اعلانات المنتدي

لا إِلَهَ إِلا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ



الإهداءات

آخر 5 مشاركات تركيب سواتر في صبيا جيزان (الكاتـب : ذهب اكسبيرت - )           »          مقاول تشطيب وترميم في جده (الكاتـب : ذهب اكسبيرت - )           »          تركيب مظلات وسواتر جيزان (الكاتـب : ذهب اكسبيرت - )           »          مقاول بناء ملاحق ومجالس بجدة (الكاتـب : ذهب اكسبيرت - )           »          بطاقة ايوا كبائن السجون مسبقة الدفع (الكاتـب : سماسيموو - )


الانتقال للخلف   شبكة الشموخ الأدبية > شموخ الفكر > منتدى مدونات الكتّاب

إضافة رد
 
 
LinkBack أدوات الموضوع انواع عرض الموضوع
  رقم المشاركة : [1 (permalink)]  
قديم 06-08-2010, 12:02 AM
رئيس مجلس الإدارة
المشرف العام

 بيانات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو
  عبدالعزيز الفدغوش غير متواجد حالياً  
الملف الشخصي




 
افتراضي




( 69 ) مدار الأفكـــار

عناء الشعراء

يقول الشاعر العربي :

ولقد لقيت في حبك ما لم يلقه=في حب ليلي قيسها المجنون
ولكنني لم أتبع وحش الفـلا=كفعال قيس والجنون فنـون

إن النفس البشرية خلقها الله- سبحانه وتعالى – نزاعة إلى الحب كلفة

به، مطبوعة على حب الجمال، مفطورة على احترامه وتقديره، و يملك الحب قياد المرء ويختلط

بدمه إذا استقر في ضميره، وفي طويته وإذا ما تمكن واستقر في الضمير فإن انتزاعه من سريرة

الإنسان ومن باطنه أمر شاق صعب متعذر بلا ريب، فالحب يقهر جبروت الرجال، ويدك معاقل

الصبر وقوِّ الاحتمال، وعندما يتمكن من قلب المحب فإنه لا يقوى على دفع إعصاره الجارف الذي

يعتصره ويعترض طريقه ولا مخرج من ذلك إلا الموت أو الوصال، وليس كما يظن ويتصور

(الجهلاء) بأنه طيف عابر، ووقع سائر، وقد سمي بالهوى لأنه يهوي بالمحب في نيران الصبابة

وجحيم الوجد، فالحب تاج الإنسانية وقانونها المقدس وشعارها الذهبي نحو الواجب، فهو ليس

عاطفــة ووجدانــا فقط إنما هو طاقة وإنتــاج، وتجربة حية لا يعانيها إلا من يعيشها، و هو أعظم

مدرسة يتعلم كل عاشق فيها لغة لا تشبهها لغة أخرى، و الحب سلطان القلوب ولذلك فهو فوق

القانون، يقول فولتير: (الحب أقوى عاطفة لأنها تصيب في نفس الوقت العقل والقلب والجسم)

ويقول شيلر: (ما أصغر النفس وما أحقر الحياة إذا تجردت من الحب)، ويقول نيتشه:

(مقياس الحب نكران النفس)، ويقول نابليون بونابرت: (ما نفع الحب إن لم يرفع المرء)،

ويقول وليم شكسبير: (تكلم هامساً عندما تتكلم عن الحب، و ما أقوى الحب

فهو يجعل من الوحش إنساناً وحيناً يجعل الإنسان وحشاً)، ويقول كمال الشناوي: (الحب جحيم

يُطاق والحياة بدون حب نعيم لا يطُاق)، ويقول يوسف السباعي : (دموع المحبين مطافئ

الحزن ورب جمرة في الفؤاد لا تطفئها إلا عبرة)، ويقول أحد الأطباء العرب: (وقوع الحب

في قلب المحب، كوقوع العلل المدنفة والأمراض المتلفة)، وقال غيره: (ليس من سبيل لتلافي

الوقوع في الحب، ما بقي على ظهر الأرض رجل وامرأة)، ويقول محمد عبد المنعم: (الحب زهرة

