![]() |
مواقف وطرائف وفوائد لغوية ونحوية ( 2 ) حمدا لله وصلاة على رسوله وبعد : كنت قد نشرت قبل جزءا من مواقف وطرائف وفوائد لغوية ونحوية ، وهذا جزء ثان ننشره اطرادا إن شاء الله تعالى .. وكتبه أحمد مصطفى كامل .. |
رد: مواقف وطرائف وفوائد لغوية ونحوية ( 2 ) 1- كان محمد بْن الحسن الفقيه ابن خالة الفراء، وكان الفراء يوما عنده جالسا، فقال الفراء: قل رجل أمعن النظر في باب من العلم فأراد غيره إلا سهل عليه، فقال له مُحَمَّد: يا أبا زكريّا، فأنت الآن قد أمعنت النظر في العربية فنسألك عن باب من الفقه ؟ قال: هات على بركة اللَّه. قال: ما تقول في رجل صلى وسها فسجد سجدتي السهو فسها فيهما ؟ ففكر الفراء ساعة، ثم قَالَ: لا شيء عَلَيْهِ قال له محمد: ولم؟ قال: لأن التصغير عندنا لا تصغير له وإنما السجدتان تمام الصلاة فليس للتمام تمام . فقال محمد: ما ظننت أن آدميا يلد مثلك .تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ( 16/224) و المنتظم في تاريخ الأمم والملوك لابن الجوزي ( 10/180) ومعجم الأدباء لياقوت الحموي ( 1/17) و وفيات الأعيان وأنباء أبناء الزمان لابن خلكان ( 6/179) و إنباه الرواة على أنباه النحاة للقفطي (4/19-20) . |
رد: مواقف وطرائف وفوائد لغوية ونحوية ( 2 ) تسلم الايادي علي المجهود |
رد: مواقف وطرائف وفوائد لغوية ونحوية ( 2 ) الرائع أحمد مصطفى كامل عودا حميدا ويوما سعيدا وبوركت جهودك المميزة |
رد: مواقف وطرائف وفوائد لغوية ونحوية ( 2 ) اقتباس:
|
رد: مواقف وطرائف وفوائد لغوية ونحوية ( 2 ) اقتباس:
|
رد: مواقف وطرائف وفوائد لغوية ونحوية ( 2 ) 2- ومن الغرائب : عن علي بن أبي طالب رضي الله عنه قال : "لا تكونوا عُجُلاً مذاييع بُذُرًا، فإن من ورائكم بلاءً مبرِّحًا مُمْلِحًا – وفي بعض الطرق:مُكْلِحًا - وأمورًا متماحِلةً رُدُحًا". أخرجه البخاري في الأدب المفرد (1/ 169) وصححه الألباني. قلت ( أحمد ) : والمعنى : عُجُلاً: من العجلة، أي لا تكونوا عجولين. مذاييع: جمع مذياع، وهو من أذاع الشيء. بُذُرًا: الذي لا يستطيع كتم سرَّه، وهو جمع بَذور وبَذير. مُبَرِّحًا: أي البَرْح هو الشدة والشر، والمعنى أنه أمر شديد شره. مُمْلِحًا: الملحة لجة البحر، فكأن المعنى: بلاءٌ شديدٌ شرُّه واسعٌ انتشارُه. مُكْلِحًا: أي يجعل الناس كالحين؛ أي عابسين. مُتماحِلَة: الممحالة: القوة والشدة والإهلاك رُدُحًا: الفتن الثقيلة العظيمة. |
رد: مواقف وطرائف وفوائد لغوية ونحوية ( 2 ) 3- يُروى - في قصص متفاوتة - أَنَّ الجِنَّ قالت : وقَبرُ حَربٍ بمكانٍ قَفرٍ -- ولَيسَ قُربَ قَبرِ حَربٍ قَبرُ قالوا : ومِن الدليلِ على ذلك - أنّ هذا البيت مِن أشعار الجن - أنَّ أحداً لا يَستَطيعُ أنْ يُنشِدَه ثَلاثُ مَرّاتِ مُتَّصِلةٍ ولا يُتَعتِعُ فيه – مع عدم تسليمي بذلك - . وأحدُ القصص الغريبة التي تَذكُرُ أصلَ هذا البيت أن أمية كان مصحوبا تبدو له الجن، فخرج في عير من قريش، فمرت بهم حية فقتلوها، فاعترضت لهم حية أخرى تطلب بثأرها، وقالت: قتلتم فلانا! ثم ضربت الأرض بقضيب، فنفرت الإبل فلم يقدروا عليها، إلا بعد عناء شديد، فلما جمعوها، جاءت فضربت ثانية فنفرت، فلم يقدروا عليها إلا بعد نصف الليل، ثم جاءت فضربت ثالثة فنفرتها، فلم يقدروا عليها حتى كادوا أن يهلكوا بها عطشا وعناء، وهم في مفازة لا ماء فيها. فقالوا لأمية: هل عندك من حيلة؟ قال: لعلها. ثم ذهب حتى جاوز كثيبا، فرأى ضوء نار على بعد فاتبعه حتى أتى على شيخ في خباء، فشكا إليه ما نزل به وبصحبه، وكان الشيخ جنيا، فقال: اذهب فإن جاءتكم فقولوا: باسمك اللهم سبعا. فرجع إليهم وقد أشرفوا على الهلكة فأخبرهم بذلك فلما جاءتهم الحية قالوا ذلك، فقالت: تبا لكم من علمكم هذا؟ ثم ذهبت. وأخذوا إبلهم وكان فيهم حرب بن أمية بن عبد شمس، جد معاوية بن أبي سفيان، فقتله الجن بعد ذلك بثأر الحية المذكورة وقالوا فيه: وقبر حرب بمكان قفر ... وليس قرب قبر حرب قبر انظر :حياة الحيوان الكبرى لأبي البقاء الدميري ( 2/243). هذا والله أعلم بمدى مصداقية تلك الروايات من عدمها . |
