عرض مشاركة واحدة
قديم 07-14-2013, 04:17 AM   رقم المشاركة : [2 (permalink)]
شموخ امراة
مشرفة منتدى الشعر الفصيح
 

الملف الشخصي


 
 بيانات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

شموخ امراة غير متواجد حالياً

افتراضي رد: رباعيات عمر الخيام


خيام كريستنسن
ليس ثمة شك في أن كريستنسن (16) هو أكثر المحققين الأجانب تعقبا للخيام، وصاحب دراسات دقيقة فيه [241[ فقد ألف ؛ بدءا، كتابا علميا (17) عام 1904 من ثلاثة فصول:

الأول، تاريخ ونقد؛ والثاني: خصائص الإيرانيين القومية وذوقهم الأدبي ؛ والأخير: بحث في رباعيات الخيام. ووزع فيه الرباعيات، من حيث المضمون، في أقسام، من مثل: القضايا الإنسانية، واهتبال الحياة، والتأمل في الحياة والمصير، وأهمية الأخلاق والتوبة.
واستشهد في كل فصل برباعيات من رباعيات الخيام ونظائرها عند شعراء آخرين من مثل: سعدي الشيرازي، وأمير معزي (18)، وناصر خسرو (19)، ونظامي الكنجوي، وأبي العلاء المعري ؛ وهو ما ينم على سعة إطلاعه في الأدب الفارسي.
غير أن الذي يؤسف له أن دراسته لا تستند الى أساس متين، لأن كثيرا من المصادر الموثوقة، نسبيا لم تكن معروفة آنذاك، بل جعلت تظهر تباعا. لقد كانت مخطوطة "بودليان وثلاث أو أربع نسخ خطية في مكتبات باريس وبرلين من أكثر مصادر المحقق الدانماركي وثوقا، أما سائر مصادره،فمجموعات "مخازن"، كتلك التي طبعت في "بمبي"، و "لكنهور واستانبول، وطهران، والتي يضم بعضها ما يزيد على سبعمائة(700) رباعية عجيبة غريبة (20).
وحسبنا إذا ما أردنا أن نتبين أهميتها من عدمها، أن نقول إن مجموعة "نيقولا"، وهي أكثر هذه المجموعات المطبوعة اعتبارا، تضم أكثر من أربعمائة ( 400) رباعية لا تناسب بينها، جمعها من شعراء مختلفين، حتى أن كريستنسن نفسه يشك،بحسه النقدي الأصيل، في أصالتها ويستشهد، ليدعم شكه وتردده بقول المحقق الروسي زوكوفسكي "لا علينا بالخيام الفيلسوف العالم، لكن أيتسنى لامريء له مشاعره الخاصة أن تصدر عنه كل هاتيك التصورات المتناقضة والأنماط المتباينة:أخلاق ورذيلة ؛ مسلك شريف وأسر في عقال الشهوات ؛ فكر عظيم في أمور الحياة وسقوط في مباذل سوقية...؟".
لقد أجاب كريستنسن، بجلاء عن هذا السؤال المحير وأرجع أسبابه الى عدم أصالة هذه الرباعيات ؛ وساق، ليؤيد وجهة نظره، ملاحظة دقيقة وجيهة، هي أن أقدم نسخ رباعيات الخيام نسخة " بودليان " التي كتبت عام 865 هـ وتضم (158) رباعية إلا أن عدد الرباعيات وصل الى ثمانمائة ( 800) في المجموعات الأخرى في القرون الثلاثة التالية لهذا التاريخ. واذا ما وصل عدد الرباعيات الـ(158) هذه الى ( 800) رباعية في ثلاثة قرون، أفلا يجب أن يشك، أيضا، في رباعيات نسخة بودليان الـ(158) هذه، وقد كتبت بعد حوالي ثلاثة قرون ونصف القرن من وفاة الخيام ؟ا.
ويرى بعد هذه الملاحظة، رأيا جديرا بالتقدير، وهو أن على الرغم من الشك في هذه الرباعيات، فإن هذا لا يقدح في أهميتها التاريخية والشعرية ولا ينال منها. أي يجب أن تفصل عن الخيام وتعد وليدة روح ايرانية تعبر عن الثورات السياسية والدينية والخلافات الاعتقادية والصراعات التي كانت تحتدم بينهم دائما. قد يكون [243] الخيام هو الذي بدأ بهذا وأعلنه،ثم لقفه الآخرون فبسطوه وتوسعوا فيه. ونستطيع أن نستشف من الرباعيات "العائرة" (الجوالة) التي نسبت الى الخيام، وهي في دواوين شعراء آخرين، أن الرباعيات الصوفية والرباعيات التي تنطوي على الغزل والعشق هي من الرباعيات المنسوبة التي أضيفت.
بيد أن كريستنسن، على دقة نظره وأسلوبه النقدي الدقيق، وقع في أخطاء أهمها "الأصل" الذي اتخذه للعثور على رباعيات الخيام الأصيلة ؛ فهو يرى أن ليس ثمة معيار لمعرفة الأصيل من الدخيل، وأن موضوعات الرباعيات المنسوبة الى الخيام مختلفة ومتناقضة بحيث يصعب معرفة صحيحها من السقيم. لقد افترض أن الرباعيات المذكور فيه اسم الخيام له،وعددها، وفقا لصنيعه، اثنتا عشرة ( 12) رباعية، يضاف إليها رباعيتا "مرصاد العباد "( 31)، فتكون أربع عشرة ( 14) من(500) رباعية منسوبة الى الخيام هي التي يمكن أن تعد له الى حدما.