ناضرة لا يفوح أريجها إلا إذا تساقطت عليها قطرات الدموع)، ويقول جبران خليل جبران: (

الحب سعادة ترتعش وهو دمعة وابتسامة) , ويقول أحمد هاشم الشريف: (الحب شحنة قوية من

الضوء والحرارة، قد تغشى أبصارنا وتحرقنا، إن لم نعرف كيف نحولها إلى ضوء هادئ ينير

حاضرنا ومستقبلنا)، وتقول غادة السمان: (الحب هو الولادة الثانية للإنسان وهو صمت محموم

تجسده الأيام في سلوك بنّاء) , و تقول فاطمة الفقيه: (الحب مغامرة خطرة، و تضحية بدون

ضمانات عطاء و دون عقود، و صبر بلا أجر، ودخوله دون شروط، فالحب ليس له قاض لنحتكم

إليه فلا إثبات ولا شهود ولا أحد يستطيع أن يقدر كم من الدمار يمكن أن يسببه، فأمره لله لأنه

الوحيد القادر على حساباته العسيرة)، وفي المثل الانجليزي يقال: (القلب العاشق تشرق نضارته

على الوجه)ويقول المثل الفرنسي: (الذي لا يتنفس هواء الحب لا ينبض قلبه بالحياة)، ويقال إن

الحب يستأذن المرأة في أن يدخل قلبها ولكنه يقتحم قلب الرجل، والشعراء لرقة أحاسيسهم أكثر

تأثرا بلوعة الهوى، وشدة الهيام والجوى، وكما يقال: (جرح قلبي من الهوى ليس يبرأ .. كيف

يبرأ وداخل القلب جمرا) والشعر سبيلهم لترجمة نيران الأشواق والولع .


هني اللي خلي مـن العذابـي= ما هو مثلي جريح ٍ مستصيبي
يزيد الوجد مع طول الغيابـي=وأناجي (صورة الجارح) طبيبي
برمح الشوق مكّن بي صوابي=سطا بي و التجأ جرح ٍ عطيبي
هويته واهتوى غض الشبابي=وأطرز مطلع حروفي حبيبـي

عبدالعزيز الفدغوش
الأحد, 5 - إبريل - 2009
[email protected]
http://www.alwasat.com.kw/Default.aspx?MgDid=103055&pageId=26

جميع الحقوق محفوظة وحتى لاتتعرض للمسائلة القانونية بسبب مخالفة قانون حماية الملكية الفكرية يجب ذكر :
- المصدر :
شبكة الشموخ الأدبية - الكاتب : عبدالعزيز الفدغوش - القسم : منتدى مدونات الكتّاب
- رابط الموضوع الأصلي : مدار الأفكار ؟

توقيع » عبدالعزيز الفدغوش
[flash1=http://www.gamr15.org/up/swfiles/3wt00760.swf]WIDTH=500 HEIGHT=350[/flash1]
عهود المحبة - شمس الشموخ - عهود المحبـة
الشعر العربي الشعر الغزلي الشعر الفصيح الشعر الجاهلي الشعر النبطي أخبار الشعراء
الشعر والشعراء بحور الشعر منتديات الشموخ الأدبية شبكة الشموخ الأدبية الشعر الشعبي الشعر الفصيح
رد مع اقتباس
قديم 06-08-2010, 02:38 PM   رقم المشاركة : [2 (permalink)]
رئيس مجلس الإدارة
المشرف العام
 

الملف الشخصي



 
 بيانات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

عبدالعزيز الفدغوش غير متواجد حالياً

افتراضي

( 70 ) مدار الأفكــــار

بطل القسطل

يقول الشاعر العربي:

ثبتوا في الأرض أركان الجهاد= كي تصدوا كل كيد للأعـادي
فالشهيد أمتي في الناس حي= قال عبد القادر الشهم ينـادي


في الثامن من أبريل عام 1908م وفي مدينة القدس ولد المجاهد الفلسطيني عبد القادر الحسيني

