بين الفوائد الطبية و«الهواجس» التجميلية

العدسات اللاصقة «تضحك» لها العيون ... وقد «تبكي» منها





تشهد العدسات اللاصقة منذ ظهرت إقبالاً ملحوظاً على استخدامها لدى مختلف الفئات والاعمار، خصوصاً لدى الشابات اللواتي يقبلن عليها بقصد تغيير لون العينين او هرباً من وضع النظارات الطبية. ولم يعد الامر مقتصراً على الفتيات، فهناك شبان كثيرون لا يتأقلمون مع النظارات ويجدونها غير ملائمة لمظهرهم فيعمدون الى الاستعانة بالعدسات التي تتيح لهم رؤية سليمة.

لكن انتشار ما يعرف باللغة الانكليزية بـ «CONTACT LENSES» رافقه ظهور بعض المشكلات الناتجة من سوء العناية بنظافة العدسة أو شرائها من دون الكشف لدى طبيب مختصّ، مثل حصول التهاب أو قرحة في قرنية العين يصعب علاجها غالباً.

ما فوائد العدسات اللاصقة وأضرارها؟ وما شروط استخدامها؟ وماذا عن كيفية الاعتناء بها؟

الدكتور نادر رزق الاختصاصي في جراحة العيون قال لـ «الراي» ان «العدسات اللاصقة هي احدى وسائل علاج عيوب البصر، اضافة الى كونها تستعمل لغايات تجميلية»، وأوضح ان «هذه العدسات نوعان: عدسات شفافة وأخرى ملونة، وتنقسم الشفافة الى عدسات صلبة وأخرى لينة، وتستخدم في علاج قصر النظر او بعده». ولفت الى ان «على الطبيب المعالج ان يشرح للمريض كل التفاصيل عن العدسات ومشكلاتها، كما عليه ان يوضح له أهمية العناية بالنظافة عبر غسل اليدين جيداً عند وضع العدسة لعدم حدوث تلوّث والتهاب في العين، مع استخدام محلول الحفظ الذي يحدده الطبيب لتطهير العدسة من اي جراثيم». وشدد على «وجوب استعمال القطرات المطهّرة بعد وضع العدسة وعند نزعها للقضاء على أي جرثومة في العين قبل أن تتكاثر وتنتشر وتتسبب بأضرار خطيرة».

واضاف رزق ان استخدام العدسات اللاصقة «يجب أن يتم تحت إشراف طبيب متخصص، فهناك نساء وفتيات يضعن العدسات الملوّنة بدون استشارة طبيب، وهذا خطأ فادح لما تسببه من أضرار للعين. كما يجب استشارة طبيب العيون عند استخدام العدسات الطبية لأنه هو من يحدد نوع العدسات المناسبة لكل فرد، اذ قد لا يسمح للشخص بوضع العدسات اذا كان يعاني اعراضاً سلبية قد تعرض نظره للخطر».

وتابع «هناك رواسب قد تظهر على سطح العدسات عند اشخاص تحتوي دموعهم على نسبة أملاح عالية، ما ينتج افرازات تؤدي إلى خشونة سطح العدسة محدثة احتكاكاً بينها وبين الجفون مع شعور بألم في العين واحمرارها وكثرة الدموع. وفي حال شعر المرء بوجود جسم غريب في العين وانهمرت دموعه في طريقة غير اعتيادية فعليه ان ينزع العدسة ويتوجه فوراً إلى الطبيب حتى لا يؤثر ذلك في القرنية ولتجنب حصول أي مضاعفات».

وشدد على أهمية إجراء فحص دوري للعين وتنظيف العدسات واستبدالها عند انتهاء تاريخ صلاحيتها، شارحاً ان «دراسة أجريت اخيرا حول المحاليل الخاصة بالعدسات الموجودة في السوق، كشفت أن استعمالها في طريقة خاطئة يساعد في نمو البكتيريا على سطح العدسات، ما يؤدي الى اصابة العين بقرحة بكتيرية أو فطرية، والبكتيريا اذا لم تعالج بسرعة تتضاعف اخطارها وقد تؤدي الى فقدان البصر»، مشيراً الى ان عددا كبيراً من مستخدمي العدسات اللاصقة المرنة والصلبة والملوّنة يقصدونه اسبوعياً بسبب تعرضهم لاصابات في القرنية.

واذ نصح رزق بغسل علبة حفظ العدسات جيداً بالماء والصابون مرة في الاسبوع على الأقل، اوضح أن «البعض يشكون من ان عيونهم لا تتقبل العدسات وهذا قد يكون صحيحاً، والسبب ان كمية الدموع التي يفرزونها غير كافية لترطيب العدسات وتسهيل حركتها في العين، وهنا يمكننا اللجوء الى قطرات خاصة لزيادة افراز الدموع في العين. وثمة آخرون يشكون من أن العدسات تتسبب لهم بحساسية في العين، وقد يساعد تغيير نوع المحاليل في تجاوز هذه المشكلة».

وحذّر اخيراً من استعمال العدسات اللاصقة في طريقة عشوائية او شرائها من المراكز غير المتخصصة.

كل الشكر لجهودك

الله يعطيك العافية

تقبل مروري