رد: مواقف وطرائف وفوائد لغوية ونحوية ( 2 ) 4-إنكار المعروف موجود في كل شئ ، وبعض النفوس عندما تمتلك ما افتقدته يوما تغتر بما استحوذت وتتظاهر بعنجهية المتغطرس ، وتتعجرف وتزهو على كل من دونها وتنسى ماذا كانت قبل وما آلت إليه .. في هذه القصيدة الطريفة الظريفة يصور لنا الشاعر جانبا من هذا المعنى مع مهنة يتقنها بعض الناس : أعلمه النجارة كل يوم ... فلما دق مسمارا تجبر وكم علمته صنع الكراسي ... فلما نال أجرتها تكبر وظن بأنه أضحى غنيا ... يحوز (فلوس) قارون وأكثر يسير بشارعي يختال زهوا ... ويحسب نفسه يا قوم عنتر وينظر للفقير بعين نقص ... كأن فقيرنا في الناس منكر ولا يلقي السلام على جلوس ... ولا يرعى كبيرا أو يوقّر ولا يحنو على طفل صغير ... ولا سنا ولا علما يقدر كأن الناس كلهم عبيد ... لديه وأنه في الناس قيصر وجئت إليه يوما في سؤال ... فدار بوجهه عني وكشّر فقلت نسيت تعليما قديما ... فكذب ما أقول له وأنكر فعدت إلى دياري في ضميري ... أقول بأن عمر البغي أقصر وبعد مرور أيام وبينا ... أسير ببلدتي والجو ممطر رأيت بشارعي صخب كبير ... فجئت لأنظر الأمر المحير فقابلني صديق قال مهلا ... فعندي خبر ذاك الأمر واصبر فلان ذلك المغرور دوما ... مورّد كل مخزية ومصدر لقد لعب القمار مع الرفاق ... وأسرف في تناول كل مسكر فأسلمه القمار إلى ديون ... وقد ألقى عليه القبض عسكر وأودع في السجون رهين ذل ... وربع فلوسه ـ ذا اليوم ـ أقفر فعدت أقول في نفسي بحزن ... (ومن يطغى فإن الله أكبر) |
رد: مواقف وطرائف وفوائد لغوية ونحوية ( 2 ) 5- عالم في مستشفى المجانين : قال أبو بكر بن الأنباري: دخلت البيمارستان بباب المحول، فسمعت صوت رجل في بعض البيوت، يقرأ: (أو لم يروا كيف يبدئ الله الخلق ثم يعيده) ، فقال: أنا لا أقف إلاّ على قوله تعالى: (كيف يبدئ الله الخلق) ، فأقف على ما عرفه القوم وأقروا به، لأنهم لم يكونوا يقرون بإعادة الخلقٍ، وابتدئ بقوله: (ثم يعيده) ليكون خبراً، وأما قراءة علي بن أبي طالب عليه السلام: (وادَّكر بعد أمة ) ، فهو وجه حسن، والأمة: النسيان. وأما أبو بكر بن مجاهد فهو إمام في القراءة، وأما قراءة ابن شنبوذ: (إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم) فخطأ، لأن الله تعالى قد قطع لهم بالعذاب، في قوله تعالى: ( إن الله لا يغفر أن يشرك به) ؛ قال: فقلت لصاحب البيمارستان: من هذا الرجل؟ قال: إبراهيم الموسوس، مجنون، فقلت: ويحك! هذا أبي بن كعب، افتح الباب عنه، ففتحه عنه، فإذا أنا برجل منغمس في النجاسة والأدهم في رجليه، فقلت: السلام عليكم، فقال: كلمة مقولة، فقلت: ما منعك من رد السلام علي؟ قال: السلام أمان، وإني أريد أن امتحنك، ألست تذكر اجتماعنا عند أبي العباس - يعني ثعلباً- في يوم كذا- وعرفني ما ذكرته، وإذا به رجل من أفاضل أهل العلم، فقال: هذا الذي تراني فيه منغمساً، ما هو؟ قلت: الخرء. قال: وما جمعه؟ قلت: خروء، قال: صدقت، وأنشد: كأن خروء الطير فوق رؤوسهم ثم قال: أما والله لو لم تخبرني بالصواب لأطعمتك منه، فقلت: الحمد لله الذي أنجاني منك. وتركته وانصرفت. انظر : نزهة الألباء في طبقات الأدباء لأبي البركات الأنباري ص201- 202. |
رد: مواقف وطرائف وفوائد لغوية ونحوية ( 2 ) 6- يقولون : ( لا تكسر الصحاح, ولا تفتح الخِزانة ) أي :كتاب "الصَّحَاح" للجوهري - بالفتح- . وكتاب "خِزانة الأدب" للبغدادي - بالكسر-. الإفادات والإنشادات, للشاطبي (ص:141). |
رد: مواقف وطرائف وفوائد لغوية ونحوية ( 2 ) 7-ومن الغرائب : قال الأصمعي: جاءت جاريةٌ من العرب إلى قوم منهم فقالت: تقول لكم مولاتي: أعطوني نَفْساً أو نَفْسَين أمْعَس به مَنيئتي فإني أَفِدَة أي مُسْتَعجلة.( إصلاح المنطق لابن السكيت ص 67 ) و ( المزهر للسيوطي 1 / 108 ) . |
رد: مواقف وطرائف وفوائد لغوية ونحوية ( 2 ) 8- ومن النقد اللاذع قول أبي العباس الكورائي يهجو الأستاذ ابن ياسمين: إست الحبارى ورأس النسر بينهما * لون الغراب وأنفاس من الجعل خذها إليك بحكم الوزن أربعة * كالنعت والعطف والتوكيد والبدل فأجابه ابن الياسمين بقوله: يا أعرق الناس في نسل اليهود ومن * تأبى شمائله التفصيل للجمل خذها بحكم اجتماع الذم واحدة * تغني عن العطف والتوكيد والبدل أنظر : الغصون اليانعة في محاسن شعراء المائة السابعة لأبي الحسن الأندلسي ( ص 46 ) . |
رد: مواقف وطرائف وفوائد لغوية ونحوية ( 2 ) 9-يحكى أن أبا بكر بن الأنباري حضر مع جماعة من العدول؛ ليشهدوا على إقرار رجل، فقال أحدهم للمشهود عليه: ألا نشهد عليك؟ فقال: نعم، فشهد عليه الجماعة، وامتنع ابن الأنباري، وقال: إن الرجل منع أن يشهد عليه بقوله: نعم؛ لأن تقديره جوابه: "لا تشهدوا علي"، لأن حكم "نعم" أن يرفع الاستفهام، ولهذا قال ابن عباس في قوله تعالى:] ألست بربكم قالوا بلى [، ولو أنهم قالوا: "نعم" لكفروا، لأن حكم "نعم" أن يرفع الاستفهام، فلو قالوا: "نعم"، لكان التقدير: نعم لست ربنا، وهذا كفر، وإنما دل على إيمانهم قولهم: "بلى"، لأن معناها يدل على رفع النفي، فكأنهم قالوا: أنت ربنا، لأن "أنت" بمنزلة التاء التي في "ألست".انظر : نزهة الألباء في طبقات الأدباء لأبي البركات الأنباري ص 202 ودرة الغواص في أوهام الخواص للحريري ص 235 . |
