شبكة الشموخ الأدبية - عرض مشاركة واحدة

فيلسوف الكويت · 12-16-2010, 01:17 AM

بعد فوزه بجائزة صقلية للتراث الثقافي

محمد حسن عبدالحافظ: سيرة بني هلال إبداع نسائي ... بالأساس

أعرب الباحث المصري الدكتور محمد حسن عبدالحافظ عن سعادته بعد فوزه بجائزة صقلية للتراث الثقافي والأنثروبولوجيا التي تمنحها جامعة باليرمو الإيطالية، عن كتابه «سيرة بني هلال... روايات من جنوب أسيوط»، وقال : تكمن سعادتي بالجائزة في أنها تمثل رد اعتبار دوليا للثقافة الشعبية المصرية التي أحترمها وأنحني لجواهرها ولناسها، كما أنها تمثل أملا لزملائي الباحثين الميدانيين الذين اختاروا هذا المجال العلمي والمعرفي الشاق.

ترجع تجربة الباحث المصري، مع السيرة الهلالية إلى الطفولة حيث ارتبط بالهلالية مثل الملايين من المصريين الذين عاشوا أجواءها، وعن ذلك يقول: «استمعت خلال فترة الثمانينات من القرن الماضي إلى سيرة بني هلال من الشاعر الشعبي الكبير جابر أبوحسين الذي أسرني أداؤه وأنغام ربابته، كما شدني انفعال الناس به، وجذبتني طريقة تحلقهم حول الراديو لينصتوا إلى الحلقات اليومية للسيرة في إذاعة الشعب وإذاعة شمال الصعيد، لذلك قررت بعد تخرجي في كلية الآداب - جامعة القاهرة عام 1994 أن أسلك طريق البحث في السيرة الهلالية، فقدمت أول أطروحة جامعية ميدانية في تاريخ الجامعة المصرية عنها، واتسع مجال اهتمامي بالهلالية لينسحب على تقديم العروض الفنية لفرق السيرة الهلالية، حيث قدمت أكثر من مئة عرض في إطار الاحتفالات الفنية للهيئة العامة لقصور الثقافة ودار الأوبرا ومركز الهناجر للفنون وغيرها، كما قمت باستطلاعات ميدانية للتعرف على شعراء الهلالية في تونس والجزائر، وتعرفت في هذه المسيرة إلى باحثين أكفاء في هذه البلدان، فضلا عن تواصلي مع جهود المصريين الكثيرة والمهمة. واخترت قرى أسيوط ميدانا للبحث عن رواة مجهولين لها.

وأشارت لجنة تحكيم الجائزة إلى جهود صاحب الكتاب التي بذلها للوصول إلى مغنين مجهولين لهذه الرائعة الشفهية في القرى المهمشة بجنوب مصر، وإلى البحث عن صوت النساء فيها، حيث يُعتقد أنه نص ذكوري لا يبدعه أو يؤديه إلا الرجال.

وعن ذلك يقول عبد الحافظ: في ما يتعلق بالروايات النسائية لسيرة بني هلال، فقد كانت تجربتي في هذا الصدد تجربة مركبة، حيث كنت مهتما منذ البداية بالبحث في مجال حقوق المرأة وقضاياها، بوصف المرأة ـ الحلقة الاجتماعية الأضعف ـ وكان أول كتبي بعنوان «المرأة المصرية ومآزق الفعل السياسي في مصر»، وظل اهتمامي بخطاب المرأة مترافقًا مع عملي الأساسي في مجال الأدب الشعبي، وخاصة تجربتي في جمع سيرة بني هلال ودراستها، وقادتني الصدفة إلى جمع رواية لهذه السيرة من ألسنة النساء، ودعتني هذه الرواية إلى التفكير في مقاربات منهجية جديدة تمكننا من تحليل الأدوار الاجتماعية والرمزية للنساء داخل نص الهلالية وخارجها، والنظر إلى فضاء السيرة بوصفه فضاء للبطلات «خضرة، شيحة، الجازية، الناعسة، هولة، بازلة، وطفة، عزيزة، سعدة، شمعة... إلخ».

ويذهب الباحث في حديثه إلى أن سيرة بني هلال هي إبداع نسائي بالأساس، ويقول: عالم الأساطير جوزيف كامبل أشار إلى أن الثقافات القديمة بصفة عامة تجعل الأنثى خالقة للحياة، وتجعل الذكر خادما للحياة، وحسبي أن سيرة بني هلال هي حكاية من خلق النساء وإبداعهن، فكثير من المشاهد في السيرة تحتل النساء بطولتها على نحو فريد لا نظير له في التراث العربي برمّته، بينما يمثل الرجال حراسا للسيرة الهلالية ورواة ومؤدين لها، على نحو أتاح لهم حرية صوغها في أشكال شعرية تتسم بالفحولة كالمربع والموال، وعن مشروعه المقبل يقول مؤلف «سيرة بني هلال... روايات من جنوب أسيوط» أواصل الآن بحثي في الهلالية بموضوع جديد، يركز على رواية الرواة المحترفين في محافظة سوهاج، ويستهدف تحليل نصوص السيرة تحليلا نقديا، باستخدام أدوات السيميائية الاجتماعية، وسأظل أواصل هذا المشروع حتى النفس الأخير من حياتي.

sdvm fkd ighg Yf]hu kshzd wovm ighg Yf]hu kwhzp