وتوفيت والدته بعد مولده بعام ونصف العام، فنشأ في كنف والده شيخ المجاهدين في فلسطين موسى

الحسيني الذي شغل بعض المناصب العالية في الدولة العثمانية وعندما انهارت إبان الحرب العالمية

الأولى، ووقعت فلسطين في قبضة بريطانيا كان أول من رفع صوته في وجه الانتداب البريطاني، ودعا

إلى الاحتجاج والتظاهر وإعلان السخط والغضب ضد وعد بلفور، فتولى قيادة أول مظاهرة شعبية في

تاريخ فلسطين عام 1920م، وبسبب ذلك عزلته سلطات الانتداب البريطاني عن رئاسة بلدية القدس، فلم

يكترث واستمر في نضاله الدؤوب، واشترك في الكثير من المظاهرات وكانت آخرها مظاهرة يافا

بتاريخ27/10/1933م حيث أصيب فيها إصابات بالغة وظل بعدها طريح الفراش حتى فارق الحياة سنة

1934م، وفي بيت العلم والجهاد تربى عبد القادر وتعلم القرآن الكريم، ثم أنهى دراسته الأولية في

مدرسة المعارف الابتدائية بالقدس، وبعدها التحق بالمدرسة الانجليزية، وأثناء فترة دراسته عكف على

قراءة كتب التاريخ، وسير الأبطال والفاتحين وأتم دراسته الثانوية بتفوق، والتحق بعدها بكلية العلوم في

الجامعة الأميركية بمصر، وهناك التقى بالعديد من الشباب العربي وتوثقت صلته بهم، وتحول بيته إلى ناد

نضالي، يناقش فيه مختلف القضايا القومية والدينية،و بعد عودته للقدس، تلقفته السلطات البريطانية

ووضعت بين يديه عدة وظائف رفيعة المستوى محاولة بذلك أن تضمه تحت جناحها إلا أنه آثر العمل في

مجال الصحافة حيث وجده أكثر رحابة ويستطيع به ومن خلاله أن يعبر عن آرائه،وبدأت نشاطاته تبرز في

الأفق الفلسطيني، ووهب الثورة جهده وشبابه، وعند تشكيل منظمة الجهاد الإسلامي تم اختياره قائدا لها

فاتخذ من بلدة (بير زيت) مقرا لقيادة الجهاد المقدس، وقسم فلسطين إلى مناطق قتالية، وكان أول من

أطلق النار إيذانا ببدء الثورة على بطش المستعمر في 6 أيار 1936، حين هاجم ثكنة بريطانية ببيت

سوريك( شمال غربي القدس) ثم انتقل إلى منطقة القسطل، وبلغت أنباؤها العالم العربي كله، فالتحق بها

المجاهدون العرب أفواجا، وخاض الثوار العرب معارك بطولية ضد المستعمرين البريطانيين والصهاينة،

وكان أهمها معركة الخضر) الشهيرة في قضاء بيت لحم، وقد جرح فيها عبد القادر جرحا بليغا، وتمكنت

القوات البريطانية من أسره، لكن رفاقه أنقذوه وحملوه إلى دمشق حيث أكمل علاجه ثم عاد إلى فلسطين

مع بداية عام 1938، وتولى قيادة الثوار وقاد هجمات عديدة ناجحة ضد البريطانيين والصهاينة، ونجح

في القضاء على فتنة دينية كان الانتداب البريطاني يسعى إلى تحقيقها ليوقع بين مسلمي فلسطين

ومسيحييها، وفي خريف عام 1938، جُرح عبد القادر ثانية في إحدى المعارك، فأسعفه رفاقه إلى

المستشفى الإنجليزي في الخليل، ثم نقلوه خفية إلى سورية، فلبنان. ومنها إلى العراق وفي بغداد التحق

بدورة لضباط الاحتياط في الكلية العسكرية، وقد أيد ثورة رشيد عالي الكيلاني في العراق عام 1941،

وشارك مع رفاقه في قتال القوات البريطانية، لكنه بعد فشل الثورة أُلقى القبض عليه وصدر الحكم بسجنه،