رد: مواقف وطرائف وفوائد لغوية ونحوية ( 2 ) 10-قال الإمام اللغوي أبو عبد الله بن محمد بن الطيب الفاسي، في كتابه "نشر الانشراح من روض طي الاقتراح" بتحقيق الأستاذ الدكتور محمود يوسف فجال- ( ج2 - ص867) وقد أحال إلى التصريح (2/ 271) وحاشية الصبان على شرح الأشموني (4/ 61) : يعتبر التذكير والتأنيث مع الجمع بحال مفرده؛ فإن كان مفرده مذكرا أنث عدده، وإن كان مؤنثا ذكر، نحو: ثلاثة إصطبلات وثلاثة حمامات، بالتاء فيهما اعتبارا بالإصطبل والحمام؛ فإنهما مذكران. ولا يقال: ثلاث - بترك التاء اعتبارا بالجمع، خلافا للبغداديين والكسائي؛ فإنهم يجوزون مراعاة الجمع كما يجوزون مراعاة المفرد. قال الشيخ خالد الأزهري : " والتذكير والتأنيث يعتبران مع الجمع بحال مفرده؛ فإن كان مفرده مذكرا أنث عدده، وإن كان مؤنثا ذكر، فلذلك تقول: ثلاثة إصطبلات جمع إصطبل بقطع الهمزة المكسورة وثلاثة حمامات جمع حمام بتشديد الميم, بالتاء فيهما اعتبارا بالإصطبل والحمام؛ فإنهما مذكران. ولا تقل: ثلاث- بتركها اعتبارا بالجمع، خلافا للبغداديين والكسائي, ونقل سيبويه والفراء أن كلام العرب على خلاف ذلك, وتقول ثلاث سحابات بترك التاء اعتبارا بالسحابة فإنها مؤنثة ... ". أنظر : ( شرح التصريح 2/ 451-452 ) . |
رد: مواقف وطرائف وفوائد لغوية ونحوية ( 2 ) 11- ومن الغرائب : غزت حنيفة نميرا فانتصفوا منهم، فقيل لرجل منهم: كيف صنع قومك؟ فَقَالَ: احتثوا كل جمالية عيرانة فَمَا زَالُوا يخصفون أَخْفَاف المطىء بحوافر الْخَيل حَتَّى أَدْركُوهُم بعد ثَالِثَة فَجعلُوا المُرَّان أرشية الْمَوْت فاستقوا بهَا أَرْوَاحهم. غريب الحديث لابن قتيبة ( 2/ 206 ) و عيون الأخبار لابن قتيبة ( 1/ 266 ) و زهر الآداب وثمر الألباب لأبي إسحاق الحُصري القيرواني ( 4 / 1147 ) . |
رد: مواقف وطرائف وفوائد لغوية ونحوية ( 2 ) 12-حكى الدوري قال: كان أَبُو يُوسُف يقع فِي الكسائي ويقول: أيش يحسن؟ إنما يحسن شيئا من كلام العرب، فبلغ الكسائي ذلك، فالتقيا عند الرشيد، وكان الرشيد يعظم الكسائي لتأديبه إياه. فقال لأبي يُوسُف: يا يعقوب أيش تقول فِي رجل قَالَ لامرأته أنت طالق طالق طالق؟ قَالَ واحدة. قَالَ: فإن قَالَ لها أنت طالق، أو طالق، أو طالق؟ قَالَ واحدة. قَالَ فإن قَالَ لها أنت طالق، ثم طالق، ثم طالق؟ قَالَ واحدة. قَالَ فإن قَالَ لها أنت طالق، وطالق، وطالق؟ قال واحدة. قال الكسائي يا أمير المؤمنين أخطأ يعقوب فِي اثنتين، وأصاب في اثنتين، أما قوله أنت طالق طالق طالق فواحدة لأن الثنتين الباقيتين تأكيد، كما يقول أنت قائم قائم قائم،وأنت كريم كريم كريم. وأما قوله أنت طالق أو طالق، أو طالق، فهذا شك وقعت الأولى التي تُتَيَقَّن، وأما قوله طالق ثم طالق ثم طالق فثلاث لأنه نسق، وكذلك طالق وطالق وطالق. أنظر : تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ( 11/ 404-405) و إنباه الرواة على أنباه النحاة ( 2/ 260) و نزهة الألباء في طبقات الأدباء لأبي البركات الأنباري ص 62-63 . |
رد: مواقف وطرائف وفوائد لغوية ونحوية ( 2 ) 13- أول لحن وقع : بحثت عن ذلك فرأيت أقاويل خمس نقلت في هذا هاكم ملخصها وما وقفت عليه من كلام الناس فيها : 1- هذه عصاتي . 2- لعل له عذر . 3- حيّ على الفلاح "بكسر الياء بدل فتحها" . 4- آمين بتشديد الميم . 5- عصاة . " وزعم الفراء أن أول لحن سمع بالعراق: هذه عصاتي " . أنظر : إصلاح المنطق لابن السكيت ص213 والمزهر في علوم اللغة للسيوطي (1/253) والزاهر في معاني كلمات الناس لأبي بكر الأنباري ( 1/484) . وفي ( تحرير ألفاظ التنبيه للنووي ص86 ) قال : " أول لحن سمع هَذِه عصاتي وَقَالَ غَيره أول لحن سمع هَذِه عصاتي وَبعده لَعَلَّ لَهَا عذر وَأَنت تلوم وَالصَّوَاب عذرا " . وقال الجاحظ : قالوا: وأوّل لحن سمع بالبادية: هذه عصاتي، وأول لحن سمع بالعراق: حيّ على الفلاح "بكسر الياء بدل فتحها". البيان والتبيين 2/ 151. قال ابن سيد الناس : "آمين بالمد وتشديد الميم قال القاضي حسين في "تعليقه": لا يجوز تشديد الميم، قال: وهذا أول لحن سُمع من الحسين بن الفضل حين دخل خراسان ". النفح الشذي شرح جامع الترمذي لابن سيد الناس (3/357-358) . وفي المجموع للنووي ( 3/370) : "قَالَ الْقَاضِي حُسَيْنٌ فِي تَعْلِيقِهِ لَا يَجُوزُ تَشْدِيدُ الْمِيمِ قَالُوا وَهَذَا أَوَّلُ لَحْنٍ سُمِعَ مِنْ الْحُسَيْنِ بْنِ الْفَضْلِ الْبَلْخِيّ حِينَ دَخَلَ خُرَاسَانَ ". وقال ابن العربي ولا يقال عصاة وهو أول لحن سمع بالبصرة ولكن المسموع من الفراء أول لحن سمع هذه عصاتي فجعل أول اللحن هذه عصاتي لا عصاة كما هو عن ابن العربي ولم يقيد بالبصرة كما قيده ابن العربي . أنظر :الثمر الداني شرح رسالة ابن أبي زيد القيرواني لصالح بن عبد السميع الآبي الأزهري ص234. |
