المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محمد العلي

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
وعليكم السلام ورحمة الله تعالى وبركاته

مساؤك حلة دمشقية يكسوها الفل والياسمين
مسائك معبق بعبير الورد وياسمين الشام

مولاتي سميت حواء بالأنثى وهي كلمة عندما نغوص في أغوارها ونرقد في عالمها نجد أننا أمام سحر

تكسوه العواطف وتلثمه المشاعر في كل الحنايا هي حواء بأنوثتا البريئة الشجية العابرة عبر متن القلوب

السابحة في محيطات أدم فمها طال الكلام وتعددت الآراء تبقى نقطة اللقاء واحدة لاثاني لها نقطة لقيا أدم بحواء
صدقت سيدي هو ذا ما يصبوا اليه كل منها ومرام حقيقتهما القابعة خلف اسوارهما
بكل جوانب المعاني من أمل وألم وبعد ولقاء ووجود و فناء لأنهما كما قلت الورقة والقلم لايستغني أحدهما عن الآخر
هو التناقض الذي لا بد منه كي يخلق نوع من التوازن النفسي فكلاهما مكمل للاخر اذا ما كان هناك تناغم بمفرداتهما التكوينية لا اللفظية
هما ليسا ورقة وقلم وكفى هما توحد يصعب تفريقه فلا جواز للمثنى بحضورهما وحقيقة وجودهما
حتى وإن بدا ذلك في بعض الأحايين إلا أن العودة واللقيا باقية إذا لم تكن بالمكان فستكون بالمشاعر والأحاسيس

المشاعر والاحاسيس حاضرة وباقية لا يمكن نكرانها او المساس بمصداقيتها كما ان المكان لا يمكن فصله عن ذلك الوجود الذي يفرض التواجد
لذلك لا بد من ان نوازي بين خيالاتهما وامالهما وان لا نكتفي بتوقيعها بمحابر على ورق ونخلق نوعا من الترابط بين حقيقة احاسيسنا وتجسدها باقلامنا ونسخها على اوراقنا
والخيالات المعتقة بذكر أحدهما للأخر

ولتعلمي يامولاتي أن إرضاء حواء شغل آدم الشاغل وإن كانت لاتطمح إلا ببساطة

عيش يكسوها الحب والاحترام والحنان الراقد في صومعة آدم
صدقني ان نفس النوايا هي التي تتملك حواء وتغزو محرابها الا ان ادم متطلب لارضاءه ولكن ارضائه ليس مستحيلا

اعلمي يامولاتي إن طموح آدم لايفوق طموح حواء ولايعلوه بشيئ
قد تكون وجهة نظرك صحيحة اذا ما كان ادم ذاك يتحلى بكل تلك الاخلاقيات التي ذكرتها
لان حواءالتي اعنى لا تود ان يعلو طموحها او يعلو طموحه بل تود توحده
لأنه وكما قلت : إبتسامة من حواء يدفئ بها حنايا قلبه تكفيه للثم جراحاته أعوام متتالية
وهمسة من ادم كفيلة بلملمة بعثراتها التي كانت على عتبات الروح تئن حين وتستكين احيانا اخرى
هذه هي المعدالة تصعب في بعض الأحيان ليتجمل فكرنا بحلها وهذه هي القعدة التي تبث التشويق في تطلع المبصرين
هي ذي الحقيقة الحقيقية التي يتندر وجودها وان وجدت يصعب ملاحظتها لان الكبرياء قد غزى تفاصيلهما الا انه ينتظر توحد فصولهما

ومها حبكت العقدة إلا أن حلها أبسط من حبكها لأنه وببساطة في الحل يموت البطل أو يظفر بعظمة الانتصار
وهناك حل ثالث لا يابه بمن المنتصر ويخشى وفاة البطل هو تفهم كل منهما للاخر هو ادراك اي درجات التضحية قد تبلغ مبلغ كليهما
هو ذا الانتصار بنظري ادراك كل منهما حقيقة الاخر بثورته قبل استكانته بغروره الذي قد يعلو اعتلاءه
هو الثقة والمصداقية
هو القبول بالاخر كي تكتمل اخر صفحات الكتاب بتوقيع من كليهما
وفي كلتا الحالتين تكون النهاية مكللة بنصر حتى وإن اختلفت معالم الانتصار
هناك انتصار اوحد لا غير ادراك حقيقتهما لحقائقهما


لذلك ليست المشكلة في لثم حواء لجراح آدم أو في لثم آدم لجراح حواء لكن العبرة تكون في اندمال الأهات وسكون الأنين

لكن يامولاتي اسمحي لي أن أقول : إن التي تتكلمين عنها هي الحقيقة الحقيقية لحواء التي تأمل السعادة والحنان من آدم

بعيدا عن كل زهو للحياة وترف العيش المادي
هو ذا مرامي هو ذا مقصدي وهي تلك التي كنت اتكلم عنها لا غيرها حقيقة حواء الحقيقية

لكن ولكل أسف ضاعت هذه المعادلة في عصرنا وأصبحت حواء ألف حواء وكل منها يطمح لشيء قد تستهجنه الأخرى
اعتذر منك ولكن اخالفك الراي حواء تلك لم تضع ولم تختفي قد تكون تاهت باطوار هاته الحياة بضيق ممراتها واتساع مساحتها الا انها لا تزال موجودة
كحقيقة وجود ادم او اكثر
وربما هذا مابث الكبرياء والتعالي عند بعض أجناس آدم ولذلك وللأسف الشديد يداوونها بالتي كانت هي الداء
لن اقول بان حواء بريئة ولن ادافع عنها كما انني لن انفي مسؤولية ادم ولن الغي حقيقة اسهامه ببعثرة تلك الاوراق وارسال رسائل شك
وانعدام للثقة لن ادافع عن كليهما ولن اخلي مسؤولية اي طرف على حساب الاخر ولكن هنا وبهذا المتن اود ان ارسم حقيقة حقيقية
لحواء التي اؤمن بها فلتحدثني عن ادم الذي ايضا اؤمن بوجوده


ولكن تبقى هناك حواء النقية الباحثة عن طيف آدم يزيل عنها ستار الوحشة ويبقى هناك أدم الباحث عن حواء تزيل عنه طيف الأنين
سيدي لا تبحث فقط عن حواء تلك ولنقتفي اثار كليهما
بغرورهما بكبريائهما بتعاليهما بمظاهرهما وبدواخلهما ايضا فبهما يحلو التناقض ويتناغم ذلك النبض
فلا بد ان تتواجد سلبياتهما وتحضر تناقضاتهما كي نستطيع التوفيق بينهما
اعلمي مولاتي أنني أكتب لتكتبي فلنواصل المشوار
اسعد كثيرا بمرافقتك بهذا المشوار علي احفل على الاقل بحقيقة ما اريد استشفائه
بانتظار ألق تميزك وبهاء مخيلتك النابضة بالعبقرية
قد تستفز غرور نون النسوة بداخلي وتبث بها نوعا من التعالي
صدقني ليست عبقرية ولا تميز هي ذي فقط قناعاتي التي اناضل من اجلها
واعلمك سيدي انها ليست فقط مخيلتي بل هي تزاوج بين امالي ومخيلتي
كي لا افقد توازني
تحياتي لك
زمني لك ابهى تحية

محمد العلي