![]() |
رد: المهايط ؟؟؟ http://t3.gstatic.com/images?q=tbn:A...wYOl9_pTKuwNFA مرض المهايطة د. صالح بن عبدالمحسن الشمري قبل البدء في هذا المقال لابد أن يعرف القارئ معنى كلمة (المهايطة)، فهذه الكلمة معناها في اللغة العربية، كما جاء في تفسير كتاب لسان العرب لابن منظور هي (الصياح والجلبة) وقد لا يكون معناها مباشرا لنفس المفهوم الدارج في مجتمعنا بالوقت الحاضر، ولكن من معناها السابق يتضح لنا أنها رفع الصوت ولفت نظر الآخرين للمتحدث وهذا هو تعريف المهايطة. والمهايطة الصفة منها للشخص مهايطي وهو الذي يبالغ بالكلام، وقد يتعدى ذلك إلى عمل حركات ومجهودات تكون واضحة للعيان يعني باختصار باللهجة الدارجة (شوفوني) أني أنا البطل الذي لا يُشق له غبار ودائماً يتحدث عن نفسه وعن بطولاته وحال لسانه يقول أنا عملت، فعلت، ذهبت، قابلت، أنهيت إلى آخره. على العموم المهايطة مرض معد وخطير جداً للذي ليس لديه مناعة تربوية في سنوات صباه الأولى، والذي ينشأ في عائلة مهايطية فحتماً سيكون مهايطاً محترفاً إلا من هدى الله وطبعا سيكون هذا المهايطي لديه أساليب مبتكرة تناسب العصر والوقت الذي يعيشه. وبصفة المهايطي التي يتقمصها ذلك الفتى تأتي بالعامية من قبل (خلك ذيب) وبعدها تصبح جزءاً من شخصيته ويتأثر بها وبالتالي يمتد التأثير على بقية العائلة والأقرباء واحداً تلو الآخر. وتختلف المجتمعات في تركيبتها الاجتماعية بالنسبة لقبول المهايطة من عدمه، وقد يكون هذا المرض متفشيا بقوة من الصغير إلى الكبير في بعض المجتمعات، ويعتبر أعيان المجتمع لهم دور يساعد على تغلغل وانتشار المهايطة بعبارات وشعارات بدايتها (خلك مع أول الرجاجيل) وتنتهي بمرض (أنا ذيبان). ومن الأدوات التي تستخدمها المجتمعات التي تتصف بالمهايطة الكرم الباظخ الذي ليس له مبرركما شاهدنا بعض الصور المؤلمة والمخجلة التي بها يقدم الطعام بأوان تتسع لعدد كبير من الإبل والأغنام بشكل إسرافي ليس لسد الجوع ولكن للمباهاة والتفاخر، وعلى سبيل المثال قصة رواها لي أحد الأصدقاء الثقات وهو يعرف الشخص الذي تدور حوله القصة معرفة تامة، والقصة هي أن ذلك الشخص قد اشترى سيارة بالتقسيط وباعها لكي يستطيع القيام بحفلة لدعوة شخص آخر ردًا لدعوة سابقة قد قام بها ذلك الشخص وقدم من الطعام الشيء الذي يفوق ما قدم له، وليس ذلك إلا لكي يقال ذبح من الذبائح العدد الفلاني تكريماً لذلك الشخص، هل هذا يسمى كرماً؟ طبعا لا، فهو مهايطة مئة بالمئة. والمهايطي له أساليب كثيرة في ممارسة المهايطة منها الإكثار من الترحيب بشكل غير طبيعي وبزيادة غير مقبولة حتى إن المرحب به يحس بذلك، وفي بعض الأحيان إذا كان المرحب به متمرسا في المهايطة، فالحديث ذو شجون، فتلك هي المعركة بعينها وذلك لأن مختصا قابل مختصا فأصبح الجو كله صياحا وجلبة. ومن الأساليب الأخرى أسلوب معرفة الأشخاص ومثلا ذلك إذا ذكر أحد المشاهير أمامه فإنه سوف يدعي معرفته معرفة تامة ويقول هذا (رفيقي وأمون عليه ترى عندي) فالمستمع الصادق يرسخ في ذهنه أن هذا الرجل ليس سهلاً وله علاقات قوية وهذا ما يريده المهايطي، والحقيقة أنه قد قابله في مناسبة عامة ولم يتحدث معه فأصبح صديقا حميما!!!!. ومن الأمثلة الأخرى أسلوب المهايطة بالإيحاء، ومنها أن يقول المهايطي ذهبنا إلى إبل الوالد فالمستمع يحسب أنها بالمئات وفي الحقيقة هي لا تتعدى عدد الثلاثة، أو أسلوب لبس (البشت الزري العريض) ويقال لك هذا شيخ الشمل فلان وبالمناسبة (البشت سلفة) أو هدية بالغصب أعني (شحاذه) وتجده يتحدث عن (طويل العمر) لقد اتصل بي واتصلت به وأيقظته من النوم وعمل لي الحاجة الفلانية وما إلى ذلك من الأشياء الأخرى، بينما شيخ الشمل الحقيقي يرزح تحت وطأة الحاجة والدين، لأنه باختصار غير مهايطي وذي خُلق طيب وأصل. وهنالك نوع آخر من المهايطة وهذا يعتبر أخف ولكن مازال يصنف كمرض، هو حينما تقابل شخصاً تعرفه ويقوم بدعوتك لزيارته ويقول لك زرنا (بالمخيم شب نار وعلوم رجال) ويتبادر إلى ذهنك نوعية (المخيم) الكبير ذي الأنوار الكاشفة ولكن في الواقع تجده خيمتين واحدة للحارس وكلها إيجار وقس على ذلك. وطبعاً في هذا الزمن انقلبت الموازين فالرجل الصادق الأمين أصبح في المجتمع رجلا يطلق عليه بالعامية (ما عندك أحد) والرجل الكذاب يتصف بالمهايطة أصبح بلسان العامة (ذيبان) ولاسيما ونحن في عصر الإعلام المفتوح وفي القرية الصغيرة التي سرعان ما ينتشر خبر المهايطي بسرعة البرق ويصل إلى كل بيت. وتركيبة المهايطي الخلقية تناقض مبادئ الصدق وتنافي الدين الإسلامي ويعمل عكساً لقول الله سبحانه وتعالى{ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لِمَ تَقُولُونَ مَا لَا تَفْعَلُونَ كَبُرَ مَقْتاً عِندَ اللَّهِ أَن تَقُولُوا مَا لَا تَفْعَلُونَ}. وفي هذا السياق فإن الإنسان الذي ينتحل صفة المهايطة هو في الحقيقة يتصف بالكذب وهو الصفة غير محمودة لا في الدين ولا في عادات العرب، فعلى الشخص الذي يمارس المهايطة وهو الكذب بعينه أن يتق الله ويفكر في الآية السابقة ويجعلها نبراساً له لكي يتجنب هذا المرض الخطير. وفي الختام نسأل الله أن يعافي كل مهايطي من هذا المرض الخطير وألا يبتلينا بهذا المرض وأسأل الله أن يصبح المجتمع مجتمعاً خالياً من الكلام والتهريج غير المفيد وأن نعمل للعمل وليس لإرضاء الآخرين. انتهى المقال |
الساعة الآن 09:33 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
ظ„ظٹظ†ظƒط§طھ -
ط¯ط¹ظ… : SEO by vBSEO 3.5.1 Trans by
Coordination Forum √ 1.0 By:
мộнαηηαď © 2011