رد: مواقف وطرائف وفوائد لغوية ونحوية ( 2 ) 14- قال حسن سعيد الكرمي في كتابه " قول على قول " ( 8 / 30 ) : " أما زواج عنترة بعبلة، فليس فيما ذكرته كتب الأدب ما يدل قطعاً عليه " . |
رد: مواقف وطرائف وفوائد لغوية ونحوية ( 2 ) 15- ومن الغرائب : سمع أعرابي أبا المكنون النحويّ في حلقته وهو يقول في دعاء الاستسقاء: اللهم ربّنا وإلهنا ومولانا، فصلّ على محمد نبينا، اللهم ومن أراد بنا سوءا فأحط ذلك السوء به كإحاطة القلائد بأعناق الولائد، ثم أرسخه على هامته كرسوخ السّجّيل على أصحاب الفيل؛ اللهم اسقنا غيثا مغيثا مريثا ( مريئا ) مريعا مجلجلا مسحنفرا هزجا، سحاّ سفوحا، طبقا غدقا مثعنجرا نافعا لعامّتنا وغير ضار لخاصتنا. فقال الأعرابي: يا خليفة نوح، هذا الطوفان وربّ الكعبة، دعني حتى آوي إلى جبل يعصمني من الماء. عيون الأخبار لابن قتيبة ( 2 / 180 ) و العقد الفريد لابن عبد ربه ( 2 / 318 ) و ( 4 / 65 ) . |
رد: مواقف وطرائف وفوائد لغوية ونحوية ( 2 ) 16- كان في بني تميم شخص اسمه «حنظلة» وكان معروفا بسرعة جوابه، حتى لا يكاد أحد يقهره، فتزوج امرأة منهم اسمها «علقمة» فجاءته بعدة أولاد، ولم يسلم له منهم غير ولد واحد سماه «مرّة» المعروف ب (الظُّليم) وهو أحد الخمسة المعروفين بـ (البراجم) وقد كان أسرع من أبيه جواباً مع بشاعة منظر فصدر منه أمر، أوجب سبه من أبيه في قومه فقال: أنت خبيث كاسمك يا مرّة، فقال: أخبث مني من سماني مرة. قال: إنك لمر يا مرة أجاب: أعجبتني حلاوتك يا أبي يا حنظلة. قال: تالله لست من الناس. أجاب: من شابه أباه فما ظلم قال : قد يخرج الله الخبيث من الطيب. أجاب : كذلك أنت من أبيك. قال: لا رضي الله عن بطن تقلبت فيه أجاب: أجل ولا عن ظهر نزلت منه قال: ما هذا باول كفرك النعم. أجاب : من أشبه أباه فما ظلم قال: ويلك ما تزداد إلا سوء أدب أجاب: أتجني من الشوك عنبا قال: لقد كنت شؤما على أخوتك حتى ماتوا وبقيت أجاب: أعجبتني كثرة عمومتي يا مبارك قال: لا أفلحت أبدا أجاب: كيف يفلح من أنت أبوه قال: ما أحوجك إلى تأديب أجاب: الذي نشأت على يديه أحوج مني إليه قال: أراحني الله كما أراح اخوتك أجاب: تختنق بحبل حتى تموت لتستريح من وجهي قال: لأدعون الله عليك أجاب: الذي تدعوه عالم بك قال: ما يعلم مني إلا خيرا أجاب: شاكر نفسه يقريك السلام قال:إنك ما علمتُ للئيم. أجاب : ما ورثته عن كلالة. قال: ما أجد لي خير من السكوت أجاب: أيمنعك خلقك الذميم قال: لولا فتوري عنك ما تجرأت علي أجاب: إذا نفسك فَلُمْ قال: إن قمت إليك لأوجعنك ضربا أجاب: ما أنت أشد مني بطشا قال: أو تضربني إذا ضربتك أجاب: وأنت في شك بذلك قال: فإذاً سود الله وجهك أجاب: ألا أنت بيض الله عينيك قال: أراحنى الله منك. أجاب : قد فعل إن أحببت. قال: وكيف لي بذلك؟. أجاب: تخنق نفسك حتى تستريح. قال: لعن الله أما ولدتك. أجاب: إذ لَقِحت منك. قال: أنت بأمك أشبه. أجاب: ما كانت بشرٍّ من أم زوجها. قال: ورم الله منك الأرض أجاب: إذاً فرق الله بينك وبين العافية قال: يارب ترزق الناس أولادا حسانا وأنا ترزقني شيطانا أجاب: أما علمت إن من عصا العصية والحية لا تلد إلا الحية قيل وانقطع جواب حنظلة ولم يعش بعدها إلا يوما وليلة. أنظر : التذكرة الحمدونية (1/ 212) لابن حمدون و محاضرات الأدباء للراغب الأصفهاني (1/ 149) والصعقة الغضبية في الرد على منكري العربية للطوفي الصرصري 311 – 312. |
رد: مواقف وطرائف وفوائد لغوية ونحوية ( 2 ) 17- من هو قائل ( فَدَعْ عنكَ الكتابةَ لست منها ... ) ؟ أقدم من وقفتُ عليه ذكر بيت الشعر هو ابن عبد ربه ( ت 328 هـ ) في " العقد الفريد "، وفيه : حِمارٌ في الكتابةِ يدَّعيها ........ كدعْوى آل حَرْبٍ في زيادِ فدعْ عنك الكتابةَ لستَ منها ...... ولو غرَّقتَ ثوبك في المِدادِ وذكره في موضعين، قال في أوله (4/253) : ( قال بعض الشعراء في صالح بن شيرزاد )، وقال في الثاني ( 7/145) : ( قال بعض العراقيين في أبي مسهر الكاتب ) . وذكره القلقشندي ( ت 821 هـ ) في " صبح الأعشى " (2/502) باختلاف في اللفظ، قال : دخيل في الكتابة يدعيها ........ كدعوى آل حرب في زياد يشبه ثوبه للمحو فيه ........... إذا أبصرته ثوب الحداد فدع عنك الكتابة لست منها ........ ولو لطّختَ وجهك بالمداد وقد اشتهر البيت بلفظ : ( ولو سوّدت وجهك بالمدادِ ) لذِكْرِ الحافظ الذهبي ( ت 748 هـ ) له هكذا في " تذكرة الحفّاظ " (1/10). |
