الموضوع: يارب لك الحمد
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [1 (permalink)]  
قديم 09-24-2010, 10:06 PM

الشوووق

شامخ مميز

 بيانات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  الشوووق غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي



 
افتراضي يارب لك الحمد


بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين..

امرأة علوية مات زوجها وتركها وحيدة فريدة تقاسي الزمن مع كومة لحم من عيال صغار.. لا راحم لهم ولا كفيل غير هذه الأم الفقيرة الضعيفة..

امرأة وحيدة وفقيرة وترعى عيالا.. وإذا بالزمن يقول لها انتظري! سأكتب لك من البلاء ما هو أكثر وأمض!!..

انتشر قحط شديد في المدينة فلا يوجد طعام يباع!.. والمرأة الصابرة تفيض عينها بالدموع تحتضن آهات صغارها وتعانق آلامهم وتسقي جروحهم المفتوحة بلسم الأمومة.. ولكن لم تفلح هذه الإنسانية أن تطفأ نارا متوقدة في بطونهم الجائعة.. إنهم سيشرفون على الهلاك..

خرجت هائمة على وجهها لا تدري أين تذهب وإلى من تلجأ!.. حتى صادفت جارا لهم يعمل حدادا.. سألها ماذا بك؟؟!.. حكت له الحكاية على مضض..

وإذا بالحداد يبتسم ابتسامة غريبة لعلها ابتسامة شيطان!.. ترى ماذا ينوي؟؟!!.. قال لها بدون حياء!: اسمعي سأعطيك كل ما تطلبين في مقابل أن تسلمي لي نفسك!.. هذا هو الطريق الوحيد الذي أمامك وإلا ستجدين أطفالك غدا مشيعين إلى المقبرة والعياذ بالله!!..

لو ألقيت نظرة على هذا المرأة في ذلك الحين لوليت منها هربا!.. لقد تحولت فجأة إلى غول مفترس!.. واشتعل جسمها نارا وكأنها لهيب.. وعيناها لم تعودا عينين طبيعيتين ناعمتين كما كانتا قبل قليل.. أصبتحا موقدين يتطاير منهما الشرر الأحمر!..

لم تتمالك هذه المرأة نفسها فانهالت عليه تلسعه بكل كلمة جارحة!.. فولى هاربا.. ورجعت هي منكسرة إلى بيتها وأولادها واحتضنتهم بقسوة والدموع تنهمر من عينيها بتدفق شديد غسلت بها وجوه الأطفال.. لم تكن تملك أية لغة تتحدث معهم بها سوى هذه اللغة المائية!.. لغة حنان الروح.. لغة هيام الوجدان... ولكن للأطفال لغة أخرى هي لغة البكاء الذي لا يتوقف أبدا..

الحل الوحيد هو إيجاد الطعام.. وبقي الوضع على ما هو عليه حينما ذهبت تستجدي من الجيران فلم تحصد سوى مرارة القلب واحتقان العين.. وفكرت مرة أخرى بذلك الحداد.. فكرت وفكرت ألف مرة..

حتى وجدت نفسها بين يديه كغزال راكع أمام ذئب مفترس يرجوه أن يتقبله قربانا!.. قالت: لك ما طلبت ولكن بشرط!..

ضحك الشيطان وقال: لك مني عهدا! أن ألبي لك هذا الشرط.. ما هو؟..

قالت: أنا امرأة علوية محترمة.. اذهب بي إلى مكان نكون فيه وحيدين..

استبشر الحداد قائلا.. بالتأكيد.. هذا الذي سيحصل.. لن يكون معنا أحد..

ولما اختلا بها نظر إليها فوجدها شاحبة مذعورة!.. ورعدات عنيفة تسري في أوصالها.. أراد أن يلمسها فشهقت وطفرت وانطلقت كلماتها متقطعة وكأنها تلفظ قطعا دامية من كبدها: إنك لم تف بوعدك معي..

ها نحن وحيدان.. قالت: الله معنا وبكت بكاء شديدا..

تأثر هذا الرجل فجأة وكأنه انتبه من نوم عميق.. وقال لنفسه يالله!.. من أحق فينا أن يبكي أنا أم هي؟؟!!.. وأحس هو الآخر بأنه يرتعش وانهارت دموعه وقال لها أنت طليقة يا أمة الله.. قالت له: منع الله عنك نار الدنيا والآخرة كما منعت عني عذابه.. وانطلقت فرحة وهي تحمل معها الغذاء اللازم لأولادها..

أما الحداد.. فقد كان يوما يعمل في محله فرآه أحد العلماء وقال له رأيت شيئا غريبا لا يصدق.. رأيت أنك تقبض على الحديد وهو حار يذيب الجلد فلم أرك تتأثر.. قل لي كيف حصل ذلك؟؟.. وبعد أن أصر عليه أخبره بحكايته وقال له: منذ ذلك اليوم وجدت نفسي لا أحترق بالنار أبدا..

انتهت القصة وهي قصة واقعية نقلتها لكم بأسلوبي الخاص وفقنا الله تعالى لأخذ العبرة منها..

والحمد لله رب العالمين..

dhvf g; hgpl] hgog] dhvf

جميع الحقوق محفوظة وحتى لاتتعرض للمسائلة القانونية بسبب مخالفة قانون حماية الملكية الفكرية يجب ذكر :
- المصدر :
شبكة الشموخ الأدبية - الكاتب : الشوووق - القسم : منتدى القصص والروايات
- رابط الموضوع الأصلي : يارب لك الحمد

توقيع » الشوووق





,
والله ما كان الفـــــــراق اختياري
ولا عمري اخترت الوصال ولقيتــــهــ


,




−ـ‗_ღ الشوووقღ_‗ـ−
الشعر العربي الشعر الغزلي الشعر الفصيح الشعر الجاهلي الشعر النبطي أخبار الشعراء
الشعر والشعراء بحور الشعر منتديات الشموخ الأدبية شبكة الشموخ الأدبية الشعر الشعبي الشعر الفصيح
رد مع اقتباس
 

ظ„ظٹظ†ظƒط§طھ - ط¯ط¹ظ… : SEO by vBSEO 3.5.1