ولم تكن قد ظهرت بالطبع، عام 1904 الذي ألف فيه كتابه، نسخة الدكتور روزن ورباعيات "مؤنس الأحرار "(22) الثلاث عشرة، ورباعيات "نزهة المجالس " (23) ورباعيات الوثائق الأخرى، ولم تكن والحال هذه للباحث الدانماركي من حيلة لتكوين رأي أوضح نسبيا عن رباعيات الخيام.
أما "المعيار" الذي اتخذه لمعرفة رباعيات الخيام الأصيلة، فمطعون فيه، بل يمكن أن يقال رأسا أنه يبتعد عن الجهة التي يجب أن يتحرك فيها. ففي الاثنتي عشرة رباعية المذكور فيها
اسم الخيام قرائن تشي بأنها ليست له، بل يقال أن بعضها رد على الخيام، وبعضها معارضة له، وبعضها دفاع عنه، وبعضها تقليد له، وإنني لمتناولها واحدة واحدة.
وتوج كريستنسن قي عام 1927 دراساته وتحقيقاته بتأليف كتاب آخر ( 24)، لأن الوثائق تزايدت ؛ وأصبحت دائرة بحثه تشتمل على ثماني عشرة (18) نسخة خطية، هي نسخ المتحف البريطاني والمكتبة الوطنية بباريس، ومكتبة برلين الحكومية ومتحف ليننغراد الآسيوي، ونسخة الدكتور روزن الخطية ونسخ مكتبات اكسفورد وكلكتة. يضاف الى هذا
رباعيات "نزهة المجالس" الإحدى والثلاثون، ورباعيات "مؤنس الأحرار" الثلاث عشرة... وقد اختار، بآخرة، مائة وإحدى وعشرين ( 121) رباعية من رباعيات هذه النسخ جميعا وعددها (1213)رباعية. ويدل منهجه في اختيار هذه الرباعيات على نفاذ بصيرته وحسه النقدي. وعلى الرغم من أنه أوصل رباعيات زوكوفسكي السيارة وعددها (82) رباعية الى مائة رباعية ورباعية ( 101)، فإنه هو نفسه لا يرى في هذا الصنيع فائدة تذكر في كشف الواقع والاهتداء الى رباعيات الخيام الأصيلة.
إنه يشك في الرباعيات ذات النزعة الصوفية المنسوبة الى الخيام، لأن عددها، في نظره، يزداد ما تأخر تاريخ النسخة التي تضمها، ولأنه لا يطمئن الى المجموعات المرتبة هجائيا، فهذا النظام لم يتداول الا منذ القرن التاسع الهجري، ولأن الجماع رغبوا في أن تكون للخيام رباعيات على جميع حروف الهجاء فتساهلوا في قبول الرباعيات. أما المجموعات المرتبة وفق الموضوعات [245] من مثل: وصف الله تعالى، والتوحيد، والتوبة، والتضرع، فلا يطمئن إليها كثيرا. وعلى الرغم من أن تحريات المستشرقين لم تراوح، عادة، حدود النسخ الخطية ومداراتها، وأقدمها نسخة بودليان، فإن كريستنسن يشك في بعض رباعياتها لفظا ومعنى، ويرى أنها بعيدة عن كلام الخيام وفكره. غير أنه اختار، مع هذا، مائة واحدى وعشرين (121) رباعية وفقا لمعيار "التواتر" أي أن الفيصل في انتخاب الرباعية يرتد الى تكريرها في أكثر النسخ. لكن هذا المعيار هو مبعث العثور بين رباعياته الـ(121) 1لمختارة على رباعيات كثيرة قد يشك في أصالتها بسرعة حتى يصعب عد بعضها للخيام.
ولما لم يكن من هدفنا هنا أن نفرد المجال لبحث نقدي، ونطرح الرباعيات المشتبه بها على بساط البحث واحدة واحدة، فبحسبنا أن نشير الى بضع رباعيات في الاستغفار والتوبة في هذه المجموعة تتعارض مع أحد المعايير التي اعتمدها المحقق الدانماركي نفسه في معرفة رباعيات الخيام الأصيلة من مثل (25):
أنا عبدك العاصي، فأين رضاكا؟
ولقد دجا قلبي فأين سناكا؟
إن كنت تمنحنا الجنان بطاعة
يك ذالنا بيعا، فأين عطاكا؟

