31- "حياك الله وبياك". نعرف "حياك". فما معنى "بياك" ؟
قال الخليل بن أحمد في ( العين 3 / 318-319 ) : وتقول: حيّاك الله وبيّاك، أي: أفرحك وأضحكك، ويقال: بيّاك تَقْوِيةٌ لحيّاك. وقول المصلّي في التَّشَهُّد: التّحيات لله، معناه: البقاءُ لله، ويقال: الملكُ لله.
وقال ابن السكيت فى ( الألفاظ 433 - 434 ) : وبياك: فيه قولان: قال بعضهم: تعمدك بالتحية. وقال بعضهم: بياك: أضحكك. وأنظر ( إصلاح المنطق ص 225 ) .
وفي مختار الصحاح (6/ 2288 - 2289) يقول الجوهري: قولهم: حَيَّاكَ الله وبَيَّاك. معنى حَيَّاكَ مَلَّكَكَ، وبَيَّاكَ قال الاصمعي: اعتمدك بالتحية. وقال ابن الأعرابي: جاء بك. قال الاحمر: بَيَّاكَ معناه بَوَّأَكَ منزلاً، إلاَّ أنَّها لما جاءت مع حيّاك تُرِكَتْ همزتها وحُوِّلَتْ واوها ياءً. قال سلمة بن عاصم: حكيت للفراء قول خلف فقال: ما أحسن ما قال. وفى الحديث أن آدم عليه السلام لما قتل ابنه مكث مائة سنة لا يضحك، ثم قيل له: حياك الله وبياك، فقال: وما بياك؟ قيل: أضحكك. قال أبو عبيد: وبعض الناس يقول إنه إتباع. قال: وهو عندي على ما جاء تفسيره في الحديث، أي ليس بإتباع، وذلك أن الاتباع لا يكاد يكون بالواو، وهذا بالواو.
قلت : وقد أنكر السيوطى أيضا كونه اتباعا لأنه بالواو والإتباع لا يكون بالواو كما فى كتابه ( الإتباع 88 – 89 ) والمزهر ( 1 / 324-325 ) .
وقال أبو الطيب اللغوي في كتابه ( الإتباع 24-25 ) : حَيَّاك اللهُ وبَيَّاكَ! قالَ الأصمعيُّ: (بَيَّاكَ) أَضْحَكَكَ، وقالَ أبو عُبيدة: بَيَّاكَ: مَلَّكَكَ، وقالَ أبو زَيد وابن الأَعرابيّ يُقال: اعْتمدَكَ بالتحيةِ، وقالَ أبو مَالِكٍ: بَيَّاك: أَيْ قَرَّبَكَ وقالَ قَومٌ: بَيَّاكَ أَيْ عَرَّفَكَ، وقالَ الفَرَّاءُ مَعناهُ: بَوَّأكَ منزِلاً في الجنةِ، وهذا أضعفُ الأقوال.
وقال ابن الأثير فى ( النهاية 1 / 176 ) :" حَيَّاك اللَّهُ وبَيَّاكَ" قِيلَ هُوَ إتْباع لحيَّاك. وَقِيلَ مَعْنَاهُ أضْحَكك. وَقِيلَ عَجَّل لَكَ مَا تُحِب. وَقِيلَ اعْتَمدك بالمُلك. وَقِيلَ تَغَمَّدك بِالتَّحِيَّةِ. وَقِيلَ أَصْلُهُ بَوَّأك، مَهْمُوزًا فخُفّفَ وقُلب، أَيْ أسْكَنك مَنزلا فِي الْجَنَّةِ وهيَّأك لَهُ.
وقال ابن الجوزي في غريب الحديث (1/ 95) : قَوْلهم حياك الله وبياك قَالَ الْفراء أصل بياك بوأك فَخفف وقلب وَمَعْنى بوأك أسكنك منزلا فِي الْجنَّة وهيأه لَك وَقَالَ غَيره بياك عجل لَك مَا تحب وَقَالَ آخر بياك تغمدك بالتحية. وَقَالَ آخر استقبلك بِمَا تُرِيدُ.