عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [1 (permalink)]  
قديم 06-17-2010, 11:32 PM

عبدالعزيز الفدغوش

رئيس مجلس الإدارة
المشرف العام

 بيانات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  عبدالعزيز الفدغوش غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي




 
افتراضي تجديد التوحيد ؟

( 82 ) مدار الأفكـــار

تجديد التوحيد

يقول الشاعر العربي :

وفي كل شيء له آيـة = تدل على أنه واحد
فيا عجباً كيف يُعصى الإله = أم كيف يجحده الجاحد

إن أفضل كلمة قالها الناس، كما ثبت في الحديث، هي قول: «لا إله إلا الله»، تلك الكلمة التي قامت عليها

السماوات والأرض، وهي الكلمة الفصل بين الحق والباطل، وهي فيصل التفرقة بين الكفر والإيمان، ورمز

العبودية لله ودليل الإخلاص له، وبرهان الاعتماد عليه ،إنها خير كلمة عرفتها الإنسانية، تلك الكلمة التي

أخذها الله سبحانه عهدا على بني آدم، وهم في بطون أمهاتهم، وأشهدهم عليها، قال تعالى: {وَإِذْ أَخَذَ رَبُّكَ مِن

بَنِي آدَمَ مِن ظُهُورِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَأَشْهَدَهُمْ عَلَى أَنفُسِهِمْ أَلَسْتُ بِرَبِّكُمْ قَالُواْ بَلَى شَهِدْنَا}، (الأعراف: 172)، ولكلمة

التوحيد منزلة عظيمة، ومكانة جليلة، إذ هي مفتاح الجنة، وبها يعتق الإنسان من النار ويكون مآله إلى الجنة

بإذن الله تعالى، وبتقريرها جاءت الرسل، قال تعالى: { وَمَا أَرْسَلْنَا مِن قَبْلِكَ مِن رَّسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ

إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ} ، (الأنبياء: 25)، ومن أجل كلمة التوحيد خلق الله الجن والإنس وخلق الجنة والنار وشرع

الجهاد والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وأحل الحلال والحرام، وفي فضل كلمة التوحيد قال رسول الله

ـ صلى الله عليه وسلم: «من شهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأن محمدا عبده ورسوله، وأن عيسى

عبد الله ورسوله وكلمته ألقاها إلى مريم وروح منه، والجنة حق والنار حق أدخله الله الجنة على ما كان من

العمل»، وقال صلى الله عليه وسلم : «فإن الله حرم على النار من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله»،

وعن أبي سعيد الخدري عن رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: «قال موسى: يا رب علمني شيئا

أذكرك وأدعوك به قال: قل يا موسى لا إله إلا الله. قال: يا رب كل عبادك يقولون هذا. قال: يا موسى! لو أن

السماوات السبع وعامرهن غيري والأرضين السبع في كفة، ولا إله إلا الله في كفة مالت بهن لا إله إلا الله»،

وقال ابن القيم، رحمه الله: «وهي الكلمة التي قامت بها الأرض والسماوات، وفطر الله عليها جميع

المخلوقات، وعليها أسست الملة ونصبت القبلة، وجردت سيوف الجهاد، وهي محض حق الله على جميع

العباد، وهي الكلمة العاصمة للدم والأموال والذرية في هذه الدار، والمنجية من عذاب القبر وعذاب النار،

وهي المنشور الذي لا يدخل أحد الجنة إلا به، والحبل الذي لا يصل إلى الله من لم يتعلق بسببه، وهي كلمة

الإسلام، ومفتاح دار السلام، وبها انقسم الناس إلى شقي وسعيد، ومقبول وطريد، وبها انفصلت دار الكفر عن

دار الإيمان، وتميزت دار النعيم من دار الشقاء والهوان، وهي العمود الحامل للفرض والسنة، و«من كان آخر

كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة»، وتعد كلمة التوحيد من أعظم أسباب النجاة والفرج من كل كرب كما روى

الترمذي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: «دعوة ذي النون إذ دعا بها وهو في بطن الحوت (لا إله إلا أنت

سبحانك إني كنت من الظالمين)، فإنه لم يدعُ بها رجل مسلم في شيء قط إلا استجاب الله له»، ولكلمة التوحيد

كما يقول الشيخ سالم بن سعد الطويل في مؤلفه القيم «جدد عهدك بـ لا إله إلا الله»: «ركنان اثنان لا تستقيم

إلا بهما وهما النفي والإثبات «فلا إله» نفي و«إلا الله» إثبات، فلا يكفي أن يقال «لا إله» لأن هذا النفي ينفي

الألوهية مطلقا كما لا يكفي أن يقال «الله إله»، لأن هذا لا يدل على أن غيره ليس بإله، أما إذا قلنا «لا إله إلا

الله» استقام التوحيد فنفينا الألوهية عن كل من سوى الله وأثبتناها لله وحده فالمعنى الصحيح الأوحد لـ «لا إله

إلا الله» أي لا معبود بحق إلا الله كما قال تعالى: {ذَلِكَ بِأَنَّ اللَهَ هُوَ الْحَقُّ وَأَنَّ مَا يَدْعُونَ مِنْ دُونِهِ هُوَ الْبَاطِلُ

وَأَنَّ اللَّهَ هُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ}، (لقمان: 30)، ولقد اخبر الله تعالى أن المشركين يقرون بأن الله هو الخالق كما في

قوله تعالى: {وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ} (لقمان: 25)، وفي لغة العرب التي نزل

بها القرآن لا يفهم من «الإله» إلا المعبود لا الخالق ولا الرازق ونحوها، ومن هدي النبي صلى الله عليه

وسلم انه كان يتعاهد كلمة «لا إله إلا الله» في مناسبات كثيرة ويشرع للمسلم أن يقتدي بالنبي صلى الله عليه

وسلم ليكون العهد بها قريبا ومتجددا على سبيل الذكرى {‏‏فَذَكِّرْ إِن نَّفَعَتِ الذِّكْرَى‏}(الأعلى: 9)، فالمقصود

بتجديد العهد بـ «لا إله إلا الله» هو زيادة التمسك بها واليقين بمدلولها والتعبد بتكرارها.

يا متبع في منهجك شرع الإسلام=جدد على التوحيد عهدك دوامـي
في كلمة التوحيد ميزان الأحكام=حيث إنها مفتـاح دار السلامـي
عبدالعزيز الفدغوش
الأحد, 31 - مايو - 2009
[email protected]
http://www.alwasat.com.kw/Default.aspx?MgDid=110904&pageId=26

جميع الحقوق محفوظة وحتى لاتتعرض للمسائلة القانونية بسبب مخالفة قانون حماية الملكية الفكرية يجب ذكر :
- المصدر :
شبكة الشموخ الأدبية - الكاتب : عبدالعزيز الفدغوش - القسم : منتدى المقالات والنقد
- رابط الموضوع الأصلي : تجديد التوحيد ؟

توقيع » عبدالعزيز الفدغوش
[flash1=http://www.gamr15.org/up/swfiles/3wt00760.swf]WIDTH=500 HEIGHT=350[/flash1]
عهود المحبة - شمس الشموخ - عهود المحبـة
الشعر العربي الشعر الغزلي الشعر الفصيح الشعر الجاهلي الشعر النبطي أخبار الشعراء
الشعر والشعراء بحور الشعر منتديات الشموخ الأدبية شبكة الشموخ الأدبية الشعر الشعبي الشعر الفصيح
رد مع اقتباس
 

ظ„ظٹظ†ظƒط§طھ - ط¯ط¹ظ… : SEO by vBSEO 3.5.1