( 232 ) مدار الأفكار
كلنا البحرين
يقول الشاعر العربي:
يا حبذا مرأى (أوال) وأهلها= أهلي وإخواني ومن دمهم دمي
من أمة شهدت لها آثارها =ولها بيوم الفخر جل ّ الأسهم
في 14فبراير2011 م والذي يتزامن مع الذكرى العاشرة لإقرار ميثاق العمل الوطني شهدت مملكة البحرين
الشقيقة مظاهرات وأعمال شغب وتخريب دعت إليها أحزاب وجمعيات من الطائفة الشيعية بحجة المطالبة
بإصلاحات سياسية وبملكية دستورية,وفي 18 فبراير2011م وجه ولي العهد البحريني نائب القائد الأعلى
سمو الأمير سلمان بن حمد آل خليفة من خلال تلفزيون البحرين الدعوة إلى المتظاهرين بشأن التزام الهدوء
والسكينة وتغليب العقل وتحكيم الضمير ومنح ولاة الأمر فسحة التفكير الهادئ للبدء في حوار وطني شامل
يعيد للبحرين حضارتها ووحدتها وعزيمتها وقال: (إن الذي جرى في البحرين أمر طارئ وخارج عن مألوف
أخلاقنا وطباعنا وقيمنا ومبادئنا) ،معتبراً أن أي مواطن بحريني لا يأخذ موقفاً إيجابياً مع وطنه في هذه اللحظة
يعتبر غير وفي لوطنه وشعبه ومبادئه,وناشد: «الجميع إتاحة الفرصة للعقل البحريني الجماعي كي يعود إلى
معنى المواطنة الكاملة للجميع لأن الوطن ليس لفئة دون أخرى ولا لطائفة على حساب سواها»،وحث سموه
الجمعيات السياسية وقادتها من دون تمييز على الرجوع إلى طاولة الحوار الوطني,ولكن الجمعيات المعارضة
رفضت دعوات القيادة السياسية إلى التهدئة والحوار الوطني وسعت إلى تأجيج نار الفتنة الطائفية ورفعت
سقف مطالبها لتشمل إلغاء الدستور وإسقاط النظام ورحيل الأسرة الحاكمة مما أسفر عن تواصل الاحتجاجات
الشيعية وامتدادها لتعم البلاد حالة من الفوضى والانفلات الأمني والاحتقان الطائفي والتخريب للمؤسسات
التعليمية والصحية، وإعاقة الحركة المرورية، وتعطيل الاقتصاد ومصالح العباد،واعتداءات على الجاليات
الأجنبية ورجال الأمن،وتبعا لذلك وبناء على المطالبات النيابية والشعبية فقد أضطر عاهل البحرين الملك حمد
بن عيسى آل خليفة حفظه الله ورعاه إلى إعلان حالة السلامة الوطنية اعتباراً من 15 مارس الحالي ولمدة
ثلاثة أشهر وفقاً للمادة 36 من دستور مملكة البحرين,وقد وتدخل الجيش لحماية أمن الأفراد والمنشآت الحيوية
,ولأن أمن البحرين جزء لا يتجزأ من أمن منظومة دول مجلس التعاون الخليجي وفي إطار التعاون والتلاحم
والتنسيق الدفاعي,وتعبيرا عن وحدة الموقف والهدف والمصير المشترك بين دول وشعوب الخليج،فقد تدخلت
قوات درع الجزيرة بطلب من السلطة في البحرين للمساهمة في دعم المملكة وحفظ الأمن وتعزيز الاستقرار
فيها, وكما يقول نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ الدكتور محمد الصباح: (إن أمن مملكة
البحرين من أمن دولة الكويت ودول مجلس التعاون) ,ويقول النائب محمد هايف: (إن مملكة البحرين تتعرض
لحملة شرسة تستهدف أمنها واستقرارها، بل تتعداها إلى تهديد منظومة أمن دول مجلس التعاون الخليجي) ,
ويقول النائب مبارك الوعلان: (أنه من حق الأشقاء في مملكة البحرين الاستعانة بإخوانهم الخليجيين،لمساندتهم
في الظروف العصيبة التي تمر بها المملكة، فليست كل اضطرابات أمنية تهدف إلى الحرية والمساواة،وإنما قد
تكون هناك أجندات خارجية يحاول البعض من خلالها فرض إرادته بالقوة ) ,ويقول النائب سالم النملان: ( أن
ما يحدث من دعم خليجي للأشقاء في البحرين صورة غير مستغربة،وهي من صور الوحدة والمصير
المشترك،,وإن تدخل قوات درع الجزيرة في البحرين لضبط الأمن لهو من صميم عملها ويتماشى مع منظومة
مجلس التعاون،وتم الترحيب به من قبل أبناء الخليج العربي الذين يدعمون وحدة الخليج عسكريا واقتصاديا
وسياسيا,وحماية الأمن الإقليمي والسلم الأهلي لأي دولة خليجية مسؤولية كل دول الخليج مجتمعة) ,ويقول
الشيخ إبراهيم الغانم: ( أن كسْب القلوب مقدّمٌ على كسب المواقف والحوار في الإسلام يراد منه الوصول إلى
الحق و إن من أعظم آدابه وأجلها الإخلاص والتجرد والإحسان في الحوار والأدب فيالمحاورة) ,ويقول
الشيخ منصور حمادة: ( إن الفرقة مرفوضة في البحرين، فهو بلد عاش آباؤنا فيه اللحمة والتواصل والعلاقات
الأخوية والمصاهرة ويجب الاعتبار بما حدث في بعض البلدان التي أثيرت فيها الفتن وأن وراء إثارة الفتن
جنود الشيطان ) ,فالبحرين التي تشهد عهد الإصلاح والديمقراطية والتنمية والاستقرار هي وطن الجميع
وليس لعصبية ولا طائفية ويجب الاستماع إلى نداء العقل وتغييب لغة الشحن الطائفي، والالتزام بالأسلوب
السلمي،وحقن الدماء ونبذ الفتن والمساجلات المذهبية والمحافظة على الممتلكات العامة، وعدم اللجوء إلى
التكسير والتخريب حفاظاً على ثروات الوطن المختلفة،وكما يقول العاهل البحريني في نطقه السامي:«لقد
مضى زمن الفكر الواحد والمذهب الواحد والتفسير الواحد للحقيقة,فنحن نشهد الآن زمن التعددية والتسامح
في رحاب الديمقراطية ودولة القانون، فلا إفراط ولا تفريط فهذه فلسفتنا وهذا نداؤنا», نسأل الله العلي القدير
أن يحفظ مملكة البحرين وشعبها من كل سوء ومكروه وأن يضفي عليها نعيم الرخاء والازدهار,والأمن والاستقرار .
لا بأس يا البحرين يا نور الأوطان = يا من بعزّك يرجحن ّ المـوازين
سيري على وضح النقاء سر ّوإعلان= وحنّا معك في ساعة العسر واللين
لا للتشاحن والتباغض والأضغان =والله يعزّك بالتلاحم وبالـــدين
لك في شموخ ومجد الأوطان برهان =يا درة ٍ مابيـن بحـرين تزهين
في ظل أبو سلمان كل القسى هان = حـمـد منارك في جميع الميادين