الساقية المسكونة
الساقية المسكونه
هبّ جاد الكريم مروعباً من نومه ، على أثر نداء جاءه وهو نائم ، قم يا جاد الساقية قد يخذها منا المزارعين ولا نسقى زرعنا مثلهم ، فالمناوبة قربت على الانتهاء ، وسوف تغيب المياه عنا والزرع يتلف ، قم يا جاد ..قم ، كان الوقت قد تجاوز نصف الليل بقليل ، نهض جاد وفك البقرة من قيدها وخرج وهو يبتغي أن لا يسبقه أحد إليها ويُشغلها ، مشى جاد والبقرة يجرها خلفه .. جاد مطمئن لوجود شريكه معه يمشي أمامه ويسبقه إلى الساقية .. أخذ جاد على عاتقه وقام بتعليق البقرة في الساقية حيث لم يسبقه أحد إليها ، فحمد الله وطار بفأسه إلى حقله ليفتح السدة لينسال الماء إلى الحقل ، اطمئن جاد بعد فتح السدة وتأكد من دخول الماء إلى الحقل ، ثم أحس بالجوع فراوضته نفسه أن يأتي بقنديلين من الذرة الشافي يشويههما على النار ويسد بهما جوعه ،دخل الحقل مرة ثانية وأتي ببضعة قناديل وعليه أن يقوم بشوائهم ، فذهب يحتطب لهم وأثناء احتطابة ضربته شوكة في قدمه وغرست بها ، فاكتفى بما جمع من حطب وجريد ،أشعل النار وراح ينظف قدمه من الطين الذي علق بها على ضوء النار الموقدة للشواء ،حتى يتسنى له أن يخرج الشوكة التي غرست بها ، أثناء محاولته اخراج الشوكة من قدمه جاءه شريكه الذي جلس قريباً منه ،ثم سأله ؟، ماذا تفعل ؟، جاد : غرست شوكة بقدمي وأنا أحاول اخراجها ، شريكه : في أي قدم لك غرست ، جاد : في القدم اليمين ، شريكة : مد قدمه ناحية جاد وقال : القدم التي تشبه قدمي هذا ، نظر جاد على شريكة وإذا بالقدم التي مدت أمامه ، ما هي إلا قدم حمار ، فصرخ بأعلى صوته وأقسم إن يسقي في هذه الليلة .. عاد جاد إلى بيته يجر بقرته خلفه وهو في رعب مما رأه .. قيد جاد بقرته وأوى إلى فراشه لكن داهمه النوم وغلبه ، ثم جاءه من يوقظه ، ذهب ليراه فوجده شريكه ، انه أبو زيد ، أبو زيد : تأخرنا يا جاد وقد يأخذوا منا الساقية ، جاد : كيف تأخرنا يا أبوزيد وأنت الذي أخذتني إليها الليلة وكدت أموت في ليلتك السودة هذه ، أبو زيد : كيف يارجل ؟ أنا لم أراك ولم أخرج من بيتي إلا تلك اللحظة ، جاد :ما أنا قلت ليلة سودة من أولها ، أبوزيد : قلت إيه ؟، خلاص يا أبو زيد روح قدامي وأنا رايح أجيب البقرة ، أبو زيد : ماشي أوعى تتاخر ..! ، أخذ جاد البقرة ورجع إلى الساقية ، علق جاد بقرته عليها ثم أوى إلى النار التي أوقدها وتركها ، فإذا هي مشتعلة ولم تنطفئ بعد ، جلس على مقربة وجاءه أبوزيد شريكة ،وقال : ما هو الذي حدث معك ؟، جاد : حدث معي شيئ يشيب الطفل ، أبو زيد :أحكي يا جاد ن بعد أن ضربتني الشوكة بقدمي ، رحت لأستخرجها من قدمي ، فجائني واحد شبهك طبق الأصل وجلس بجواري وسألني ماذا أفعل ؟، فقلت أني أخرج الشوكة من قدمي ، فقال :أي قدم ؟ قل له القدم اليمين فقال : اليمين التي مثل هذا ، فنظرت فإذا بالقدم التي مدت أمام ما هي إلا قدم حمار ، فأخذت بقرتي وعدت إلى الدار ، أبو زيد: وهل رأيته قدمه التي قال لك أنها مثل هذا ، جاد : نعم ،أبو زيد : ماذا لو أراك قدمه على حقيقتها وقال لك أنظر ، فنظر جاد إلى أبوزيد فإذا بقدميه ما هما إلا قدمين حمار ،فترك الساقية والبقرة ورجع إلى البيت دون أن ينظر خلفه ولن يسقي تلك الساقية مرة أخرى
بقلمي:سيد يوسف مرسي الجهني
hgshrdm hgls;,km جميع الحقوق محفوظة وحتى لاتتعرض
للمسائلة القانونية بسبب مخالفة قانون حماية الملكية الفكرية يجب ذكر :
- المصدر : شبكة الشموخ الأدبية
- الكاتب :
سيد يوسف مرسي - القسم :
منتدى القصص والروايات - رابط الموضوع الأصلي : الساقية المسكونة |