29- قال معاوية يوماً: مَن أفصَحُ الناس؟ فقال قائل: قوْم ارتفعوا عن لَخْلخانيَّةِ الفُراتِ، وتَيامَنُوا على عَنْعَنةِ تميمٍ وتَياسَرُوا عن كسكَسةِ بكرٍ، ليست لهم غَمغَمةُ قُضَاعَة ولا طُمْطُمانيَّة حِمْير، قال: مَن هم؟ قال: قُرَيْش، قال: ممّن أنتَ؟ قال: مِن جَرْم. قال : أجلس . البيان والتبيين للجاحظ ( 3 / 145 – 146 ) . واللخلخانية : العُجمة أو اللكنة في الكلام . والكشكشة : كَشْكَشةِ تميمٍ أَي إِبدالِهم الشين من كاف الخطاب مع المؤنث فيقولون أَبُوشِ وأُمُّشِ ( أى أبوك وأمك ) وزادُوا على الكاف شيناً في الوقف فقالوا مررت بكِشْ كما تفعل تميم. والكسكسة : لغة من لغات العرب تقارِب الكَشْكَشَة تقول أَبُوسَ وأُمُّسَ أَي أَبوكَ وأُمُّك . والغمغمة: كلام غير بيِّن .والطمطمة: أى العُجْمة .
وقال أبو العباس ( المعروف بثعلب ) : ارتفعت قريش في الفصاحة عن عنعنة تميم، وكشكشة ربيعة، وكسكسة هوازن، وتضجع قيس، وعجرفية ضبة، وتلتلة بهراء. (أمالي ثعلب ص 21 ) . فأما عنعنة تميم فإن تميماً تقول في موضع أن: عن. تقول: عن عبد الله قائم .وأما تلتلة بهراء، فإنها تقول: تعلمون، وتعقلون، وتصنعون، بكسر أوائل الحروف.