عرض مشاركة واحدة
قديم 06-02-2011, 11:04 PM   رقم المشاركة : [13 (permalink)]
فيلسوف الكويت
إداري
كاتب وإعلامي
 

الملف الشخصي



 
 بيانات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

فيلسوف الكويت غير متواجد حالياً

افتراضي رد: تساؤلات منطقية ...!!!

(11)

توريث السلطة ...!!!


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته


تحية طيبة وبعد




موضوع اليوم هو توريث السلطة


أود بداية التنويه عن عدة نقاط


1- أعني هنا بالسلطة، هي الوظائف الحساسة بالمجتمع العربي عموما، التي تمنح السلطة

لمن يشغل هذه الوظائف المختلفة في وزارات (مؤسسات) المجتمع المدني.


2- لا أعني دولة معينة، أو مجتمع معين، إنما هي رؤية شمولية، قد تصدق على بعض بلدان

الوطن العربي، وقد يخر ج بعضها الآخر عن دائرة الحديث هنا.


3- هي رؤية شخصية، من خلال قراءات مختلفة في أحوال المجتمعات العربية. مع عدم التطرق

للوصاية الخارجية على المجتمعات العربية، ومدى قبولها ومصالحتها لهذا الوضع السائد للمجتمع العربي ككل.

والأيادي الخفية التي تدعم بعض الممارسات التي تضمن لها بعض توجهاتها.



------------------------



الثقة هي علاقة بين ذات وآخر، إلا أن تلك الذات تتعدد وتختلف باختلاف طبيعة العمل التي تؤديه تلك الذات. وذلك الآخر يختلف من مجتمع إلى آخر. إلا أن تلك الثقة كلما زادت كان العمل أكثر سلطة وقوة لتلك الذات وأشد نفوذا.

وتلك الذات والآخر يصبح لدى بعضهم مرض حب التملك فيسعى إلى توريث تلك السلطة ومن ثم ينتشر في جسد المجتمع العربي مرض يسمى توريث السلطة، لدرجة أنه يحارب الكفاءات الموجودة ليحول دون وصولهم لتلك المكانة المرموقة من السلطة، لعدم توافر تلك الثقة بين تلك الكفاءات ومن هم في السلطة؛ وهذه الدوافع وغيرها تؤدي إلى حرب ضروس بين الكفاءات التي تحاول البحث عن فرصة لإثبات وجودها في خدمة المجتمع، ومن هم في السلطة الذين يفتقدون الثقة بتلك الكفاءات الجديدة، فكأن المجتمعات أصبحت تركه توّرث لأجيال متعاقبة، وأفراد تلك السلطة أعدمت أحلام الشباب، وطموح الأجيال القادمة.

فبدأت أحلام الشباب الطموح تتبخر واحدا تلو الآخر، وأصبح الشاب الطموح رهن بروتكولات والأدوات قاتلة لكل حركة تطور وتجديد في تلك السلطة، وضرب الأجيال بعرض الحائط، حتى أصبح لدينا جيل يائس ومستقبل مظلم. بوجود تلك العقبات التي قمعت التفكير بمستقبل أفضل، وكلما فاق المجتمع من سباته لينهض بكوادره الوطنية، تعثر بقوة القمع التي تمارسها الأيادي الخفية للسلطة. فأصبح المجتمع العربي يعاني من العثرات المستديمة، بأشكالها المختلفة.

وإن التفكير بالوصول إلى المراكز القيادية أصبح في بعض البلدان لغم، وخطر سريع الانفجار، وممنوع الاقتراب منه، وخط أحمر يجب ألا يفكر فيه من لا يملك صلة القرابة بالسلطة، وهنا صلة القرابة تختلف باختلاف المجتمعات وتكويناتها السياسية. هو احتكار السلطة وإبقائها في نطاق الأسرة، أو الحزب، أو التوجه فقط. وقد تتخذ أشكالا كثيرة منها ما يفرض بقوة السلطة وأدواتها، أو اصطناع الشرعية وبالاحتيال على القانون والالتفاف عليه بأساليب ملتوية؛ تطور الاحتيال والالتفاف على القانون بأساليب شيطانية جعلت الأخيرة أكثر قبولا، لما يتمتع به المجتمع أجواء ديمقراطية وحقوق للإنسان. لأن الحالة الأولى بدأت منبوذة مجتمعيا وتثير مشاكل كبيرة وقضايا رأي عام.

لسنا بحاجة إيراد شواهد تدلل على توريث السلطة، فهي أصبحت سمه يتميز فيها المجتمع العربي، فأصبح المجتمع مستهدف ومفكك، ويسهل على الصفوة تسلق مراتب السلطة بكل يسر وسهولة، وإغلاق الأبواب في وجه المنافس مهما كانت كفاءة ذلك المنافس. وذلك كله أحيانا وفق مواد القانون وأحيانا وفق مواد الدستور، وأحيانا أخرى يكيّف القانون أو الدستور ليناسب مؤهلات سليل السلطة. ذلك كله أثر سلبيا على مؤسسات المجتمع المدني، بل أن بعض مؤسسات المجتمع المدني دمرت وأنتشر فيها الفساد بشكل كبير جدا.

هذه الفئة أصبح بمقدورها الاستمتاع بمباهج السلطة، والتغطية على المكاسب والثروات الهائلة التي حصلوا عليها من خلال بقاؤهم في السلطة، وصلاحيات مناصبهم يضمن تغطية ممارساتهم وتجاوزاتهم التي يرتكبونها باسم السلطة، تلك الفئة تجرأت على سيادة الدولة، أمنت العقوبة، فأساءت الأدب، ومكنتها أدوات السلطة التي تملكها بإفقاد المجتمع القدرة على ردعهم أو إيقاف تلك المخططات الشيطانية، بتوريث السلطة. مما أصاب مؤسسات الدولة بالضعف الشديد، وتفكيك مركزيتها، مما انعكس على مستوى أدائها وخدماتها المقدمة للمجتمع المدني.

أصبح المجتمع العربي أكثر وعيا، ويحاول محاربة هذه السيطرة، بنشر هذه المحاولات للرأي العام، والشارع السياسي، ليقف هؤلاء المثقفون صفا واحدا في وجه هذا الفساد الإداري في مؤسسات المجتمع العربي؛ من منطلق الإصلاح، وحق المواطنة الذي باتت حقا منقوصا لبعض الفئات داخل المجتمع العربي.

إني أرى مستقبل العالم العربي مشرق، وسوف تشرق شمس المساواة قريبا على مؤسسات المجتمع المدني، وإن الغيوم التي خيّمت طويلا على مؤسسات المجتمع العربي، سوف تنقشع قريبا، لأن لا توجد غيوم أبدية. وذلك المستقبل قادم بإذن الله تعالى. ثم بجهود المخلصين في المجتمع العربي الذي يسعى إلى إصلاح مؤسسات المجتمع المدني.




هذا وتقبلوا مني أغلى تحية ..... فيلسوف الكويت


27 أكتوبر 2010 الساعة 3 صباحا

  رد مع اقتباس
 

ظ„ظٹظ†ظƒط§طھ - ط¯ط¹ظ… : SEO by vBSEO 3.5.1