عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [1 (permalink)]  
قديم 07-03-2010, 12:17 AM

فيلسوف الكويت

إداري
كاتب وإعلامي

 بيانات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  فيلسوف الكويت غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي




 
Angry أربع قصص من فرانز كافكا










أربع قصص من فرانز كافكا

http://www.ahram.org.eg/MediaFiles//..._2010_36_3.jpg



‏(1)‏

كان علي أن أهتم بذلك من قبل‏,‏ كيف أتعامل مع هذه السلالم‏,‏ وما هي علاقة الأشياء ببعضها البعض‏,‏ وماذا علي المرء أن يتوقع‏,‏ وكيف علي أن أستقبلها‏..‏

قلت لنفسي مبررا‏,‏ لم تسمع قط بهذه السلالم من قبل‏,‏ ففي الصحف والكتب ينتقدون باستمرار كل شيء‏,‏

في كل مكان‏..‏ لم تقرأ شيئا عن هذه السلالم‏.‏ قلت لنفسي‏,‏ ربما لم أقرأ بدقة‏,‏ فغالبا ما تكون مشتتا‏,‏

تترك مقاطع كاملة دون قراءة‏,‏ وتكتفي بالعناوين ربما كان هناك شيء ما عن السلالم‏,‏ وأنت لم تلاحظه‏.‏


والآن‏,‏ تحتاج بشدة مالم تلاحظه من قبل‏.‏ وقفت للحظة‏,‏ وفكرت في صعوبة الموقف‏,‏

اعتقد أنني تذكرت أنه من المحتمل أنني قرأت ذات مرة في كتاب من كتب الأطفال عن سلالم تشبه هذه السلالم‏.‏

لم يكن هناك الكثير لقراءته‏,‏ مجرد ذكر عابر لوجود السلالم‏,‏ الشيء الذي لم يكن له أي فائدة علي الإطلاق بالنسبة لي‏.‏





‏(2)‏
عندما وقع الفأر الصغير‏,‏ الذي كان محبوبا بشكل خاص في عالم الفئران ـ ذات ليلة في المصيدة‏,‏

وصرخ صرخة عالية مضحيا بحياته من أجل قطعة دهن‏,‏ انزعجت جميع فئران المنطقة في جحورها وهي تهتز وترتعش‏,‏

تنظر لبعضها البعض بعيون مرتبكة‏,‏ بينما تحتك ذيولها بالأرض‏.‏ توافدت مترددة‏,‏ يتعثر بعضهم ببعض ويصطدم كــــل بالآخر‏,‏

في طريقها لمكان الموت‏.‏ هناك‏,‏ حيث يرقد الفأر الصغير الجميل المحبوب من الجميع‏,‏ وأسلاك المصيدة الحديدية منغرزة في رقبته‏,‏

وساقه النحيلة الوردية مهروسة تماما‏,‏ بحلقوا في الجسد المنهك الضعيف‏,‏ الذي لم يكن يرغب في غير أن يستمتع بقطعة صغيرة من الدهن‏,‏

وعلي جانب المشهد وقف الوالدان بعيدا وحدهما يتأملان بقايا الطفل‏.‏






‏(3)‏
بعد تعيين الأمير الشاب في الحكومة الجديدة بمدة قصيرة‏,‏ وقبل أن يكمل دراسته لأنظمة العفو‏,‏

ذهب ليزور سجينا ما في السجن ـ كما يتوقع عادة ـ سأل الأمير عن السجين الذي قضي أطول مدة في هذا السجن‏,‏

كان رجلا قتل زوجته‏,‏ وحكم عليه بالسجن مدي الحياة‏,‏ خلفه الآن اثنان وثلاثون عاما قضاها في هذا السجن‏,‏

رغب الأمير في أن يراه‏,‏ اقتيد إلي الزنزانة‏,‏ وعلي سبيل الاحتياط قيدوا السجين يومها بالسلاسل‏.‏




‏(4)‏
عند عودتي للبيت في المساء‏,‏ وجدت وسط غرفتي بيضة كبيرة الحجم‏,‏ كبيرة الحجم جدا‏,‏

تقترب في حجمها ببطنها المنتفخة إلي مستوي المنضدة‏,‏ كانت تهتز بهدوء في مكانها‏,‏ أثار ذلك فضولي فأحضرت سكينا وأخذتها بين ساقي‏,‏

وشققتها محاذرا إلي نصفين‏,‏ ما أن شققتها‏,‏ حتي طقطقت القشرة وتساقطت متناثرة في أجزاء صغيرة‏,‏ قفز منها برشاقة طائر صغير يشبه اللقلق‏,‏

عريانا بلا ريش‏,‏ يرفرف بجناحيه القصيرين في الهواء‏,‏ وددت لو سألته‏:‏ ماذا تريد في عالمنا هذا؟

انحنيت علي الأرض لمستوي الطائر ونظرت في عينيه المذعورتين‏,‏ لكنه تركني وابتعد قافزا يتخبط تجاه الحائط وهو يمشي بصعوبة‏,‏

قلت لنفسي‏:‏ سيساعد كل منا الآخر‏,‏ جلست أمام المنضدة‏,‏ وفضضت لفافة عشائي وأشرت إلي الطائر‏,‏ الذي كان يعبث بمنقاره فيما بين كتبي‏.‏

