقع مصر في هذه الأيام، تحت عنوان "مشهد رأسي من ميدان التحرير"، فافتتح نصه بـ:
خبئ قصائدك القديمة كلها واكتب لمصر اليوم شعراً مثلها
لا صمت بعد اليوم يفرض خوفه فاكتب سلاماً نيل مصر وأهلها

وأنهاه بقوله:
صمتت فلول الخائفين بجبنهم وجموع من عشقوك قالت قولها

وكان د. صلاح فضل أول المتحدثين من بين أعضاء لجنة التحكيم فقال: (أعرف أن الصدق الثوري هو الذي يملي عليك تلك الكلمات، لكن قصائدك ودفاترك القديمة لم تكن تخلو أبداً من الثورية، ولعلك أدركت معي وأنت ترسم ميدان التحرير من قطاع رأسي أن الهتافات التي ترددت فيه كانت تبتكر أوزاناً شعرية، وتبتكر صوراً وعبارات عجيبة، ظهر فيها أنك ممثل جيد لذلك الشعب الثائر، لكن ـ وأصدقك القول ـ أنه مازال المشهد الرائع يحتاج قصائد أخرى تحاكي قوته وبلاغته وتأثيره، فقطعتك مليئة بالإشارات التي أقدِّرها، لكن أجمل ما فيها مطلعها "خبئ قصائدك القديمة كلها/ واكتب لمصر اليوم شعراً مثلها").
وقد أكد د. علي بن تميم قول د. فضل، فمطلع القصيدة جميل ورائع ومدهش، لكن الحدث كبير ويتنامى بسرعة فجائية، وهو أكبر من ذات الشاعر، وبالتالي لا يمكن السيطرة على ذلك المشهد الكبير، ومن هنا فإن الشاعر بحاجة إلى صبر كثير، لأن الحدث هائل جداً، ولا يمكن كتابته مرحلياً.
من جهته قال د. عبدالملك مرتاض: (بيت القصيد ـ كما يقال في النقد العربي القديم ـ هو البيت الأول: "خبئ قصائدك القديمة كلها/ واكتب لمصر اليوم شعراً مثلها"، فهو يمثل جمال القصيدة، أما الأبيات الأخرى فأعتقد أن فيها شيئاً من الترهل الشعري، وما أنصحك به هو أن تعنى باللغة، وأن تدمن قراءة الفحول أمثال صلاح عبدالصبور، وأحمد عبدالمعطي حجازي، أي الشعراء العرب المعاصرين، وهذا سيمدك بشحنات، لأنك تحمل في طياتك ثورة شعرية توشك أن تنفجر).


المتسابقون يحاكون المعري في فقرة "التخميس"

قبل الإعلان عن البيتين الشعريين اللذين سيخمس المتسابقون أبياتهم وفقهما أكد د. علي بن تميم على أن العقل يمثل مقصداً كبيراً لكل البشر، إذ أنه في أحيان كثيرة يصدأ الفهم، ويقع البشر أسرى الرؤى المسبقة والاتباع الأعمى، ثم استحضر بيتين لأبي العلاء المعري، وطلب منهم التخميس عليهما، وهما:

لقد صَدِئَتْ أفهامُ قَومٍ، فهَلْ لها صِقالٌ، ويحتاجُ الحُسامُ إلى الصّقلِ؟
سأتبَعُ مَن يَدعو إلى الخَيرِ جاهداً وأرحَلُ عنَها، ما إمامي سوى عَقلي


فحاكت علا برقاوي مقطعها كمايلي:

إذا كبرتْ أقوالُنا فلعلها خُلِقن منافٍ للكرامِ وكلها
شحيحُ كلامٍ فاصبرن بحلمها لقد صَدِئَتْ أفهامُ قَومٍ، فهَلْ لها
صِقالٌ، ويحتاجُ الحُسامُ إلى الصّقلِ؟
يصيحُ إذا لم يقتلوه مجاهداً فنسألُ عن دمِ الشهيدِ مساجدا
فإن قتلوا طفلاً سنرفع شاهدا سأتبَعُ مَن يَدعو إلى الخَيرِ جاهداً
وأرحَلُ عنَها، ما إمامي سوى عَقلي


فيما قال قاسم الشمري:
سيوفُ البصيرةِ للمتاهةِ سِلَّها لترقى إلى برجِ السمواتِ علّها
ونمسحُ عن وجهِ الكرامةِ ذلَّها لقد صَدِئَتْ أفهامُ قَومٍ، فهَلْ لها
صِقالٌ، ويحتاجُ الحُسامُ إلى الصّقلِ؟
أرى وجهَ أمي في المسافاتِ قاصِدا ويتبعهُ نهرٌ من الشعرِ والهدى
إلى حيث يرقى النورُ للفجرِ والندى سأتبَعُ مَن يَدعو إلى الخَيرِ جاهداً
وأرحَلُ عنَها، ما إمامي سوى عَقلي

