شبكة الشموخ الأدبية - التشكيلي المصري محمد شاكر ... ظلال خاشعة

التشكيلي المصري محمد شاكر ... ظلال خاشعة

http://www.moheet.com/image/69/225-300/694218.jpg

قد لا يستطيع الإنسان أن يرى أماكن معينة من الطبيعة،

إلا إذا تمتع بلمسة صوفية تمكنه من الوصول إلى أعماق صخرة

أو إلى ما هو أبعد من موجة بحر، ولكن التشكيلي المصري محمد شاكر

استطاع أن يغوص في أعماق الأماكن المهجورة ويحاول اكتشاف ما فيها من حكمة فلسفية عميقة.

وقدم شاكر خلال معرضه «ظلال خاشعة» بقاعة «بيكاسو»

بضاحية الزمالك في القاهرة، مجموعة لوحات رسمها خلال حياته

الفنية ليقدم تجربة تصويرية رائعة رغم شهرته بالأعمال الجدارية التي تزين مدينة الإسكندرية.

شاكر قدم خلال معرضه 62 لوحة أنجز بعضها قبل عشرين عاما،

وأحدثها العام الماضي، ويعالج من خلالها نقاط النور في أماكن بعيدة

ويبحث فيها عن الظلال وما تحمله من طاقة، ويقول محمد شاكر: « في هذا المعرض تجد

الظلال كسمة مشتركة في جميع اللوحات، وكأنني أتجنب النور لأكتشف ما يحمله الظل من فلسفة

وحكمة خافية، والخشوع هو نتاج لحالة من التصوف لأني أقدم الطبيعة برؤية بها الخشوع والزهد والحالة

الإيمانية التي يمكن أن توجد في الأماكن، وكأنها كائنات حية تسبح وتصلي وتتأمل.

ظلال محمد شاكر ليست الأماكن الداكنة من الضوء،

وإنما أجواء من الصوفية اللونية، وتفتح للمتلقي نافذة جديدة لمراقبة

تبادل الظل والضوء في هذه الأماكن، فيشعر المشاهد للوحات شاكر بالغربة

في العالم، ويحاول البحث عن هذه الأماكن التي رسمها شاكر ويعيد التأمل فيها

حتى يصل للحالة الصوفية التي وصل إليها الفنان بأدواته ودقته في نقل الأشياء المألوفة

لدينا بطريقة غير عادية تثير حيرة المشاهد لدقتها، ما ينقل هدوء النفس لدى الفنان إلى المشاهد عبر اللوحة.

المتلقي يحتار في لوحات محمد شاكر ويبحث عن اهتمام الفنان الحقيقي

ويكاد العنصر البشري يختفي من لوحاته، ويظهر أحيانا في أعماله الجدارية،

ولكن في لوحاته الزيتية يكون المكان البطل الأوحد في أعماله، فتجد في لوحة

«حسناء المتوسط» تغرق في اللون الأزرق وبها قارب أحمر صغير يرسو بهدوء في

مكان ما على شاطئ الإسكندرية، وتظهر في الخلفية قلعة «قايتباي» الأثرية.

وتجذبك روعة تفاصيل انعكاس المباني البعيدة على صفحة المياة

أو أثر الشمس على البحر في تفصيلية بديعة لا ينقصها سوى أصوات الصيادين القادمة من رحلاتها.

وفي لوحة أسماها « كابادوكيا» تظهر مدينة حفرت منازلها في قلب جبل ما،

تتوهج واجهات بيوتها باللون الأصفر وكأنها تقف شامخة تستقبل الشمس صباحا،

وتحمل أكثر لوحات شاكر -رغم اتجاهه إلى الطبيعة الواقعية- لمسة من الــمــدرســة

«الوحشية» في كثافة الألوان على اللوحة.

فأحيانا تجد لونا أصفر كثيفا في مساحات كبيرة ليظهر مساحة حديقة كبيرة،

ويعطي إحساسا بأن الزهور تخرج عن إطار اللوحة وتبحث لنفسها عن حيز أوسع.

بعض من لوحات محمد شاكر

لوحة جمال الصمت

http://www.moheet.com/image/69/225-300/694221.jpg

لوحة حسناء البحر المتوسط

http://www.moheet.com/image/69/225-300/694222.jpg

لوحة دلال البادية

http://www.moheet.com/image/69/225-300/694223.jpg

سيمفونية قمرية

http://www.moheet.com/image/69/225-300/694224.jpg

عناق الجبل والفيروز

http://www.moheet.com/image/69/225-300/694225.jpg

ايقاع المنخفضات

http://www.moheet.com/image/69/225-300/694220.jpg

الشق النقي

http://www.moheet.com/image/69/225-300/694217.jpg

وأخيرا صورة لمحمد شاكر عن قرب

http://www.moheet.com/image/69/225-300/694219.jpg

هذا وتقبلوا مني أغلى تحية

فيلسوف الكويت