نعم أنتي من تجعليني إنسان .. لأنك تعلميني كيف تكون الحكمة في الميزان ..
فتبارك من خلقك سبحانه الرحمن .. يا من تعرفين لي استقامة الرجولة بين الغضب
والسكون .. وبين نزق التمنطق والجنون .. وبين همجية الحرب ومهانة الإستسلام
يامن تقرئين لي صحفي ودفاتر أيامي وحكاياتي قبل المنام .. ثم تسرحين شعري
وتعقديه مع ظفائرك كي تتوق لمقلتي أروع الأحلام .. يامن تملئين قوارير محابري
بعطر أنوثتك وتلهمي الأقلام .. فتقبل إليك الحروف مواكبا لتنفثي على متنها سحر
طقوسك ترانيما من روعة اللغة والبيان .. يا من تنتظريني دهورا أذا عز اللقاء ..
وتستقبلي إنكسار عودتي أمجادا من الثناء .. ثم تغسلين وجهي بماء الحياء ..
وتنثرين على جسدي نسائم الصباح وهمسات المطر ... وترصفين النجوم في سماء
ليلي مصابيحا وتضيئين وجه القمر .. وعلى كل الموائد التي تنذرينها لي جعلتي
من نعومة أناملك البيضاء ملعقة طعامي .. ونسجتي من خيوط الصبر والبهاء أجمل
أثوابي .. وأخذتي منك أجزاءا أعشقها فصنعتي منها نعومة وسائدي .. وفي
عينيك كانت أجمل غفوات دثاري .. يا من تزرعين بأرضك خلود أسمائي .. ماذا
أسميك وأنتي سيدتي حبيبتي أميرتي صديقتي شريكتي فبغير وجودك أنا لست أنا ..
بل لن أكون هنا .. وسوف أفنى .. بدونك سأكون بدائيا متوحشا جاهلا لا يعرف
الكتابة والقراءة .. لأنك بفخر لا بملل ولا نصب تلملمين كل أشيائي المبعثرة ..
وتطرقين أوراقي بسندان من كيد النساء اللذيذ ومكر البراءة .. يا من تعدين بهدوء
فنجان قهوتي شريطة أن ترتشفي منها أول رشفة لأنك تعلمين أني أعشق سكرها
وسطا من رحيق شفتيك .. بدونك أتوه وأفقد جميع حواسي لأنك خارطتي والتي
عليها تتوزع بتناسق وجمال كل أملاكي وملذاتي فمفاتيحي بين يديك .. وكلما أحلق
عاليا مبتعدا معاندا مكابرا لا ألبث حتى أعود بلهفة وخشوع إليك..
لأنك نعم أنتي يا أحلى أنتي من تجعلين مني إنسان .. فصدقيني سيدتي هذا بعض ما للمرأة على الرجل فكوني أهلا لذلك ولا تخسري الميزان ..