أما محمد العزام فعارض البيتين بقوله:

أجردُ من شعري قوافٍ أسلُّها سيوفاً تهاوتْ في الخطايا وليلِها
سأكتبُها حتى تسيل بسيلِها لقد صدِئتْ أفهامُ قومٍ، فهلْ لها
صِقالٌ، ويحتاجُ الحسامُ إلى الصّقلِ؟
أرى قلمي يمشي إليَّ معاندا يخبُّ على أرضِ الكلامِ مجرَّدا
جعلتُ مقال الحقِ فيهن سيدا سأتبَعُ مَن يَدعو إلى الخَيرِ جاهداً
وأرحَلُ عنَها، ما إمامي سوى عَقلي

وعن فقرة التخميس قال د. فضل: (كل شعراء الليلة يحلقون في سماء الشعرية العربية بقوة واقتدار، وهي ليلة من ليالي الشعرالحقيقي التي تزدهي بها أبوظبي، وأنا أهنئهم جميعاً، ولا أكاد أميز بينهم، فهم يتمتعون بنفس القوة، وذات العرامة والطلاقة، كما أهنئ أمير الشعراء بهذه الطاقات العظيمة).
في حين أكد د. بن تميم على أن الشعراء كانوا رائعين حقاً، وتساءل: (كيف أيها الشعراء تنفلت العاطفة منكم، تلك التي تقف مزلزلة العقل لتبني روعة الشعر، وقد وجدت في تخميسكم إعادة قراءة جديدة لأبيات أبي العلاء المعري، فالعزام كان يحيل إلى إبداع جديد، والخضور أعاد قراءة القصيدة بقصيدة رائعة، وهشام مزج بين البحر الكامل والطويل).
من جهته قال د. مرتاض: (أيها الشعراء الرائعون، اقتنعت الآن بأنكم شعراء كبار، وكأنكم اندمجتم اندماجاً كاملاً في محراب أبي العلاء المعري، فأنتِ يا علا حاولتِ متابعة بيتَي أبي العلاء بألق وإبداع، فيما كانت معارضتك يا قاسم رائعة، والعزام دمج بين القلم والسيف في ديباجة شعرية عالية، فيما كنت يا خضور رقيقاً ومجدت العقل والحكمة والجمال، كما كنت يا هشام رائعاً حين عوَّمت نص القصيدة المركزية بذكاء في المعارضة "قالت قولها" وكررت هذا وعوَّمته وأدمجته.
http://www.alapn.com/upload/u26_af72...59234d28mj.JPGالمنهالي وبعيتي في فقرة المجاراة

مجاراة المنهالي وبعيتي.. بين فلاة الظفرة وربوع الشام
اعتاد جمهور "أمير الشعراء" على فقرة المجاراة بين الشعر النبطي والشعر الفصيح، وفي تلك الليلة اجتمعت قامتين من قامات برنامجي "أمير الشعراء" و"شاعر المليون"، وذلك بحضور الشاعر السوري حسن بعيتي أمير شعراء الموسم الثالث، والشاعر الإماراتي محمد النوه المنهالي أحد نجوم شاعر المليون في موسمه الثاني، فقدما قصائد في غاية الرقة والعذوبة والذائقة الشعرية أمام جمهور المسرح وأعضاء لجنة التحكيم، وقد بدأ بعيتي الفقرة بأبيات قبل البدء في المجاراة فقال:
أسقي الكلام ندى روحي وأرسله، فلا يشقَّ عليه ما أحمِّله
هذه الحروف ووجدي فوق مبلغها، تشِّف عنه ولكن لا تماثله
.....
وموطناً لم يحملني رسائله لأنني في فؤادي جئت أحمله

ومن قصيدة المجاراة قال:
كلما ضاعف المسير اشتياقي صحتُ يا موطن الجمال سلاما
ما لقلبي ولم أسر بعض يومي ذاب وجداً كأنما سرت عاما
....
من ربى الشام من كريم ثراها من دمشق الهوى وميل الخزامى
جئتك اليوك حاملاً كأس حزني فاملئي الكأس رقة وابتساما
....
لم أحمَّل رسائلاً في فؤادي عندما جئت، بل حملت الشآما

ثم أهدى الشاعر المنهالي بضعة أبيات لصاحب السمو الشيخة خليفة بن زايد آل نهيان رئيس الدولة، حفظه الله ورعاه، وكتب الشاعر أبياته بعد تلقيه خبر إصابة سموه بكسر في ساعده:

كبير والله يا خليفة في كرمْك وفي عطاك
قرب النظر عالجتها ابُّعْد النظر وأكرمته
يوم الرياضة صوتها من دون خلق الله نخاك
جاتك تصيح المجد أبطا دمعها حشمته
......
غلطان من قال انكسر ساعدك ومحمد معاك
واخوانه اللي لاجل دارك صفهم دعَّمْته

وبعدها جارى الشاعر المنهالي الشاعر بعيتي بأبيات قال فيها:
صاحبك يا شاعر الفصحى يلوم من دعا به وشرهت أحبابه كرام
كيف قلت لبوظبي عبر الغيوم جيتها وانت من أصحاب المقام
....
بس توعدني عقب حلو القدوم يوم ترجع تبعث لأرضك سلام
أو توديني معك الها نشوم وناكل ف بكداش بوظة في الزحام

وبين أخذ ورد بين الشاعرين سادت أجواء من التآلف والحميمية ليس بين الشاعرين فقط، إنما بين القصيدة والقصيد.


ختامها مسك وتأهل العزام

أعلن الفنان باسم ياخور عن نتائج تصويت جمهور الإنترنت للمتسابقين الخمس، فجاء هشام الخج أولاً بنسبة 77%، ثم محمد علي الخضور 8%، وتلاه كل من علا برقاوي وقاسم الشمري 6%، وبعدهما محمد العزام 6%.
كما أعطى جمهور المسرح أغلبية أصواته لهشام الجخ الذي كسب 79%، ومن بعده جاءت علا بـ 7%، تلاها محمد العزام الذي حصل على 6%، فيما تساوت نسبة محمد علي الخضور وقاسم الشمري، وكانت 4%.
غير أن لجنة التحكيم حسمت الموقف لصالح محمد العزام من الأردن ومنحته 39% من درجاتها، فيما تتالت درجات بقية المتسابقين كمايلي: محمد علي الخضور 38%، قاسم الشمري 37%، علا برقاوي 33%، وهشام الجخ 33% أيضاً.

وقبل إسدال الستار على تلك الليلة الطافحة بالشعر ذكر د. عبدالملك مرتاض شرط المشاركة في الحلقة القادمة من البرنامج، فقال أنه على الشعراء الذين تأهلوا في السابق، والشاعر الآخر الذي سيتأهل بعد تصويت الجمهور له خلال الأسبوع القادم؛ كتابة قصيدة عمودية يتراوح عدد أبياتها بين 8 و10، على أن يكون موضوعها العقل وجمال العاطفة، وثمة شرط آخر سيذكر في الحلقة التاسعة من البرنامج.

والجدير بالذكر أن الفنان السوري باسم ياخور الذي يقدم هذه النسخة من "أمير الشعراء" لاقى ترحيباً كبيراً من قبل الجمهور ومحبي البرنامج، وهو الذي استطاع تقريب المسافة بين الجمهور والمقدم كونه ممثل دخل إلى كل البيوت من خلال الدراما التي تبثها الشاشة الصغيرة.
والجدير بالذكر أن مسابقة "أمير الشعراء" للشعر الفصيح هي المسابقة الأولى من نوعها على مستوىالوطن العربي، وتعتبر قفزة نوعية في ساحة الشعر الفصيح ومسيرة الإعلام العربي، وذلك بعد النجاح غير المسبوق الذي حققه البرنامجين "شاعر المليون" و"امير الشعراء"، والبرنامج كما قال سعادة محمد خلف المزروعي مستشار الثقافة والتراث في ديوان سمو ولي عهد أبوظبيمدير عام هيئة أبوظبي للثقافة والتراث "هو أول مشروع إبداعي عربي يُعيد إلى الشعر الفصيح مكانته التاريخية، ودوره الحضاري، وحضوره الاجتماعي، وتستعيد من خلاله اللغة العربية ذاتها، ومكانتها التاريخية والتراثية، حيث أن المشروع يعمل على البحث عن شاعر مُبدع من بين كافة الشعراء العرب المشاركين في المسابقة، سواءالذين يكتبون القصيدة العمودية أو قصيدة التفعيلة".
hg[li,v dkrg lpl] jv;d p[h.d Ygn kihzd lshfrm Hldv hgauvhx ,hgg[km jcig hgu.hl


الساعة الآن 01:15 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
ظ„ظٹظ†ظƒط§طھ - ط¯ط¹ظ… : SEO by vBSEO 3.5.1 Trans by
Coordination Forum √ 1.0 By: мộнαηηαď © 2011

vEhdaa 1.1 by NLP ©2009