فمن الجلي جدا أن قائل رباعية كهذه ليس سوى متشرع قشري، وغريب عن كل ما يمت الى الفكر الفلسفي بصلة، وأولى بها أن تنسب [246] الى الشيخ عبدالله الأنصاري (26) أو أحد اتباع مذهبه من أن تضاف الى من يقول (27):
طبائع الأنفس ركبتها
إن وجود رباعية واحدة في أكثر النسخ لا ينهض دليلا على أصالتها، لا سيما اذا تعارضت مع ما يتوافر من قرائن عن خصال عالم مثل الخيام ومسلكه ونمط تفكيره. ولقد أعمل كريستنسن نفسه، أحيانا حسه النقدي، ورفض رفضا قاطعا أن تكون الرباعية السبعون (28)* من نسخة "بودليان " للخيام.
إن امرءا يرى أن الموت والحياة في حركة دائبة، ويستشف،مما ينسب إليه من رباعيات، قنوطه من العودة الى الحياة كما في قوله (29):
وليت لنا، وإن سلفت قرون
رجاء أن سننبت كالزهور
وقوله (30):
أنت يا عمر لست بالتبر حتى
يخرجوه من بعد ما يدفنونه
وقوله (31):
ألا اغتنم قصير العمر لست بنبتة (32)
تعود فتنمو بعدما هي تحصد [247]
وقوله:
"أتدري أن مجيئك ألى الدنيا، كمجيء ذبابة سرعان ما تبيد".
إن إمرءا هذا شأنه، كيف يصح أن ينسب إليه مثل الرباعية التالية، وإن سردت في عشر (10) نسخ خطية من ثماني عشرة(18):
متى اقتلعت خف المنية دوحتي وعدت لدي اقدامها اتعفر(33)
فلا تصنعوا طيني سوى كوز قرقف عسى يمتلي بالراح يوما فأنشر
ونحن نعلم أن أغلب نساخ المجموعات كانوا مولعين بجمع رباعيات أكثر، وأن جل المتصدين للأمر ليسوا من أهل الفكر والأدب وأرباب الذوق والفهم العميق، وهو ما قادهم الى قبول رباعية توائم مستوى فكرهم وأذواقهم. إن قبولا عاما كهذا لا يمكن أن يعد ملاكا على صحة الأمر إذن.
وعلى أية حال فإن مطالعات كريستنسن وجهوده التي بذلها للوصول الى رباعيات الخيام الأصيلة تظل موضع تقدير.
ويشفع له، إذا ما حامت الشكوك حول الكثير من الـ(121) رباعية التي ارتضاها، أنه ليس من أبناء اللغة، فقد تعلم الفارسية اكتسابا، فضلا عن أنه لم يعن كثيرا بالقرائن والإمارات المتوافرة لدينا من القرن الخامس الهجري الذي عاش فيه الخيام [348[.
اسم الخيام في الرباعيات
رأي الدكتور روزن

