![]() |
رد: مواقف وطرائف وفوائد لغوية ونحوية ( 2 ) 4-إنكار المعروف موجود في كل شئ ، وبعض النفوس عندما تمتلك ما افتقدته يوما تغتر بما استحوذت وتتظاهر بعنجهية المتغطرس ، وتتعجرف وتزهو على كل من دونها وتنسى ماذا كانت قبل وما آلت إليه .. في هذه القصيدة الطريفة الظريفة يصور لنا الشاعر جانبا من هذا المعنى مع مهنة يتقنها بعض الناس : أعلمه النجارة كل يوم ... فلما دق مسمارا تجبر وكم علمته صنع الكراسي ... فلما نال أجرتها تكبر وظن بأنه أضحى غنيا ... يحوز (فلوس) قارون وأكثر يسير بشارعي يختال زهوا ... ويحسب نفسه يا قوم عنتر وينظر للفقير بعين نقص ... كأن فقيرنا في الناس منكر ولا يلقي السلام على جلوس ... ولا يرعى كبيرا أو يوقّر ولا يحنو على طفل صغير ... ولا سنا ولا علما يقدر كأن الناس كلهم عبيد ... لديه وأنه في الناس قيصر وجئت إليه يوما في سؤال ... فدار بوجهه عني وكشّر فقلت نسيت تعليما قديما ... فكذب ما أقول له وأنكر فعدت إلى دياري في ضميري ... أقول بأن عمر البغي أقصر وبعد مرور أيام وبينا ... أسير ببلدتي والجو ممطر رأيت بشارعي صخب كبير ... فجئت لأنظر الأمر المحير فقابلني صديق قال مهلا ... فعندي خبر ذاك الأمر واصبر فلان ذلك المغرور دوما ... مورّد كل مخزية ومصدر لقد لعب القمار مع الرفاق ... وأسرف في تناول كل مسكر فأسلمه القمار إلى ديون ... وقد ألقى عليه القبض عسكر وأودع في السجون رهين ذل ... وربع فلوسه ـ ذا اليوم ـ أقفر فعدت أقول في نفسي بحزن ... (ومن يطغى فإن الله أكبر) |
رد: مواقف وطرائف وفوائد لغوية ونحوية ( 2 ) 5- عالم في مستشفى المجانين : قال أبو بكر بن الأنباري: دخلت البيمارستان بباب المحول، فسمعت صوت رجل في بعض البيوت، يقرأ: (أو لم يروا كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده) ، فقال: أنا لا أقف إلاّ على قوله تعالى: (كيف يبدئ الله الخلق) ، فأقف على ما عرفه القوم وأقروا به، لأنهم لم يكونوا يقرون بإعادة الخلقٍ، وابتدئ بقوله: (ثم يعيده) ليكون خبراً، وأما قراءة علي بن أبي طالب عليه السلام: (وادَّكر بعد أمة ) ، فهو وجه حسن، والأمة: النسيان. وأما أبو بكر بن مجاهد فهو إمام في القراءة، وأما قراءة ابن شنبوذ: (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم) فخطأ، لأن الله تعالى قد قطع لهم بالعذاب، في قوله تعالى: ( إن الله لا يغفر أن يشرك به) ؛ قال: فقلت لصاحب البيمارستان: من هذا الرجل؟ قال: إبراهيم الموسوس، مجنون، فقلت: ويحك! هذا أبي بن كعب، افتح الباب عنه، ففتحه عنه، فإذا أنا برجل منغمس في النجاسة والأدهم في رجليه، فقلت: السلام عليكم، فقال: كلمة مقولة، فقلت: ما منعك من رد السلام علي؟ قال: السلام أمان، وإني أريد أن امتحنك، ألست تذكر اجتماعنا عند أبي العباس - يعني ثعلباً- في يوم كذا- وعرفني ما ذكرته، وإذا به رجل من أفاضل أهل العلم، فقال: هذا الذي تراني فيه منغمساً، ما هو؟ قلت: الخرء. قال: وما جمعه؟ قلت: خروء، قال: صدقت، وأنشد: كأن خروء الطير فوق رؤوسهم ثم قال: أما والله لو لم تخبرني بالصواب لأطعمتك منه، فقلت: الحمد لله الذي أنجاني منك. وتركته وانصرفت. انظر : نزهة الألباء في طبقات الأدباء لأبي البركات الأنباري ص201- 202. |
رد: مواقف وطرائف وفوائد لغوية ونحوية ( 2 ) 6- يقولون : ( لا تكسر الصحاح, ولا تفتح الخِزانة ) أي :كتاب "الصَّحَاح" للجوهري - بالفتح- . وكتاب "خِزانة الأدب" للبغدادي - بالكسر-. الإفادات والإنشادات, للشاطبي (ص:141). |
