عرض مشاركة واحدة
قديم 03-06-2015, 08:27 PM   رقم المشاركة : [14 (permalink)]
أحمد مصطفى كامل
شاعر
 

الملف الشخصي


 
 بيانات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

أحمد مصطفى كامل غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مواقف وطرائف وفوائد لغوية ونحوية

11- لماذا سمّى أبو عمرو الشيباني النحوي كتابه ( معجمه ) " كتاب الجيم " ؟
قال القفطي في " إنباه الرواة على أخبار النحاة " ( 1 / 259 – 260 ) : صنّف أبو عمرو إسحاق بن مرار الشيباني النحويّ ( ت 210 هـ ) كتاب الحروف في اللغة، وسمّاه " كتاب الجيم "، وأوّله الهمزة، ولم يذكر في مقدّمة الكتاب لِمَ سمّاه " الجيم "، ولا علم أحد من العلماء ذلك .
ولقد ذكر لي أبو الجود حاتم الصيداوي - نزيل مصر - وكان كاتباً يخالط أهل الأدب وأسنّ رحمه الله، قال : سُئِلَ ابن القطّاع السّعدي الصقلي اللغوي - نزيل مصر - عن معنى " الجيم "، فقال : مَن أراد عِلمَ ذلك من الجماعة فليعطني مئة دينار حتى أفيده ذلك، فما في القوم من نَبَس بكلمة، ومات ابن القطاع، ولم يُفِدها أحد .
ولمّا سمعتُ ذلك من أبي الجود رحمه الله اجتهدتُ في مطالعة الكتب والنظر في القصة، إلى أن عثرتُ على الكلمة في مكانٍ غامضٍ من أماكن اللغة، فكنتُ أذاكر الجماعة، فإذا جرى اسم " الجيم " أقول : من أراد عِلمَ ذلك فليعطِ عشرة دنانير، فيسكت الحاضرون عند هذا القول .
فانظر إلى قلّة همّة الناس، وفساد طريق العلم، ونقض العزم ! فلعن الله دنيا تُختارُ على استفادة العلوم ! اهـ .
وقد جاء في (كشف الظنون 1410) : «المشهور في وجه تسميته أنه بدأ من حرف الجيم، لكن قال أبو الطيّب اللّغويّ: وقفت على نسخة منه، فلم أجده مبدوءا من الجيم، والله سبحانه وتعالى أعلم، روى أنه أودعه تفسير القرآن وغريب الحديث، وكان ضنينا به، ولم ينسخ في حياته، ففقد بعد موته» .
وجاء في بغية الوعاة للسيوطى ( 1 / 440 ) : وَرَأَيْت فِي تذكرة الشَّيْخ تَاج الدّين بن مَكْتُوم، قَالَ: سُئِلَ بَعضهم: لم سمي كتاب الْجِيم؟ فَقَالَ: لِأَن أَوله حرف الْجِيم؛ كَمَا سمي كتاب الْعين، لِأَن أَوله حرف الْعين.
قَالَ فاستحسنا ذَلِك؛ ثمَّ وقفنا على نُسْخَة من الْجِيم، فَلم نجده مبدوءا بِالْجِيم) .
قال الدكتور أحمد مختار عبد الحميد عمر في كتابه ( البحث اللغوي عند العرب 210 - 211 ) : يبدو أن المؤلف -لجريه وراء الغريب- قد أطلق على معجمه لفظًا وأراد به معناه الغريب. فالجيم في اللغة الديباج،وهذا هو المعنى الذي ربما عناه المؤلف تشبيهًا لعمله بالديباج لحسنه.
ولكن يعكر على هذا التخريج أن تفسير الجيم بالديباج لم يرد في معجم الجيم نفسه.
وهناك احتمال آخر هو أن يكون المؤلف قد بدأ معجمه بالجيم فعلًا، ولكن جاء بعده من أعاد ترتيب الكتاب على الترتيب الهجائي المعروف ويبقى السؤال: لماذا اختار الجيم على هذا الاحتمال؟ الإجابة يلخصها الأستاذ إبراهيم الإبياري محقق الكتاب في قوله:
أ- إما لأنه كره أن يبدأ بالباء أول الحروف لأنه لا بد معها من النص على نقطها حتى لا تلتبس بالتاء والثاء. وهذا يطول العنوان، ولذا بدأ بالجيم الذي لا يلتبس في اسمه بحرف آخر.
ب- أو لأن الجيم أحد حروف خمسة تجمع بين الجهر والشدة ) انتهى .

  رد مع اقتباس
 

ظ„ظٹظ†ظƒط§طھ - ط¯ط¹ظ… : SEO by vBSEO 3.5.1