الموضوع: مآثر الخرافي ؟
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [1 (permalink)]  
قديم 06-26-2010, 02:55 PM

عبدالعزيز الفدغوش

رئيس مجلس الإدارة
المشرف العام

 بيانات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  عبدالعزيز الفدغوش غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي




 
افتراضي مآثر الخرافي ؟

( 107 ) مدار الأفكار

مآثر الخرافي

يقول الشاعر العربي:

أحسن إلى الناس تستعبد قلوبهم= فطالما استعبد الإنسان إحسـان
وكن على الدهر معوانا لذي أمل= يرجو نداك فان الحـر معـوان

في السادس من سبتمبر عام 1993م وبعد حياة حافلة بالعطاء، ومسيرة مليئة بالإحسان والخيرات على امتداد

التراب الكويتي والعالم العربي والإسلامي، توفى المحسن محمد عبد المحسن الخرافي ورحل عن دنيانا الفانية

ولكنه بقي حيا في القلوب و الوجدان،ولم يرحل من الذاكرة الوطنية التي تطفح بمآثره العظيمة ومواقفه الكبيرة

على مستوى الخليج والوطن العربي، وهو من مواليد منطقة القبلة بمدينة الكويت عام 1919م و ينتمي إلى عائلة

عريقة تعود أصولها إلى منطقة الزلفى في نجد، وعندما بلغ السادسة من عمره التحق بالكُتَّاب لتعلم القرآن الكريم

ومبادئ القراءة والكتابة والحساب، ثم التحق بمدرسة الملا محمد العجيري وفيها أتقن القراءة والكتابة، وتعلَّم

تجويد القرآن الكريم، وفي عام 1928م التحق بالمدرسة الأحمدية ليتلقى تعليماً نظامياً وحصَّل فيها كل ما كان

متاحاً من المهارات التعليمية الأساسية خلال أربع سنوات دراسية، وفي عام 1932م بدأ مسيرة العمل في

التجارة عندما أرسله والده في رحلة تجارية إلى عدن لتدريبه على أصول التجارة، وفيها التحق بمدرسة خاصة

حيث درس بعض العلوم التجارية، كما واصل دراسة اللغة الإنجليزية، وكان في الوقت ذاته يتردد على النادي

العربي في عدن، مما أتاح له الفرصة للاختلاط بالعرب من دول مختلفة ومعايشة الأفكار الجديدة في ذلك الميناء

المنفتح على العالم، وقد استفاد كثيراً من رحلاته التعليمية بين مدارس كراتشي وعدن فارتفع مستواه التعليمي

والثقافي لدرجة لفتت إليه الانتباه وجعلته محط الإعجاب، و في عام 1936م عاد إلى الكويت، ليبدأ مرحلة جديدة

من حياته التجارية وذلك بالعمل إلى جوار والده الذي استقر بالكويت ولم يعد يسافر إلى تجارته في البصرة أو

الهند، ولكنه كان ينيب ابنه عنه للسفر عند الضرورة ,وقد واصل (محمد) رحلاته التجارية الموسمية إلى الهند

لمتابعة تجارة العائلة بعد أن تزوج ابنة التاجر جاسم محمد بودي عام 1938م. وفي أوائل الأربعينيات قرر

الإقامة في الهند فاصطحب معه زوجته وابنيه جاسما وناصراً، وهناك أدخلهما إحدى المدارس بمدينة بومباي

بينما تفرَّغ هو لعمله ,وفي أوائل الخمسينيات عاد إلى الكويت مع أسرته ولكنه استمر في السفر الموسمي إلى

الهند لأمور تتعلق بتجارته,وفي عام 1955م استقر نهائياً في الكويت وترك التجارة مع الهند عندما بدأت أموال

النفط تنعش الاقتصاد الكويتي وتهيمن عليه؛ مما جعل التجارة مع الهند ليست كما كانت عليه من قبل من حيث

الأهمية، لقد كانت تجربة المرحوم محمد الخرافي التجارية موفقة وناجحة بكل المقاييس، فقد عركته الحياة

التجارية منذ بواكير حياته فأتى إليها بجد بحثاً عن المجهول في عوالمها مستلهماً من تجربة والده ما يعينه على

المضي في الطريق الذي سلكه في الحياة وعندما اتسعت رقعة أنشطته التجارية وتنوعت في الفترة التي أعقبت