وتحت ضغط الرأي العام العراقي والرموز الوطنية، استُبدل السجن بالنفي عشرين شهرا إلى بلدة زاخو في

أقصى شمال العراق، وعلى أثر اغتيال فخري النشاشيبي في شارع الرشيد ببغداد، اتُهم عبد القادر بتدبير

خطة الاغتيال فأودع معتقل العمارة، حتى تدخل الملك عبد العزيز آل سعود - رحمه الله وطيب ثراه

- فأفرجت عنه الحكومة العراقية أواخر عام 1943م، فتوجه إلى السعودية وأمضى فيها عامين بمرافقة

أسرته، وفي مطلع عام 1944 توجه إلى ألمانيا، حيث تلقى دورة تدريب على صنع المتفجرات وتركيبها،

ثم انتقل وأسرته إلى القاهرة وعندما أصدرت الأمم المتحدة قرارها القاضي بتقسيم فلسطين عام 1947م

دخلها مع بعض رفاقه وأعادوا تشكيل قوات الجهاد المقدس والتي تعد طليعة العمل النضالي العربي وأول

مظهر من مظاهر القوات الشعبية التي تحمل في جوهرها صفة الجيش الشعبي في بلد كان يرزح تحت نير

الاستعمار البريطاني، وخاضت هذه القوات بقيادة عبد القادر الحسيني أروع ملاحم البطولة والفداء وتكللت

جميع معاركها ضد العدو الصهيوني والبريطاني بالنجاح، إلى أن كانت معركة القسطل التي دامت أربعة أيام

بكاملها من 4:8 أبريل 1948م، وانتهت بانتزاع البلدة العربية من أيدي الصهاينة، إلا أن ذلك لم يدم

سوى بضع ساعات، حيث أعيد احتلال البلدة مجددا في خضم ذهول المجاهدين وتضعضع قوتهم بسبب

استشهاد قائدهم بطل القسطل عبد القادر الحسيني وذلك صبيحة 8/4/1948م.


لبيت في عز وشموخ المنـادي= وعسى الولي يلبسك حلة شهيدي
الله يبيحك يا منار الجهادي= يا قائد القسطل بيوم ٍ شديدي

عبد العزيز الفدغوش

الأربعاء, 8 - إبريل - 2009

توقيع - عبدالعزيز الفدغوش
[flash1=http://www.gamr15.org/up/swfiles/3wt00760.swf]WIDTH=500 HEIGHT=350[/flash1]
عهود المحبة - شمس الشموخ - عهود المحبـة
  رد مع اقتباس
قديم 06-09-2010, 05:24 PM   رقم المشاركة : [3 (permalink)]
رئيس مجلس الإدارة
المشرف العام
 

الملف الشخصي



 
 بيانات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

عبدالعزيز الفدغوش غير متواجد حالياً

افتراضي

( 71 ) مدار الأفكار

شــاعـر التناحر

يقول الشاعر العربي :

وإنما الشعرُ لبُّ المرءِ يعرضهُ = على المجالسِ إنْ كيساً وإنْ حُمُقا
وإنَّ أشعـرَ بيتٍ أنتَ قائلـُهُ = بيتٌ يُقالُ إذا أنشدتـَهُ صدقـا

في 13 يناير عام 2007م، كتبت مقالاً بعنوان: «شاعر المليون» وذكرت وقتها أن من

السلبيات التي تؤخذ على المسابقة أنها قرنت اسمها بالمادة وبعيداً عن سمو المعاني وروح

الشعر، كما أن لجنة التحكيم فيها تفتقد إلى عناصر من سائر دول الخليج مثل: «مملكة البحرين،

سلطنة عمان ودولة قطر»، وكذلك تسهم المسابقة في تكريس القبلية وإثارة النعرات، إضافة

إلى ضعف مستوى لجنة التحكيم – مع احترامي لشخوص الأعضاء – وها هي الصورة تتضح

بشكل أكبر في النسخة الثالثة من البرنامج الذي جاء لإثارة الفتنة واستنزاف الأموال من خلال

