الموضوع: تصنيف المصيف ؟
عرض مشاركة واحدة
  رقم المشاركة : [1 (permalink)]  
قديم 06-19-2010, 11:03 PM

عبدالعزيز الفدغوش

رئيس مجلس الإدارة
المشرف العام

 بيانات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  عبدالعزيز الفدغوش غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي




 
افتراضي تصنيف المصيف ؟

( 90 ) مدار الأفكار

تصنيف المصيف

يقول الشاعر العربي :

تفر من الهجير وتتقيه = فهلاً من جهنم قد فررتا
ولستَ تطيقُ أهونُها عذابًا=ولو كنتَ الحديدَ بِها لَذَبْتا

في مثل هذه الأيام من كل عام تبدأ نسمات الصيف تزداد سخونة، وتطول ساعات النهار ويبدأ موسم السفر،

وطلب المصيف في مختلف أنحاء المعمورة، ويحلو لبعض طلاب الراحة والسفر والسياحة من أبناء الخليج

شد الرحال والترحال للبحث عن مصايف أجنبية، ليست بحال من الأحوال أفضل من مصايف بلادنا في خليج

الخير والعطاء، ومنبع المجد والوفاء. وتتصف بعض مناطق الخليج بأجواء معتدلة وطبيعة خلابة جذابة،

وتحظى هذه المناطق باهتمام ورعاية الجهات المعنية بشؤون السياحة في دول مجلس التعاون لتهيئة أجواء

الراحة لروادها، وقد امتدت أيادي البناء والتعمير إلى هذه المناطق، بالإضافة إلى الاهتمام بما فيها من معالم

حضارية وتاريخية، وعن ضرر السفر إلى بلاد الكفار يقول العلامة الدكتور صالح بن فوزان الفوزان: «إن

السفر إلى بلاد الكفار ـ خصوصا في هذا الزمان الذي عظمت فيه الفتنة وتنوعت ـ لا يجوز إلا في حالات

محدودة تصل إلى حد الضرورة مع التحفظ والحذر والابتعاد عن مواطن الفساد، وتكون إقامة المسلم هناك

بقدر الضرورة مع اعتزازه بدينه وإظهاره، ومحافظته على الصلوات في أوقاتها، واعتزاله مجمعات الفساد،

وجلساء السوء، فاعتزاز المسلم بدينه يزيده عزا ورفعة حتى في أعين الكفار، فالمسلم يحمل دينا عظيما

يشتمل على كل معاني الخير وحميد الخصال، صحة في الاعتقاد، ونزاهة في العرض، واستقامة في السلوك،

وصدقا في المعاملة، وترفعا عن الدنايا، وكمالا في الأخلاق، فهو يحمل الدين الكامل الذي اختاره الله لأهل

الأرض كلهم إلى أن تقوم الساعة». والمسلم هو المثال الصحيح للكمال الإنساني، ويجب عليه إذا اضطر إلى

السفر إلى تلك البلاد الكافرة أن يحمل هذا الدين بقوة، وأن يظهره بشجاعة أمام أعدائه الذين يجهلون حقيقته

بالمظهر اللائق حتى يكون قدوة صالحة لغيره؛ لأن كثيرا ممن يذهبون إلى تلك البلاد يشوهون الإسلام

بأفعالهم وتصرفاتهم. يشوهونه عند من لا يعرف حقيقته. ويصدون عنه من يتطلع إليه. ويريد الدخول فيه،

فحينما يرى تصرفات هؤلاء ينفر من الإسلام ظنا منه أنهم يمثلونه، وخطر السفر إلى بلاد الكفار عظيم

وضرره جسيم، والمطلوب من المسلم أن يتقي الله في أي مكان، وأن يتمسك بدينه ولا يخاف في الله لومة

لائم، فالإسلام دين العزة والكرامة والشرف في الدنيا والآخرة : «وَللهِ الْعِزَّةُ وَلِرَسُولِهِ وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَلَكِنَّ

الْمُنَافِقِينَ لا يَعْلَمُونَ» (المنافقون: 8)، ويقول الشيخ الدكتور سفر بن عبد الرحمن الحوالي: «إن السفر إلى

بلاد المشركين أو إلى البلاد التي تنتشر فيها البدع والرذيلة ـ وإن كانت بلاد إسلام في الأصل ـ ما هو إلا

حلقة من حلقات التأثير في الأسرة والبيئة المسلمة لكي تتحلل من عقيدتها ودينها وأخلاقها وعاداتها الحميدة،