الدكتور روزن (34) الألماني واحد من أصحاب الدراسات والتحقيقات اللامعة في الخيام. ترجم الرباعيات الى الألمانية (3) عام 1925 معتمدا نسخة مكتوبة عام 721 هـ تضم ثلاثمائة وتسع وعشرين ( 329) رباعية، اضافة الى رباعيات "مؤنس الأحرار" الثلاث عشرة، وثلاث وستين (63) رباعية في حاشية إحدى النسخ الخطية من ديوان "حافظ الشيرازي
".

والدكتور روزن نفسه يشك في صحة نسخته الخطية خطأ وكاغذا/ ورقا (أي لا يمكن أن يكون من عام 721 هـ)، ويظن أنها مكتوبة عن نسخة أصيلة. بيد أن ما فيها من رباعيات تعصى على الانتساب الى الخيام لفظا ومعنى يعمق الشك في صحة تاريخها. ويشاطر الدكتور روزن الرأي المحقق الدانماركي كريستنسن، إلذي يشك، كذلك في صحة هذه النسخة.
لقد اعتمد الدكتور روزن، في البحث عن رباعيات الخيام الأصيلة، الرباعيات المذكور فيها اسم الخيام وعددها اثنتا عشرة ولقد رفض، بأدلة مقبولة ستا منها، وجعل الست الأخرى ورباعيات "مؤنس الأحرار" الثلاث عشرة والرباعيات الست التي وردت في "مرصاد العباد" و "وفردوس التواريخ"(36) و"نزهة الأرواح (37) وعددها جميعا (25) رباعيات،جعلها معيارا لمعرفة الرباعيات الأخرى. لا شأن لي، هنا، بصحة هذا المنهح أو سقمه، بل إن قصدي ينصرف الى الرباعيات التي فيها كلمة "الخيام " [249[:
1 - فالدكتور روزن لا يرى، بفكره الغربي الواقعى، أن الرباعية التالية للخيام، ولا يمكن بالطبع أن تكون له (38): "وسقط الخيام، الذي يفصل خيام الحكمة، في كور الهم والغم فأحترق فجأة، وقطع مبضع الأجل أطناب عمره وباعه دلال القضاء بثمن بخس".
أجل، هذا صحيح، ورأي الدكتور روزان صائب، ويفوح جيدا جيدا، فضلا عن هذا من الرباعية أن بضاعة قائلها مزجاة، وأنه متسرع يؤاخذ الخيام ويفوقه في إدعاء الحكمة والاعتراف بالاجل، لكن فاته أنه حتى غير المشتغلين بالحكمة ممن يعدونها جرثومة الضلالة، وبناة العقائد الدينية قد ماتوا. يقول تعالىإنك ميت وإنهم ميتون)(39) ويقولويبفى وجه ربك ذو الجلال والإكرام)(40).
إن الاثنتي عشرة رباعية التي ورد فيها أسم الخيام واضحا لا لبس فيه، ينم في رأيي، عن عدم اصالتها جميعا، والرباعة السابقه واحدة منها وهي التي لم يقل الدكتور روزن بنسبتها الى الخيام.
2- "ان جسمك يا خيام كالخيمة تماما؛ والروح سلطان منزلها دار البقاء. وإذا ما رحل السلطان، يقوض الخيمة فراش الأجل".

توقيع - شموخ امراة
  رد مع اقتباس
 

ظ„ظٹظ†ظƒط§طھ - ط¯ط¹ظ… : SEO by vBSEO 3.5.1