التصويت وبشكل مبالغ فيه حتى صدرت أكثر من فتوى بتحريم التصويت لمثل هذه البرامج، وفي

ذلك يقول الشيخ عبد العزيز الفوزان: (إن المسابقة هدفها الأساسي الربحية وأكل أموال الناس

بالباطل، وليس فيها عدل في الحكم على الشعراء، وإن من يصوت فهو يشهد شهادة زور، لأنه

يصوت وهو يعلم أن شاعره ليس بالأفضل، كما أن فيها تبذيراً للمال في غير وجه حق ، فلو أنفقت

هذه الأموال الطائلة للفقراء والمحتاجين أليس أفضل؟ كما أنها تثير النعرات القبيلة والجاهلية

التي قضى عليها الإسلام، وقد علمنا أن بعض القبائل يقوم بعقد اجتماعات وحملات تعد فيها

الولائم ويتم فيها جمع التبرعات من أجل التصويت لشاعر القبيلة، وهذه عودة للعصبية القبلية

وحمية الجاهلية)، أما الشيخ محمد صالح المــنــجد فيقول: «إن المسابقات التي تقام بين

الشعراء، يشترط لجوازها أن يكون موضوع الشعر مباحاً، ليس محرماً ولا مكروهاً، فإذا كان

الموضوع يحث على مكارم الأخلاق، والتمسك بهذا الدين الحق، وبذل الجهد في نصرته، وبيان

محاسنه، وبطلان الأديان الأخرى، فلا بأس بهذه المسابقات، بل فيها مصلحة شرعية، وقد كان

شعراء الرسول صلى الله عليه وسلم كحسان بن ثابت ينصرون الإسلام ويجاهدون أعداءه

بألسنتهم، أما إذا كان الموضوع محرماً أو مكروهاً، كالعشق ووصف أحوال العاشقين، ووصف

الخمر، والتغزل الفاضح بالنساء، أو إثارة العصبية القبيلة، أو الوطنية، أو هجاء من لا يستحق

الهجاء، أو مدح من لا يستحق المدح ونحو ذلك، فهذه المسابقات محرمة، ولا يجوز الاشتراك

فيها، أو الإعانة عليها بأي وجه من وجوه الإعانة، لقول الله تعالى: (وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى

وَلَا تَعَاوَنُوا عَلَى الْإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ( (المائدة: 2)، ولو سَلَّمنا أن موضوع هذه الأشعار مباح، فإن

هذه المسابقات قد تضمنت جملة من المحاذير الشرعية، منها: «النظر إلى وجوه النساء

المتبرجات، وقد قال الله تعالى ) : قُلْ لِلْمُؤْمِنِينَ يَغُضُّوا مِنْ أَبْصَارِهِمْ) )النور: 30 )، سماع

الأغاني والمعازف، التعصب للقبيلة أو البلد، وقد روى عن جَابِر بْنِ عَبْدِ اللَّهِ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا

قَالَ: كُنَّا فِي غَزَاةٍ فَكَسَعَ رَجُلٌ مِنْ الْمُهَاجِرِينَ رَجُلاً مِنْ الْأَنْصَارِ، فَقَالَ الْأَنْصَارِيُّ: يَا لَلْأَنْصَارِ،

وَقَالَ الْمُهَاجِرِيُّ: يَا لَلْمُهَاجِرِينَ، فَسَمِعَ ذَلِكَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَقَالَ: «مَا بَالُ

دَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ؟ دَعُوهَا، فَإِنَّهَا مُنْتِنَةٌ»، فإذا كان التعصب لاسم المهاجرين والأنصار مع شرفهما:

محرماً، ودعوى الجاهلية، فالتعصب لمجرد القبيلة أو البلد أشد تحريماً، إرسال الرسائل ذات

التكلفة العالية، لترشيح شاعر من الشعراء للفوز بجائزته، داخل في الإسراف والتبذير المنهي

عنهما، وقد قال تعالى ):وَلَا تُبَذِّرْ تَبْذِيرا إِنَّ الْمُبَذِّرِينَ كَانُوا إِخْوَانَ الشَّيَاطِينِ وَكَانَ الشَّيْطَانُ لِرَبِّهِ