رد: مواقف وطرائف وفوائد لغوية ونحوية ( 2 ) 18- قال أبو عمر الزاهد محمد بن عبد الواحد: قال ابن كيسان: سهرت ليلة أدرس فنمت، فرأيت جماعة من الجن يتذاكرون الفقه والحديث والحساب والنحو والشعر، قال : فقلت لهم: أفيكم علماء؟ قالوا: نعم، فقلت من همي في النحو: إلى من تميلون من النحويين؟ قالوا: إلى سيبويه. قال أبو عمر: فحدثت بها أبا موسى - وكان يغبطه لحسدٍ كان بينهما - فقال لي أبو موسى: إنما مالوا إليه؛ لأن سيبويه من الجن. أنظر : تاريخ بغداد للخطيب البغدادي ( 12/192-193) ونزهة الألباء في طبقات الأدباء لأبي البركات الأنباري ص 56 وإنباه الرواة على أنباه النحاة للقطفي ( 2/ 356) . |
رد: مواقف وطرائف وفوائد لغوية ونحوية ( 2 ) 19- قال ابنُ هشامٍ - رحمه اللهُ - : ( وَاعْلَم أَنه إِذا قيل قَامَ زيد فتصديقه نعم وتكذيبه لَا وَيمْتَنع دُخُول بلَى لعدم النَّفْي وَإِذا قيل مَا قَامَ زيد فتصديقه نعم وتكذيبه بلَى وَمِنْه {زعم الَّذين كفرُوا أَن لن يبعثوا قل بلَى وربي} وَيمْتَنع دُخُول لَا لِأَنَّهَا لنفي الْإِثْبَات لَا لنفي النَّفْي وَإِذا قيل أَقَامَ زيد فَهُوَ مثل قَامَ زيد أَعنِي أَنَّك تَقول إِن أثبت الْقيام نعم وَإِن نفيته لَا وَيمْتَنع ذخول بلَى وَإِذا قيل ألم يقم زيد فَهُوَ مثل لم يقم زيد فَتَقول إِذا أثبت الْقيام بلَى وَيمْتَنع دُخُول لَا وَإِن نفيته قلت نعم قَالَ الله تَعَالَى {ألم يأتكم نَذِير قَالُوا بلَى} {أَلَسْت بربكم قَالُوا بلَى} {أَو لم تؤمن قَالَ بلَى} وَعَن ابْن عَبَّاس رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُمَا أَنه لَو قيل نعم فِي جَوَاب {أَلَسْت بربكم} لَكَانَ كفرا وَالْحَاصِل أَن بلَى لَا تَأتي إِلَّا بعد نفي وَأَن لَا لَا تَأتي إِلَّا بعد إِيجَاب وَأَن نعم تَأتي بعدهمَا وَإِنَّمَا جَازَ {بلَى قد جاءتك آياتي} مَعَ أَنه لم يتَقَدَّم أَدَاة نفي لِأَن {لَو أَن الله هَدَانِي} يدل على نفي هدايته وَمعنى الْجَواب حِينَئِذٍ بلَى قد هديتك بمجيء الْآيَات أَي قد أرشدتك بذلك مثل {وَأما ثَمُود فهديناهم} وَقَالَ سِيبَوَيْهٍ فِي بَاب النَّعْت فِي مناظرة جرت بَينه وَبَين بعض النَّحْوِيين فَيُقَال لَهُ أَلَسْت تَقول كَذَا وَكَذَا فَإِنَّهُ لَا يجد بدا من أَن يَقُول نعم فَيُقَال لَهُ أفلست تفعل كَذَا فَإِنَّهُ قَائِل نعم فَزعم ابْن الطراوة أَن ذَلِك لحن . وَقَالَ جمَاعَة من الْمُتَقَدِّمين والمتأخرين مِنْهُم الشلوبين إِذا كَانَ قبل النَّفْي اسْتِفْهَام فَإِن كَانَ على حَقِيقَته فَجَوَابه كجواب النَّفْي الْمُجَرّد وَإِن كَانَ مرَادا بِهِ التَّقْرِير فالأكثر أَن يُجَاب بِمَا يُجَاب بِهِ النَّفْي رعيا للفظه وَيجوز عِنْد أَمن اللّبْس أَن يُجَاب بِمَا يُجَاب بِهِ الْإِيجَاب رعيا لمعناه أَلا ترى أَنه لَا يجوز بعده دُخُول أحد وَلَا الِاسْتِثْنَاء المفرغ لَا يُقَال أَلَيْسَ أحد فِي الدَّار وَلَا أَلَيْسَ فِي الدَّار إِلَّا زيد وعَلى ذَلِك قَول الْأَنْصَار رَضِي الله تَعَالَى عَنْهُم للنَّبِي صلى الله عَلَيْهِ وَسلم وَقد قَالَ لَهُم ألستم ترَوْنَ لَهُم ذَلِك نعم وَقَول جحدر : (أَلَيْسَ اللَّيْل يجمع أم عَمْرو ... وإيانا فَذَاك بِنَا تدان) (نعم وَأرى الْهلَال كَمَا ترَاهُ ... ويعلوها النَّهَار كَمَا علاني) وعَلى ذَلِك جرى كَلَام سِيبَوَيْهٍ والمخطئ مُخطئ . وَقَالَ ابْن عُصْفُور : أجرت الْعَرَب التَّقْرِير فِي الْجَواب مجْرى النفي الْمَحْض وَإِن كَانَ إِيجَابا فِي الْمَعْنى فَإِذا قيل ألم أعطك درهما قيل فِي تَصْدِيقه نعم وَفِي تَكْذِيبه بلَى وَذَلِكَ لِأَن الْمُقَرّر قد يوافقك فِيمَا تدعيه وَقد يخالفك فَإِذا قَالَ نعم لم يعلم هَل أَرَادَ نعم لم تعطني على اللَّفْظ أَو نعم أَعْطَيْتنِي على الْمَعْنى فَلذَلِك أجابوه على اللَّفْظ وَلم يلتفتوا إِلَى معنى وَأما نعم فِي بَيت جحدر فجواب لغير مَذْكُور وَهُوَ مَا قدره فِي اعْتِقَاده من أَن اللَّيْل يجمعه وَأم عَمْرو وَجَاز ذَلِك لأمن اللّبْس لعلمه أَن كل أحد يعلم أَن اللَّيْل يجمعه وَأم عَمْرو أَو هُوَ جَوَاب لقَوْله وَأرى الْهلَال الْبَيْت وَقدمه عَلَيْهِ قلت أَو لقَوْله فَذَاك بِنَا تدان وَهُوَ أحسن وَأما قَول الْأَنْصَار فَجَاز لزوَال اللّبْس لِأَنَّهُ قد علم أَنهم يُرِيدُونَ نعم نَعْرِف لَهُم ذَلِك وعَلى هَذَا يحمل اسْتِعْمَال سِيبَوَيْهٍ لَهَا بعد التَّقْرِير .انتهى من مغني اللبيب عن كتب الأعاريب لابن هشام ( 1 / 452:454 ) وأنظر حاشية الصبان على شرح الأشمونى لألفية ابن مالك ( 3- 120 ). وَالْحَاصِل أَن بلَى لَا تَأتي إِلَّا بعد نفي وَأَن لَا لَا تَأتي إِلَّا بعد إِيجَاب وَأَن نعم تَأتي بعدهمَا ، وَإِذا كَانَ قبل النَّفْي اسْتِفْهَام فَإِن كَانَ على حَقِيقَته فَجَوَابه كجواب النَّفْي الْمُجَرّد وَإِن كَانَ مرَادا بِهِ التَّقْرِير فالأكثر أَن يُجَاب بِمَا يُجَاب بِهِ النَّفْي رعيا للفظه وَيجوز عِنْد أَمن اللّبْس أَن يُجَاب بِمَا يُجَاب بِهِ الْإِيجَاب رعيا لمعناه . |
