87- هل تؤنث الحروف أم تذكر؟
قال سيبويه في ( الكتاب 3/ 259- 230 ):
( باب تسمية الحروف، والكَلِم التي تُستعمَل، وليست ظروفًا ولا أسماءً غير ظروف، ولا أفعالاً فالعربُ تختلف فيها، يؤنثها بعضٌ، ويذكّرها بعضٌ، كما أن اللِّسانَ يذكّر ويؤنَّث، زعم ذلك يونس، وأنشدنا قول الرَّاجز:
* كافًا وميمَيْنِ وسينًا طاسِما *
فذكَّر، ولم يقلْ: طاسمة. وقال الراعي:
* كما بُيِّنَتْ كافٌ تلوحُ ومِيمُها
فقال: بُيِّنَت، فأنَّث) انتهى.
وقال أبو حاتم السجستانيّ في «المذكر والمؤنث ص 209»:
( وحروفُ المعجَم أخبرَني الأصمعيّ وأبو زيدٍ النحويُّ أنها تؤنَّث، وذلك أكثرُ، وتذكَّر. قالَ الرّاعي - قال الأصمعيُّ: وهو من أفصحِ الناسِ-:
أشاقتْكَ آياتٌ أبانَ قديمُها * كما بُيِّنَتْ كافٌ تلوحُ ومِيمُها
فأنّث.
وقال الراجز:
* كافًا وميمَيْنِ وسينًا طاسِما *
فذكَّر، ولم يقل: طاسمة. والمعنَى: طامسا، إلاَّ أنها لغة، طمسَ وطسمَ، وطمسَ أجود؛ لأنها لغة القرآن.
وكذلك الألف والباء والتاء، وسائر حروف المعجَم، التّأنيث فيه أكثر، والتذكيرُ معروفٌ) .
وقال أبو بكر محمد بن القاسم بن الإنباري في كتابه المذكر والمؤنث: وأما حروف المعجم فإن أبي حدثني عن ابن الحكم عن اللحياني قال: قال الكسائي: حروف المعجم كلها مؤنثة. هكذا كلام العرب، قال: وإن ذكرت جاز وكذا كل ما جعله الكتّاب اسما من الأدوات والصفات والمثل فهي مؤنثة ..... وإن شئت ذكرت ..... وعلى هذا المذهب من التأنيث والتذكير جميع الحروف مثل الياء والتاء .... وسائر الحروف، والتأنيث فيه أكثر، والتذكير معروف. ينظر: ( المذكر والمؤنث لابن الإنباري 2/ 13- 14 ) .