كَفُورا( (الإسراء 26: و27( ,وقال تعالى: «وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ» (الأنعام:

141)، وروى عَنْ الْمُغِيرَةِ بْنِ شُعْبَةَ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: "إِنَّ اللَّهَ َكَرِهَ لَكُمْ

قِيلَ وَقَالَ، وَكَثْرَةَ السُّؤَالِ، وَإِضَاعَةَ الْمَالِ"، وروى عَنْ ابْنِ مَسْعُودٍ رضي الله عنه عَنْ النَّبِيِّ

صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : ( لَا تَزُولُ قَدَمُ ابْنِ آدَمَ يَوْمَ الْقِيَامَةِ مِنْ عِنْدِ رَبِّهِ حَتَّى يُسْأَلَ عَنْ أربع:

«عَنْ عُمُرِهِ فِيمَ أَفْنَاهُ، وَعَنْ شَبَابِهِ فِيمَ أَبْلَاهُ، وَمَالِهِ مِنْ أَيْنَ اكْتَسَبَهُ وَفِيمَ أَنْفَقَهُ، وَمَاذَا عَمِلَ فِي مَا

عَلِمَ)، وتضمنها شهادة الزور، لأن الواجب على من يشارك في هذه المسابقات أن يشهد بالعدل

بأن فلاناً هو الأحسن، أما ترشيحه لفلان للجائزة من أجل بلده أو قبيلته أو غير ذلك من الاعتبارات

فهو داخل في شهادة الزور، فهذه جملة من المحاذير التي تضمنتها مثل هذه المسابقات، ولهذا

ينصح القائمون على هذه البرامج بتقوى الله تعالى، وعدم تشجيع الناس على المحرمات.

يا شاعر المليون رغم امتناني= للي ّ رعاك وحط لأجلك ملايين
بيّن خطا التحكيم جهر ٍ بيانـي= ثلث ٍ يجامل والخطأ عند ثلثين
عبد العزيز الفدغوش
الأحد, 12 - إبريل - 2009
[email protected]
http://www.alwasat.com.kw/Default.aspx?MgDid=104019&pageId=26

توقيع - عبدالعزيز الفدغوش
[flash1=http://www.gamr15.org/up/swfiles/3wt00760.swf]WIDTH=500 HEIGHT=350[/flash1]
عهود المحبة - شمس الشموخ - عهود المحبـة
  رد مع اقتباس
قديم 06-10-2010, 11:16 PM   رقم المشاركة : [4 (permalink)]
رئيس مجلس الإدارة
المشرف العام
 

الملف الشخصي



 
 بيانات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

عبدالعزيز الفدغوش غير متواجد حالياً

افتراضي

( 72 ) مدار الأفكار

خطاب الانتخاب

يقول الشاعر العربي :

فلنكن يا قـوم صفـاً واحـداً = نأخذ التشـريع من خير الرسل
ولنسر يا قوم فـي درب الهـدى = إن من سار على الدرب وصل

في مرحلة الدعاية الانتخابية يسعى كل مرشح إلى كسب أصوات الناخبين ويستخدم في خطابه

السياسي جميع الطرق المشروعة المتاحة من أجل التأثير على الناخب والوصول إلى تحقيق هدفه، على ألا

يخرج في الخطاب الانتخابي على إطار الواقعية والقانون، وتبعا لذلك نجد من يتحدث بعقلانية وعن

إنجازات وبرامج ملموسة على صعيد الواقع العملي، بينما يتحدث غيره عن برامج يصعب تصديقها

ويتعذر تطبيقها، وتتعدد وتتباين تصريحات المرشحين، وإن كان العامل المشترك فيها هو دغدغة

مشاعر الناخبين والعزف على أوتار مصالحهم والقضايا التي تهمهم، بقصد لفت الانتباه وكسب

التأييد، وكما تقول فوزية الصباح: (كلما اقتربت الانتخابات احتدمت المنافسة بين المرشحين وازدادت