رد: مواقف وطرائف وفوائد لغوية ونحوية ( 2 ) موضوع ممـــــيز وأكثر من رائع والله يعطيك الصحة والعافية |
رد: مواقف وطرائف وفوائد لغوية ونحوية ( 2 ) اقتباس:
|
رد: مواقف وطرائف وفوائد لغوية ونحوية ( 2 ) 20- سمع أعرابي أبا المكنون النحويّ يقول في يوم برد: إن هذا يوم بلّة عَصبْصب بارد هِلَّوْف، فارتعد الأعرابي وقال: واللّه هذا مما يَزيدني بردا. العقد الفريد لابن عبد ربه ( 2 / 318 ) . |
رد: مواقف وطرائف وفوائد لغوية ونحوية ( 2 ) 21 - معارضة شعرية : قال أبو تمام : نَقِّلْ فُؤادَكَ حَيثُ شِئتَ مِن الهَوى – ما الحُبُّ إلاّ للحَبيبِ الأوَّلِ كَمْ مَنزِلٍ في الأرضِ يألفُهُ الفَتى -- وحَنينُهُ أبداً لأوَّلِ مَنزِلِ هذانِ البَيتانِ مِن أشهَرِ ما قالَه أبو تمام في الحُبِّ. لَكن هُناكَ مَن يُخالفُ أبي تمام الرأيَ، فَيَرى أنَّ الآخِرَ خَيرٌ مِن الأوّلِ، فيقول : نَقِّلْ فُؤادَكَ حَيثُ شِئتَ فَلَنْ تَرى -- كَهوىً جَديدٍ أو كَوَجهٍ مُقبِلِ عِشقي لمنزلي الذي استحدَثتُهُ -- أما الذي ولّى فَليسِ بِمَنزلي و مِن جِنسِ ذلك يقولُ العلوي الاصبهاني : دَع حُبَّ أوَّلِ مَن كُلِّفتَ بِحُبِهِ -- ما الحبُّ إلا للحَبيبِ الآخِرِ ما قَد تَولّى لا إرجاعَ لِطِيبِهِ -- هَل غائِبُ اللذاتِ مِثلُ الحاضرِ؟ و شاعرٌ ثالث يَرى أنَّ الحُبَّ لا يعيشُ سوى لساعته فيقول : الحُبُّ للمَحبوبِ ساعةَ حُبِّهِ -- ما الحبّ فيه لآخِرٍ ولأوَّلِ و شاعرٌ رابع لَم يَكتَفِ لا بالأوَّل ولا بالآخِر فيقول : قَلبي رَهينٌ بالهوى المُقتَبِل -- فالوَيلُ لي في الحبِّ إنْ لَم أعدل أنا مُبتَلىً بِبَليتينِ مِن الهوى -- شَوقٌ إلى الثاني وذِكرُ الأوَّل فيا ترى أيهم قد أصاب كبد الحقيقة ؟! |
رد: مواقف وطرائف وفوائد لغوية ونحوية ( 2 ) 21- يحكى أن المعتمد مر مع وزيره ابن عمار ببعض أرجاء إشبيلية، فلقيتهما امرأة ذات حسن مفرط، فكشفت وجهها، وتكلمت بكلام لايقتضيه الحياء، وكان ذلك بموضع الجباسين الذين يصنعون به الجبس والجيارين الصانعين للجير، بإشبيلية، فالتفت المعتمد إلى موضع الجيارين، وقال: يا ابن عمار الجيارين، ففهم مراده، وقال في الحال: يا مولاي والجباسين، فلم يفهم الحاضرون المراد، وتحيروا، فسألوا ابن عمار، فقال له المعتمد: لا تبعها منهم إلا غالية، وتفسيرها أن ابن عباد صحف " الحيا زين " بقوله الجيارين إشارة إلى أن تلك المرأة لو كان لها حياء لازدانت، فقال له والجباسين وتصحيفه " والخنا شين " أي: هي وإن كانت جميلة بديعة الحسن لكن الخنا شانها، وهذا شأو لا يلحق . أنظر : نفح الطيب من غصن الأندلس الرطيب للمقري التلمساني ( 4 / 260 ) ونفحة الريحانة ورشحة طلاء الحانة لمحب الدين المحبي (ص 123) . |
رد: مواقف وطرائف وفوائد لغوية ونحوية ( 2 ) 23- ومن الغرائب : عن محمد بن أبى المغازل الضبى، عن أبيه ، قال: كان لنا جار بالكوفة لا يتكلّم إلا بالغريب، فخرج إلى ضيعة له على حجر معها مهر، فأفلتت، فذهبت ومعها مهرها، فخرج يسأل عنها، فمر بخيّاط ، فقال: يا ذا النّصّاح ، وذات السّمّ ؛ الطاعن بها فى غير وغى، لغير عدى؛ هل رأيت الخيفانة القبّاء ، يتبعها الحاسن المسرهفّ . كأنّ غرّته القمر الأزهر، ينير فى حضره كالخلّب الأجرد. فقال الخيّاط : اطلبها فى تزلخ ( ترللج ). فقال: ويلك. وما تقول قبّحك الله؟ فما أعلم رطانتك . فقال: لعن الله أبغضنا لفظا، وأخطأنا منطقا . أنظر : ( الصناعتين لأبي هلال العسكري 27 - 28 ) وصبح الأعشى في صناعة الإنشاء للقلقشندي ( 2/259 ) . قلت والمعنى : أن رجلا كوفيا يسأل خياطاً عن فرس ومُهر فقدَهُما . والنصاح: الخيط، وذات السم الابرة، والخيفانة: الفرس الطويلة، والقباء، الدقيقة الخصر الضامرة، والحاسن: الجميل المتباهي بحسنه . والمسرهف: المتنعم ( من الغذاء ونحوه) و الخلب الأجرد: السحاب الذي يبرق ويرعد ولا مطر معه. |