رد: مواقف وطرائف وفوائد لغوية ونحوية ( 2 ) 7-ومن الغرائب : قال الأصمعي: جاءت جاريةٌ من العرب إلى قوم منهم فقالت: تقول لكم مولاتي: أعطوني نَفْساً أو نَفْسَين أمْعَس به مَنيئتي فإني أَفِدَة أي مُسْتَعجلة.( إصلاح المنطق لابن السكيت ص 67 ) و ( المزهر للسيوطي 1 / 108 ) . |
رد: مواقف وطرائف وفوائد لغوية ونحوية ( 2 ) 8- ومن النقد اللاذع قول أبي العباس الكورائي يهجو الأستاذ ابن ياسمين: إست الحبارى ورأس النسر بينهما * لون الغراب وأنفاس من الجعل خذها إليك بحكم الوزن أربعة * كالنعت والعطف والتوكيد والبدل فأجابه ابن الياسمين بقوله: يا أعرق الناس في نسل اليهود ومن * تأبى شمائله التفصيل للجمل خذها بحكم اجتماع الذم واحدة * تغني عن العطف والتوكيد والبدل أنظر : الغصون اليانعة في محاسن شعراء المائة السابعة لأبي الحسن الأندلسي ( ص 46 ) . |
رد: مواقف وطرائف وفوائد لغوية ونحوية ( 2 ) 9-يحكى أن أبا بكر بن الأنباري حضر مع جماعة من العدول؛ ليشهدوا على إقرار رجل، فقال أحدهم للمشهود عليه: ألا نشهد عليك؟ فقال: نعم، فشهد عليه الجماعة، وامتنع ابن الأنباري، وقال: إن الرجل منع أن يشهد عليه بقوله: نعم؛ لأن تقديره جوابه: "لا تشهدوا علي"، لأن حكم "نعم" أن يرفع الاستفهام، ولهذا قال ابن عباس في قوله تعالى:] ألست بربكم قالوا بلى [، ولو أنهم قالوا: "نعم" لكفروا، لأن حكم "نعم" أن يرفع الاستفهام، فلو قالوا: "نعم"، لكان التقدير: نعم لست ربنا، وهذا كفر، وإنما دل على إيمانهم قولهم: "بلى"، لأن معناها يدل على رفع النفي، فكأنهم قالوا: أنت ربنا، لأن "أنت" بمنزلة التاء التي في "ألست".انظر : نزهة الألباء في طبقات الأدباء لأبي البركات الأنباري ص 202 ودرة الغواص في أوهام الخواص للحريري ص 235 . |
رد: مواقف وطرائف وفوائد لغوية ونحوية ( 2 ) 10-قال الإمام اللغوي أبو عبد الله بن محمد بن الطيب الفاسي، في كتابه "نشر الانشراح من روض طي الاقتراح" بتحقيق الأستاذ الدكتور محمود يوسف فجال- ( ج2 - ص867) وقد أحال إلى التصريح (2/ 271) وحاشية الصبان على شرح الأشموني (4/ 61) : يعتبر التذكير والتأنيث مع الجمع بحال مفرده؛ فإن كان مفرده مذكرا أنث عدده، وإن كان مؤنثا ذكر، نحو: ثلاثة إصطبلات وثلاثة حمامات، بالتاء فيهما اعتبارا بالإصطبل والحمام؛ فإنهما مذكران. ولا يقال: ثلاث - بترك التاء اعتبارا بالجمع، خلافا للبغداديين والكسائي؛ فإنهم يجوزون مراعاة الجمع كما يجوزون مراعاة المفرد. قال الشيخ خالد الأزهري : " والتذكير والتأنيث يعتبران مع الجمع بحال مفرده؛ فإن كان مفرده مذكرا أنث عدده، وإن كان مؤنثا ذكر، فلذلك تقول: ثلاثة إصطبلات جمع إصطبل بقطع الهمزة المكسورة وثلاثة حمامات جمع حمام بتشديد الميم, بالتاء فيهما اعتبارا بالإصطبل والحمام؛ فإنهما مذكران. ولا تقل: ثلاث- بتركها اعتبارا بالجمع، خلافا للبغداديين والكسائي, ونقل سيبويه والفراء أن كلام العرب على خلاف ذلك, وتقول ثلاث سحابات بترك التاء اعتبارا بالسحابة فإنها مؤنثة ... ". أنظر : ( شرح التصريح 2/ 451-452 ) . |
رد: مواقف وطرائف وفوائد لغوية ونحوية ( 2 ) 11- ومن الغرائب : غزت حنيفة نميرا فانتصفوا منهم، فقيل لرجل منهم: كيف صنع قومك؟ فَقَالَ: احتثوا كل جمالية عيرانة فَمَا زَالُوا يخصفون أَخْفَاف المطىء بحوافر الْخَيل حَتَّى أَدْركُوهُم بعد ثَالِثَة فَجعلُوا المُرَّان أرشية الْمَوْت فاستقوا بهَا أَرْوَاحهم. غريب الحديث لابن قتيبة ( 2/ 206 ) و عيون الأخبار لابن قتيبة ( 1/ 266 ) و زهر الآداب وثمر الألباب لأبي إسحاق الحُصري القيرواني ( 4 / 1147 ) . |
الساعة الآن 08:45 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
ظ„ظٹظ†ظƒط§طھ -
ط¯ط¹ظ… : SEO by vBSEO 3.5.1 Trans by
Coordination Forum √ 1.0 By:
мộнαηηαď © 2011