تصريحاتهم الصحافية التي هي بمثابة رسائل إلى أبناء الدائرة عن توجه هذا المرشح أو ذاك)،

وعند تتبع هذه التصاريح نجد من يطالب بإسقاط المديونيات وقروض المواطنين على اعتبار أنها القضية

التي تهم أكبر شريحة في البلاد، بينما تطرق غيره إلى تدني مستوى الخدمات التعليمية وتراجع مخرجات

التعليم، وكذلك يتخذ غيرهم من كبح جماح لجنة الإزالات منطلقا له كونها تسعى وفق رؤيته إلى

إيذاء المواطنين وتخريب ممتلكاتهم، ويرى مرشح آخر أن أبرز القضايا التي يوليها اهتمامه في المرحلة

المقبلة هو توظيف الشباب والقضاء على ظاهرة البطالة التي بدأت تظهر على السطح مؤخرا، ويعد

أحد المرشحين ( أن يتم تحسين الخدمات الصحية والتعليمية والإسكانية من بناء مستشفيات ومراكز

صحية ومدارس فهي أهم الركائز التي يعتمدها في برنامجه الانتخابي لتحقيق تطلعات وطموحات

المواطن، مؤكداً أن دور مجلس الأمة هو الرقابة والتشريع لمساعدة الحكومة للوصول إلى حل

هذه القضايا مع التأكيد على أهمية توافر مبدأ العدالة بين المواطنين في نيل حقوقهم والتوزيع العادل

للخدمات، بحيث لا تفوز منطقة بنصيب الأسد من الخدمات وتحرم مناطق أخرى من أبسط حقوقها في

الحد الأدنى من هذه الخدمات، مشيرا إلى حرمان مناطق قديمة وأخرى مقامة حديثاً من الخدمات

الصحية والتعليمية والاجتماعية وغيرها )، بينما يرى مرشح غيره ( أن المواطن سئم من حالة

التأزيم بين السلطتين التشريعية والتنفيذية والتي أثّرت على قضاياه المصيرية والتي لا تزال تنتظر

من المجلس والحكومة معاً أن يضعا لها الحلول المناسبة )، ويحدد مرشح رابع ( أن أهم أولوياته التي

يحملها برنامجه الانتخابي هو الشباب والمحافظة على القيم الإسلامية وهوية المجتمع الإسلامي،

ومحاربة موجات التغريب والفساد الإداري والمالي المتفشي في أروقة الوزارات ومؤسسات

الدولة، والمحافظة على الاقتصاد الذي يمثل عصب الدولة وكيفية الاستفادة منه بما يعم الفائدة على أبناء

الشعب الكويتي) ويدعو أيضا (إلى الاهتمام بقضايا التعليم وهموم أبنائنا الدارسين في الخارج

وكذلك قضية الصحة وتدني الخدمات الصحية مع وجود عجز في الكادر الطبي والمستشفيات

والمستوصفات والقضية الإسكانية والتي أصبحت كل أسرة تعاني منها خاصة الذين يضطرون إلى السكن

ودفع إيجارات كبيرة لسنوات طويلة)، ومن خلال هذه التصريحات والخطابات الانتخابية وغيرها نجد أنه

تم القضاء على جميع المعضلات والمشكلات التي تواجه الوطن والمواطن ومنها: المشكلات

المرورية، حماية المال العام، والإسكان، وقضية غير محددي الجنسية، والواسطة والفساد الإداري، وتفشي

المخدرات، الرعاية الصحية، والبطالة، تطبيق الشريعة، والنهوض بالتعليم، قضايا الشباب، وتجارة

الإقامات، الخصخصة، وكفاءة الأجهزة الأمنية، والمشكلات البيئية، تنظيم سوق الأوراق المالية،

والاستثمارات الأجنبية، والإعلام الكويتي وغيرها مما يخدم المصلحة العامة ويسهم في بناء البلاد.