رد: مواقف وطرائف وفوائد لغوية ونحوية ( 2 ) 24- اجتمع جرير والفرزدق والأخطل في مجلس عبد الملك بن مروان ، فأحضر بين يديه كيساً فيه خمسمائة دينار، وقال لهم: ليقل كل منكم بيتاً في مدح نفسه، فأيكم غلب فله الكيس فقال الفرزدق: أَنَا القطران والشعراء جربي ... وَفِي القطران للجربى شفاء وقال الأخطل : إن تلك زِقُّ زاملةٍ فشِعْرِي ... لمن هاجيتُه داءٌ عَيَاءُ وقال جرير: أنا الموت الذي لا بدّ منه ... فَلَيْس لهاربٍ منه نجاء ففضل عَبْد الملك بيته على بيتهما ، وقال : خذ الكيس، فلعمري إن الموت أتى على كل شئ. أنظر : جمل من أنساب الأشراف للبَلَاذُري ( 12/237) و ( بدائع البدائه لعلي بن ظافر ص 11 ) و مجاني الأدب في حدائق العرب ( 3/162). |
رد: مواقف وطرائف وفوائد لغوية ونحوية ( 2 ) 25- ذكر أَن رجلا دَعَا الْمبرد بِالْبَصْرَةِ مَعَ جمَاعَة فغنت جَارِيَة من وَرَاء الستار وأنشأت تَقول (وَقَالُوا لَهَا هَذَا حَبِيبك معرضًا ... فَقَالَت إِلَّا إعراضه أيسر الْخطب) (فَمَا هِيَ إِلَّا نظرة بتبسم ... فتصطك رِجْلَاهُ وَيسْقط للْجنب) فطرب كل من حضر إِلَّا الْمبرد فَقَالَ لَهُ صَاحب الْمجْلس كنت أَحَق النَّاس بالطرب فَقَالَت الْجَارِيَة دَعه يَا مولَايَ فَإِنَّهُ سمعني أَقُول هَذَا حَبِيبك معرضًا فظنني لحنت وَلم يعلم أَن ابْن مَسْعُود قَرَأَ وَهَذَا بعلي شَيخا قَالَ فطرب الْمبرد إِلَى أَن شقّ ثَوْبه . أنظر : الأذكياء لابن الجوزي ص 224. |
رد: مواقف وطرائف وفوائد لغوية ونحوية ( 2 ) 26- قصيدة مدح بنظم غريب وطريف : يا من لهم فى السجايا == عينُ وجيم وباءُ ما طاب فى سواكمُ == نون وعين وتاء عهودكم ليس فيها == نون وكاف وثاء وحظكم كل يومٍ == ميم ودال وحاء وإننى فى حماكم == شينٌ وياء وخاءُ لم يبق لى فى بلائى == صاد وباء وراء أنتم لكل فقير == كاف ونون وزاء وفى أكف نداكم == باء وسين وطاء هل عندكم نحو شيخ == لام وحاء وظاءُ وحسبه من رضاكم == عين وطاءٌ وفاء دياركم للأمانى == واوٌ وجيم وهاء شينٌ وباء وعين == فيها وراء وياءُ |
رد: مواقف وطرائف وفوائد لغوية ونحوية ( 2 ) 27- ومن الغرائب : فِي حَدِيثِ الحسن البصري: "أن عيسى بن عمر قال: أقبلت مُجرَمِّزًا حتى اقْعَنْبَيْتُ بين يديه , فقلت: يا أبا سعيد: ما قول الله: { وَالنَّخْلَ بَاسِقَاتٍ لَهَا طَلْعٌ نَضِيدٌ } قال: الطِّبِّيْعُ في كُفُرَّاهُ" . أنظر : الفائق للزمخشري ( 1/207) وغريب الحديث للخطابي ( 3/87) . قلت : والمجرمز: المسرع، واقعنبيت: جلس غير مستقر، والطبيع: الطلع بعينه، والكفرى: غشاء الطلع. |
رد: مواقف وطرائف وفوائد لغوية ونحوية ( 2 ) 28- كان أبو خليفة ـ الفضل بن الحباب الجمحي ـ لا يتكلف الإعراب بل قد صار له كالطبع لدوام استعماله إياه من عنفوان حداثته، وكان ذا محل من الإسناد، وله أخبار ونوادر حسان قد دونت منها أن بعض عمال الخراج بالبصرة كان مصروفا عن عمله، وأبو خليفة مصروفا عن قضائه فبعث العامل إلى أبي خليفة أنا مبرمان النحوي صاحب أبي العباس المبرد قد زارني في هذا اليوم إلى بعض النهار، والبساتين، فأتوه مبكرين مع من حضرنا من أصحابنا، وسألوه الحضور معهم، فجلسوا في سمارية متفكهين قد غير ظواهر زيهم حتى أتوا نهرا من أنهار البصرة، واستحسنوا بعض البساتين فقدموا إليه، وخرجوا إلى الشط، وجلسوا تحت النخل على شط النهر، وقدم إليهم ما حمل معهم من الطعام، وكان أيام المبادي، وهي الأيام التي يثمر فيها الرطب فيكبسونه في القواصر تمرا، وتكون حينئذ البساتين مشحونة بالرجال ممن يعمل في التمر من الأَكَرَة، وهم الزراع وغيرهم، فلما أكلوا، قال بعضهم لأبي خليفة ـ غير مكن له خوفا أن يعرفه من حضر ممن ذكرنا من الأَكَرَة، والعمال في النخل ـ: أخبرني أطال الله بقاءك عن قول الله عز وجل {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا} هذه الواو ما موقعها من الإعراب؟ قال أبو خليفة: موقعها رفع، وقوله: قوا هو أمر للجماعة من الرجال. قال له: كيف تقول للواحد من الرجال، وللاثنين؟ قال يقول للواحد من الرجال: قِ، وللاثنين: قيا، وللجماعة قوا. قال كيف تقول للواحدة من النساء، وللاثنتين منهن وللجماعة منهن؟ قال أبو خليفة: يقال للواحدة: قي، وللاثنتين: قيا، وللجماعة: قين. قال: فأسألك أن تعجل بالعجلة، كيف يقال للواحد من الرجال،والاثنين والجماعة،والواحد من النساء، والاثنتين منهن، والجماعة منهن؟ قال أبو خليفة عجلان [بسرعة]: قِ قيا قوا قي قيا قين،وكان بالقرب منهم جماعة من الأكرة فلما سمعوا ذلك استعظموه،وقالوا:يا زنادقة! أنتم تقرءون القرآن بحروف [بقراءة] الدجاج!