قفز الطائر تجاهي‏,‏ جلس علي المقعد‏..‏ يبدو أنه قد ابتدأ يتعود تدريجيا علي المكان وبنفس متقطع‏,‏ بدأ في نقر شريحة السجق التي وضعتها أمامه‏,‏

التقطها ثم أخرجها من فمه ورمي بها علي الأرض‏.‏ قلت لنفسي‏:‏ كان ذلك خطئا‏,‏ ليس طبيعيا أن يبدأ طائر بأكل السجق فور خروجه من البيضة مباشرة‏..‏

هنا تكون النساء أكثر خبرة‏,‏ اقترب مني‏,‏ إنه من عائلة اللقالق وهذا يعني أنه يحب السمك‏.‏ إنني مستعد أن أحضر له بعض السمك‏,‏ لكن ليس بدون مقابل‏.‏

فقدراتي المالية لا تمكنني من إعالة طائر معي في البيت‏.‏ ولو أنني ضحيت وفعلت ذلك‏,‏ لاحتجت منه في المقابل خدمة علي نفس المستوي من الأهمية‏,‏

تساعدني علي الحياة‏,‏ سوف أهتم بهذا اللقلق وأقدم له الأسماك حتي يكتمل نموه ويصير بالغا‏,‏ مقابل أن يأخذني معه إلي بلاد الجنوب‏.‏

منذ زمن تراودني الرغبة دائما في أن أذهب إلي بلاد الجنوب‏,‏ لكنني لم أتمكن من ذلك‏,‏ نتيجة نقص في أجنحة اللقالق‏.‏ أحضرت في الحال الورق والحبر‏,‏

غمست منقار اللقلق في الحبر دون أدني مقاومة منه‏,‏ وكتبت‏:‏ أنا الطائر من نوع اللقلق‏,‏ أتعهد بأن ألزم نفسي ـ حالة أن تطعمني وتغذيني بالأسماك والضفادع

والديدان أضفت الصنفين الأخيرين‏,‏ لرخص سعرهما حتي أصل لمرحلة البلوغ بأن أحملك علي ظهري وأطير بك إلي بلاد الجنوب‏,‏ مسحت منقاره ونظفته‏,‏

وضعت الورقة أمام عيني اللقلق‏,‏ ثم طبقتها ووضعتها في حقيبتي‏.‏ وهرولت في التو لشراء السمك‏,‏ كان علي أن أدفع سعرا مرتفعا هذه المرة‏,‏ بعد أن وعدني

بائع السمك أنه سوف يحتفظ لي في الأيام المقبلة بالأسماك التي علي وشك الفساد‏,‏ وبالكثير من الديدان رخيصة السعر‏.‏

وهكذا تبدو أن الرحلة إلي الجنوب لن تكون مرتفعة التكاليف‏.‏




كنت أشعر بالسعادة‏,‏ وأنا أشاهد كيف يستمتع اللقلق بما أحضره له‏.‏ وكان يلتهم السمك بشراهة إلي أن تمتليء بطنه الوردية الصغيرة‏.‏

يوما بعد يوم‏,‏ كان الطائر يتقدم في نموه بشكل واضح‏.‏ ومع أن رائحة السمك النتنة‏,‏ التي لا تحتمل لم تبرح غرفتي‏,‏

ولم يكن سهلا علي أن أقوم باستمرار بالبحث عن بزق اللقلق وكنسه‏,‏ كما أن برد الشتاء ونار الفحم للتدفئة يحرمانني من تهوية الغرفة كما ينبغي‏,‏

يوم ما سيأتي الربيع وأسبح في الهواء العليل بالجنوب المشرق كما يحلو لي‏.‏ نما جناحا اللقلق‏,‏ وغطاهما الريش‏,‏ واكتنزت العضلات‏,‏

وحان الوقت لأن نبدأ التدريب علي الطيران‏.‏


لم تكن هناك أم للقلق لتساعده‏,‏ ولم تكن تدريباتي كافية‏,‏ فكان يعوض النقص في قدراتي كمدرب بتركيزه الشديد واهتمامه الزائد‏..‏

ابتدأنا بالطيران الشراعي‏.‏ صعدت تبعني‏,‏ قفزت بذراعين مفتوحتين مشدوتين‏,‏ وهو يرفرف ورائي‏.‏

وأخيرا ذهبنا إلي المائدة ثم إلي الدولاب‏,‏ بينما كان الجناحان متسقين منتظمين‏,‏ وكررنا ذلك مرارا‏.‏



Hvfu rww lk tvhk. ;ht;h lvju tvhk. rww ;ht;h

جميع الحقوق محفوظة وحتى لاتتعرض للمسائلة القانونية بسبب مخالفة قانون حماية الملكية الفكرية يجب ذكر :
- المصدر :
شبكة الشموخ الأدبية - الكاتب : فيلسوف الكويت - القسم : منتدى القصص والروايات
- رابط الموضوع الأصلي : أربع قصص من فرانز كافكا

رد مع اقتباس
 

ظ„ظٹظ†ظƒط§طھ - ط¯ط¹ظ… : SEO by vBSEO 3.5.1