شبكة الشموخ الأدبية - أمانة الحضانة ؟

( 226 ) مدار الأفكار

أمانة الحضانة

يقول الشاعر العربي :

يا مالكي أمر العباد تذكروا = لله نقض الحكم والإبرام
فستسألون عن الأمانة فأعملوا = خيرا ليوم تزاحم الأقدام

إن الأمانة تشمل كل ما يحمله الإنسان من أمر دينه ودنياه قولا وفعلاً,والأمانة هي أداء الحقوق، والمحافظة

عليها، فالمسلم يعطي كل ذي حق حقه؛ يؤدي حق الله في العبادة، ويحفظ جوارحه عن الحرام، ويؤدي ما

عليه تجاه الخلق ,قال الحق سبحانه وتعالى: (إِنَّا عَرَضْنَا الأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاواتِ وَالأرْضِ وَالْجِبَالِ فَأبَيْنَ أَن

يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الإِنْسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُوماً جَهُولاً) (الأحزاب:72)،انطلاقا من المعنى السامي للآية

الكريمة السابقة فإننا نفتح (مدار الأفكار) اليوم ليحتضن معاناة سيدة عربية تقيم في البلاد وتطلب الإنصاف

من جور وظلم بعض العباد ,وفي رسالتها تقول : ( إنني ألجأ بعد الله سبحانه وتعالى إلى عدالة معالي وزير

الشؤون الاجتماعية والعمل الدكتور محمد العفاسي وأطرق أبواب ونوافذ كل أصحاب القرار بمعاناتي مع

حضانة احتضنت أبنائي بلا رعاية ولا أمانة وتتمثل مشكلتي معها في إنني قرأت في نهاية العام الدراسي

الماضي إعلانا منشورا عن حضانة حديثة تقع في القرب من منطقة سكني وتضم كما جاء في الإعلان من وسائل

التعليم والترفيه كل ما يتمناه ولي الأمر لأبنائه فقررت إلحاق ابني الذي لم يبلغ الخامسة من العمر بها ودفعت الرسوم

بتاريخ 18مايو 2010م وهي عن شهري ( مايو ويونيو /2010م و وفي مطلع العام الدراسي الحالي 2010/2011

أبقيت على ابني في نفس الحضانة وألحقت معه ابنتي التي لم تتجاور الـ 4 سنوات والتزمت بدفع الرسوم المقررة

تباعا وبواقع مائتي دينار عن كل شهر اعتبارا من 7 سبتمبر 2010 إلى 28 نوفمبر 2010 وإجمالي المبلغ ( 800 )

دينار نظير تعليم ورعاية ابني وابنتي عاما دراسيا كاملا وبعد مضي ثلاثة أشهر اكتشفت وبالمصادفة بأن كل الوعود

التي ذكرت والمنشورة بالإعلان لا أساس لها على أرض الواقع بل أن الأمر لا يعدو عن كونه مشروعا

ربحيا فقط فالكتب لم يتم تسليمها لأبنائي ولم يتعلما حرفا واحدا إضافة إلى انعدام الرعاية والعناية و الإهمال

الواضح وتعريض ابني للخطر والضرر فقد اتضح لي بأن ابني يترك خارج قاعة الأطفال أما وحيدا أو مع

عمالة التنظيف وعند مقابلتي للموظفة المسؤولة بالحضانة لمعرفة سر ذلك بدأت تتعالى و تتصرف بفوقية

وبعنجهية غير معهودة بأساليب وطرق التربية ولا تمت لأرباب التربية و التعليم بصلة فطلبت مني عدم

إحضار ابني مرة أخرى مدعية بأنه معاقا وهو ليس كذلك بل أنه يعاني من التأخر في الكلام ولديهم معرفة بحالته منذ

نهاية الفصل للعام الماضي , ورغبة في إيجاد الحل المناسب قمت بمقابلة صاحب الحضانة والذي لم يغير من

الأمر شيئا بل منحني وعودا لم تجد التطبيق , وأثر تلك المقابلة تمادت الموظفة المسؤولة التي هي من ذات

جنسيتي في سوء التصرف معي وتعذيب ابني وعند لجوئي إلى مخفر المنطقة حضر صاحب الحضانة ووعد

برد مائة دينار فقط في حال عدم حضور الطفل للحضانة بالرغم من دفعي للرسوم المقررة لغاية نهاية العام

,لذا فإنني وفي بلد العدالة والخير والعطاء ألتمس العدل والإنصاف ورد الظلم والعناء ممن لم يقدر رسالة

ودور الحضانة باعتبارها وسيلة فاعلة تعالج فترة شديدة الحساسية في حياة طفل ما قبل المدرسة ,ولم يحمل

الأمانة كما يجب ,فقد تفنن بطرق جمع المال غير مباليا بحال وحياة الأطفال ,وأعمى الطمع بصيرته, وشوه

الجشع مسيرته,فوضع الوعود البراقة والإعلانات الجذابة ليخدع بها أصحاب النوايا السليمة والأهداف

المستقيمة ,ولكن الله يمهل ولا يهمل ! والحاكم السوي، والقاضي العادل ،والمسؤول المنصف هو من ينصف

المظلوم ويأخذ حقه من ظالمه ، في جميع المجالات والميادين ، فالظلم ظلمات يوم القيامة ,والرسول صلى الله

عليه وسلم حين بعث معاذا إلى اليمن قال له : ( اتق دعوة المظلوم فإنها ليس بينها وبين الله حجاب ) ,وقال

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : ( ثَلَاثَةٌ لَا يُرَدُّ دُعَاؤُهُمْ : الْإِمَامُ الْعَادِلُ وَالصَّائِمُ حَتَّى يُفْطِرَ وَدَعْوَةُ الْمَظْلُومِ يَرْفَعُهَا اللَّهُ

فَوْقَ الْغَمَامِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَفْتَحُ لَهَا أَبْوَابَ السَّمَاءِ وَيَقُولُ الرَّبُّ عَزَّ وَجَلَّ بِعِزَّتِي لَأَنْصُرَنَّكِ وَلَوْ بَعْدَ حِينٍ ) ,هذه

صرخة مدوية بعثت بها سيدة عربية تقيم على أرض الخير والرخاء,وفيها تنشد عدل وإنصاف الأتقياء ,ومن

مدار الأفكار إلى أصحاب الضمائر والقرار .

يا منصف المظلوم من جور ظالم = عسى الولي ينجيك مما وراء الظلم
واجب على الإنسان رد المظالم = في محكم التنزيل يا فاهم العلم
حذرا تكون بغي الأيام حالم = لا تأخذك دنياك في غرقة الحلم

عبد العزيز الفدغوش

الأربعـــاء , 23– فبراير – 2011
[email protected]
http://www.alwasat.com.kw/public/Edi...0110123010.pdf