،وعدوا عليهم، فصفعوهم فما تخلص أبو خليفة، والقوم الذين كانوا معه من أيديهم إلا بعد كدٍ طويل. أنظر : ( مروج الذهب للمسعودي 4 /239 ) . وعن أَبي حَاتِم السجسْتانِي أنه دخل بَغْدَاد، فَسئلَ. عَن قَوْله تَعَالَى: {قوا أَنفسكُم} ، مَا يُقَال مِنْهُ للْوَاحِد؟ فَقَالَ: ق، فَقَالَ: فالاثنين؟ فَقَالَ: قيا، قَالَ: فالجمع؟ قَالَ: قوا، قَالَ: فاجمع لي الثَّلَاثَة، قَالَ: ق، قيا، قوا. قَالَ: وَفِي نَاحيَة الْمَسْجِد رجل جَالس مَعَه قماش، فَقَالَ لوَاحِد: احتفظ بثيابي حَتَّى أجيء، وَمضى إِلَى صَاحب الشرطة، وَقَالَ: إِنِّي ظَفرت بِقوم زنادقة يقرءُون الْقُرْآن على صياح الديك، فَمَا شعرنَا حَتَّى هجم علينا الأعوان والشرطة، فأخذونا وأحضرونا مجْلِس صَاحب الشرطة، فسألنا فتقدمت إِلَيْهِ وأعلمته بالْخبر، وَقد اجْتمع خلق من خلق الله، ينظرُونَ مَا يكون، فعنفني وعذلني، وَقَالَ: مثلك يُطلق لِسَانه عِنْد الْعَامَّة بِمثل هَذَا! وَعمد إِلَى أَصْحَابِي فضربهم عشرَة عشرَة، وَقَالَ: لَا تعودوا إِلَى مثل هَذَا، فَعَاد أَبُو حَاتِم إِلَى الْبَصْرَة سَرِيعا، وَلم يقم بَغْدَاد، وَلم يَأْخُذ عَنهُ أَهلهَا. أنظر : ( بغية الوعاة للسيوطي : 1 / 606 ) و( طبقات المفسرين للداوودى 1 / 216 ) و مطالع البدور ومنازل السرور للبهائي الدمشقي ( ص 33 ). |
رد: مواقف وطرائف وفوائد لغوية ونحوية ( 2 ) 29- فائدتان نحويتان نظمتا : 1- ليس كل فعل بعده فاعل، مثل: (قلّما)، و (كثُرَما)، (طالما)، و (فعل التوكيد اللفظي)، و (كان الزائدة). وقد نظمها بعض الشناقطة: خمسٌ من الأفعال ليس يوجَدُ ****فاعلُها فيما حكاهُ الواحدُ كَثُرَما، وقَلَّما، وطالما ****وفعْلَي التوكيد، والحشو، كما كان أصحَّ عِلمَ من تَقَدَّما ****وكادْرُج ادرُج المعالي فاعلما 2 - جر الفاعل: وجر فاعل أتى في خمس *****مسائل أتت بدون لبس يجر باللام ك (هيهات لما) *****أو من كمثل (من بشير) فاعلما وجاز أن يجر بالباء كما *****في قوله جل (كفى) فلتعلما واجرره بالمصدر إن أضيفا **** إليه، واسمه؛ فلا تحيفا. |
رد: مواقف وطرائف وفوائد لغوية ونحوية ( 2 ) 30- كان بين نفطويه وابن دريد مماظّة، فقال فيه لما صنف «كتاب الجمهرة» : ابن دريد بقره ... وفيه لؤم وشره قد ادّعى بجهله ... جمع كتاب الجمهره وهو كتاب العين ... إلّا أنه قد غيره فبلغ ذلك ابن دريد فقال يجيبه : لو أنزل الوحي على نفطويه ... لكان ذاك الوحي سخطا عليه وشاعر يدعى بنصف اسمه ... مستأهل للصفع في أخدعيه أحرقه الله بنصف اسمه ... وصيّر الباقي صراخا عليه معجم الأدباء = إرشاد الأريب إلى معرفة الأديب للحموي ( 1/ 118 ) . |
رد: مواقف وطرائف وفوائد لغوية ونحوية ( 2 ) 31- ومن الغرائب : كتب بعض أُمَراء بغداد رُقْعةً طرحها في المسجد الجامع حين مَرِضتْ أُمُّهُ - وكانت امرأة تأكل الطّين فحصل لها بسببه إسهال - جاءَ فيها : "صِينَ امْرُؤٌ وَرُعِي، دَعَا لاِمْرَأةٍ إِنْقَحْلَةٍ مُقْسَئِنَّةٍ، فَقَدْ مُنِيَتْ بِأَكْلِ الطُّرْمُوخِ ( الطّرموق )، فَأَصَابَهَا مِنْ أجْلِهِ الاسْتِمْصَالُ، أَنْ يَمُنَّ اللهُ عَلَيْهَا بِالاطْرغْشَاشِ والابْرِغْشاشِ" فكلّ من قرأ رقعته دعا عليها، ولعنه ولعن أمه. (الصناعتين لأبي هلال العسكري 45) و صبح الأعشى في صناعة الإنشاء للقلقشندي (2/258) . قلت وإنْقَحْلَة: أي: مُسِنَّةٌ هَرِمَةٌ يَبِسَ جلْدُهَا وسَاءَ حَالُها. ومُقْسَئِنَّة: أي: كبيرة السّنّ، ليس لها قدرة على الحركة. والطُّرْمُوخ: الْخُفَّاش. و الطّرموق ؛ الطين. والاستمصال: الإسهال، والاطرغْشَاش والابرغْشاش: كلاهما بمعنى البرء من المرض. |
رد: مواقف وطرائف وفوائد لغوية ونحوية ( 2 ) 32- قال قُطْرُب : دخل الفرَّاء على هارون الرشيد فتكلَّم بكلامٍ لَحَن فيه مرَّاتٍ، قال جعفر بن يحيى ( وزير الرشيد ): إنه لحن يا أمير المؤمنين. فقال الرشيد للفراء: أتلحَن؟ قال: يا أمير المؤمنين، إن طباع أهل البدو الإعراب، وطباع أهل الحضَر اللَّحْن؛ فإذا تحفَّظتُ لم ألْحَن، وإذا رجعتُ إلى الطبع لحنتُ. فاستحسن الرشيد قوله. أنظر : إنباه الرواة على أنباه النُّحاة " للقِفْطي (4/ 7-8 ) وطبقات النحويين واللغويين للإشبيلي ( ص131) . |
رد: مواقف وطرائف وفوائد لغوية ونحوية ( 2 ) 33 - هل تحب أن تتزوج امرأة ذات شنب؟ قال الثعالبي في فقه اللغة ص126 : " فصل في محاسن الأسنان: الشنب رقة الأسنان واستوائها .... " الخ . |
الساعة الآن 11:08 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2025, vBulletin Solutions, Inc.
ظ„ظٹظ†ظƒط§طھ -
ط¯ط¹ظ… : SEO by vBSEO 3.5.1 Trans by
Coordination Forum √ 1.0 By:
мộнαηηαď © 2011