وتصبح تبعا للبيئات التي حكم الله سبحانه وتعالى عليها بالكفر والذل والخزي في الدنيا والآخرة، والمسلمون

وكما هو واضح لمن يقرأ كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم هم أمة التوحيد، أمة مجتباة ومصطفاة،

أُهِّلت لتكون من أهل الجنة بإذن الله. ونحن نعلم أنه لا يستوي أصحاب النار وأصحاب الجنة، ولا أهل

التوحيد والشرك، ولا أهل الطاعة والمعصية، ولا أهل السنة وأهل البدعة، ومن هنا كان من أوضح الدلائل

على أن الإنسان قد أسلم وجهه لله عز وجل وآمن بكتاب الله هاديا، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا، و أن

يفارق المشركين مفارقة قلبية، فيفارق قلبه عقائدهم وأديانهم، وتفارق جوارحه أعمالهم وعباداتهم، وكل ما هو

من شعائر دينهم، ومفارقة جسدية فلا يختلط بهم، ولا يعيش معهم، ولا يندمج في بيئتهم، ولهذا يقول النبي

صلى الله عليه وسلم: «أنا بريء من مسلم أقام بين ظهراني المشركين. قالوا: يا رسول الله، ولمَ؟ قال: لا

تتراءى ناراهما» أي: لا يرى المسلم نار المشرك، ولا يرى المشرك نار المسلم، فيبتعد عنه ابتعادا شديدا،

ولا يجوز للمسلم أن يسافر إلى بلاد الكفر، لا في عطلة ولا في غيرها، إلا من اضطر إلى العلاج، أو لدارسة

معينة تنفع المسلمين، ولا يوجد له ملجأ إلا تلك البلاد، فيجوز للضرورة، ولا شك في أن مشابهة الكفار في

الظاهر تورث التشبه بهم في الباطن؛ كما نص على ذلك شَيْخ الإِسْلامِ أحمد بن تيمية في كتاب: «اقتضاء

الصراط المستقيم مخالفة أصحاب الجحيم»، فهذه المشابهة في الظاهر تؤدي إلى الاندماج والمشابهة في

الباطن شيئا فشيئا، وهذا ما قرره علماء الاجتماع وعلماء النفس في العصر الحاضر، بناء على تجارب

ملموسة واضحة، أما مصايف الخليج فتسعد بزوارها وتوجه إليهم الدعوة لزيارة الربوع الخضراء التي

تعتلي هامات الجبال العالية، فهل تقبل عزيزي المصطاف هذه الدعوة لتنعم بخيرات بلادك التي حباها الله

بكثير من الثروات وجمال الطبيعة وأنعم عليها بالأمن والأمان والخير والرخاء؟ وتبتعد عن البلاد التي تختلف

عنا اجتماعيا وعقائديا وواقع حال ومعيشة؟ سؤال مشفوع بأمل القبول موجه من مصايف خليج الحب

والشهامة، ومنبع الأصالة والمروءة والمجد والكرامة، وإلى من سألني عن يمة مصيفي لهذا العام أقول:

يا صاح مالي في بعيد المصايـف=ولا حدني عن ديرتي لاهب الصيف
حر ّ الوطن والعج بين الولايـف=يفوق عندي جوّ باريس وجنيـف
عبدالعزيز الفدغوش

الأحد, 5 - يوليو - 2009


جميع الحقوق محفوظة وحتى لاتتعرض للمسائلة القانونية بسبب مخالفة قانون حماية الملكية الفكرية يجب ذكر :
- المصدر :
شبكة الشموخ الأدبية - الكاتب : عبدالعزيز الفدغوش - القسم : منتدى المقالات والنقد
- رابط الموضوع الأصلي : تصنيف المصيف ؟

توقيع » عبدالعزيز الفدغوش
[flash1=http://www.gamr15.org/up/swfiles/3wt00760.swf]WIDTH=500 HEIGHT=350[/flash1]
عهود المحبة - شمس الشموخ - عهود المحبـة
الشعر العربي الشعر الغزلي الشعر الفصيح الشعر الجاهلي الشعر النبطي أخبار الشعراء
الشعر والشعراء بحور الشعر منتديات الشموخ الأدبية شبكة الشموخ الأدبية الشعر الشعبي الشعر الفصيح
رد مع اقتباس
 

ظ„ظٹظ†ظƒط§طھ - ط¯ط¹ظ… : SEO by vBSEO 3.5.1