ظهور النفط وبداية حركة التنظيم والعمران في الكويت، فإنه إلى جانب ذلك كان يدرك أن المال الذي بين يديه

لابد أن يكون فيه نصيب للمحتاج,وصاحب العوز والفاقة مصداقاً لقول الحق سبحانه و تعالى : ( وَالَّذِينَ فِي

أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُوم ٌ * لِلسَّائِلِ وَالْمَحْرُومِ ) ( المعارج:24 - 25) وقوله تعالى: (إن الله لا يُضِيعُ أجْرَ المحسنين)

( التوبة: 120)وعملاً بهذه المعاني القرآنية السامية، كان يفتح بابه لكل محتاج، فلم يرد سائلاً أبداً وقد كان

حريصاً على أن يكون ذلك سراً بينه وبين ربه، حتى لا تعلم شماله ما تنفق يمينه، وقد أوصى – رحمه الله –

ذريته من بعده بالاستمرار في أعمال الخير بالصرف من ثلثه فكان عمله وعمل ذريته من بعده ظاهراً للعيان،

شاهداً على حرصه وحرص ذريته على فعل الخير, وفي كتاب (محسنون من بلدي ) الصادر عن بيت الزكاة

الكويتي جاءت إشراقات كثيرة من أعماله في الخير والبر والإحسان داخل وخارج الكويت منها (عمارة المساجد

وتنظيم مسابقات القرآن، وكفالة الأيتام رعاية المعاقين، ودعم الجمعيات الخيرية والهيئات الإسلامية، وبيوت

القرآن والمدارس والمعاهد ودور نشر العلم، وبناء مساكن للفقراء، وتشييد قاعات المحاضرات والصالات

الرياضية، وتحمل نفقات الحج والعمرة لفقراء المسلمين ) وغيرها كثير، ولم يقتصر دوره الوطني على أزمنة

الرخاء، وإنما تجلى أثناء محنة الغزو الغادر من خلال موقفه الإنساني الرائع الذي تجسد في المسارعة بتقديم

المساعدات العاجلة لعدد من أبناء الكويت في الداخل و الخارج، و تقديم المساعدات الخيرية للمحتاجين في القارة

الأفريقية, كما أسهم في تأسيس اللجنة الشعبية الكويتية لجمع التبرعات كبادرة جديدة للتنظيم الشعبي لدعم القضايا

العربية والإسلامية بالمال؛ والتي تجلى دورها من خلال دعم ثورة التحرير في الجزائر، وكذلك المبادرة لمساعدة

مصر عام 1956 م أثناء تعرضها للعدوان الثلاثي، ولدوره الفاعل في خدمة قضايا الأمة ومساهماته التنموية

الكثيرة فقد نال وسام الاستحقاق من جمهورية مصر العربية. رحم الله نبراس العطاء والإحسان محمد عبد

المحسن الخرافي رحمة واسعة وأسكنه فسيح جناته وجعل الفردوس الأعلى نُزُله ومثواه.


مرحوم يا رمز العطاء والمحامد= والله يبيحك يا الخرافـي محمـد
غيثك ضفى للشعب خارج وصامد=وسيفك من الإحسان ما هو مغمد

.
عبدالعزيز الفدغوش
الأحد, 6 - سبتمبر - 2009
[email protected]
http://www.alwasat.com.kw/Default.aspx?MgDid=120975&pageId=84

جميع الحقوق محفوظة وحتى لاتتعرض للمسائلة القانونية بسبب مخالفة قانون حماية الملكية الفكرية يجب ذكر :
- المصدر :
شبكة الشموخ الأدبية - الكاتب : عبدالعزيز الفدغوش - القسم : منتدى المقالات والنقد
- رابط الموضوع الأصلي : مآثر الخرافي ؟

توقيع » عبدالعزيز الفدغوش
[flash1=http://www.gamr15.org/up/swfiles/3wt00760.swf]WIDTH=500 HEIGHT=350[/flash1]
عهود المحبة - شمس الشموخ - عهود المحبـة
الشعر العربي الشعر الغزلي الشعر الفصيح الشعر الجاهلي الشعر النبطي أخبار الشعراء
الشعر والشعراء بحور الشعر منتديات الشموخ الأدبية شبكة الشموخ الأدبية الشعر الشعبي الشعر الفصيح
رد مع اقتباس
 

ظ„ظٹظ†ظƒط§طھ - ط¯ط¹ظ… : SEO by vBSEO 3.5.1