في ملتقى الترشيح يا كثر الأقـوال=كل ٍ يحقـق للأمـل بـس بالقـول
كـل ٍ ينـادي بالفضايـل والأنفـال=ولأجل الوطن والمنطقة حيل مشغول
يبذل جهودٍ للوطـن ضـد الأهـوال=حيث الأمل بيديه والسيف مسلـول
يسعى مع الإصلاح في كل الأحـوال=بالقول والتصريح والفعـل مجهـول
نسمع ولا نكسب من القول مثقـال=ذرة من التنفيذ للطـرح يـا حـول
طيف ٍ يداعـب للخيـالات وآمـال=واليا انتهى الترشيح ما عنه مسؤول
كل الوعود اللـي بنـدوات تنقـال=تنسى بعد ما ينجح العضو وتـزول
إلا وعود أهـل المبـادي والأفعـال=تبقى منار ٍ يقتدي به علـى طـول
نبراس للإخلاص مع كـل الأجيـال=وعوايد ٍ للي على الطيـب مجبـول
يا حيّ من يصدق وإذا قـال فعّـال=وبرنامجـه للدايـرة جـد معقـول
ما هام في بحر المتاهـات واجـدال=ولا باع لأبناء المنطقة هرج معسول
خل ّ الذي في زيف الأقـوال يختـال=لو يكثر التنظير ويصـول ويجـول
ما يدري إن الناس ترصد للأعمـال=والناخب الواعي كشف كل مقفـول
ما يرتجى للحل من كـف محتـال=لو يدعي في منهجه عنّـده حلـول
من دافع الإحساس ترجمت الأمثـال=وجهة نظر تنقال والـرأي مكفـول

عبد العزيز الفدغوش

الأربعاء, 15 - إبريل - 2009

توقيع - عبدالعزيز الفدغوش
[flash1=http://www.gamr15.org/up/swfiles/3wt00760.swf]WIDTH=500 HEIGHT=350[/flash1]
عهود المحبة - شمس الشموخ - عهود المحبـة
  رد مع اقتباس
قديم 06-12-2010, 04:15 PM   رقم المشاركة : [5 (permalink)]
رئيس مجلس الإدارة
المشرف العام
 

الملف الشخصي



 
 بيانات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

عبدالعزيز الفدغوش غير متواجد حالياً

افتراضي

( 73 ) مدار الأفكار

تنوير .. و.. تشهير

يقول الشاعر العربي :

أما الوَراقَةُ فهي أنكدُ حِرفــــةٍ = أوراقها وثمارهُا الحرمـــانُ
شبهتُ صاحبَها بصاحبِ إبـــرةٍ= تكسو العراةَ وجسمهـا عريانُ

تعتبر الصحافة في أي بلد من بلدان العالم ثمرة طبيعية لما حقق ذلك البلد من تقدم حضاري،

وحرية الرأي حجر الوجود الإنساني وقمة المثل العليا، ويقول فؤاد توفيق العاني في مؤلفه

(الصحافة الإسلامية ودورها في الدعوة) : (إن للصحافة شأناً عظيماً في جميع العصور إذ أقبل

الناس عليها باحثين عما يشبع لديهم حب المعرفة والاطلاع، كما تمكنهم من نقل ما حصلوا عليه

من أخبار ومعلومات، والصحافة إن نظرنا إليها من جانب آخر، إنما تعكس أوجه النشاط البشري

كما إنها سجل ووسيلة لنشر الأخبار وسرد الحوادث والمعلومات وروايتها وتعميمها، والأمة

الإسلامية كغيرها من الأمم كانت لها صحافتها ووسائل إعلامها فقد كان العرب في البيئات المتحضرة

يرسلون الرسل لتبليغ الأوامر والوصايا شفوياً أو كتابة، وكان الرواة يجوبون الحواضر الإسلامية يروون

الأحاديث، والأشعار، ويتناقلون الأخبار، وكانت القصائد وسيلة إعلامية فاعلة ينقل الشعراء والرواة من

خلالها أخبار قبائلهم، ويسجلون فيها وقائع حياتها اليومية، ومع التطور الهائل الذي تم في جميع مناحي

الحياة، أصبح للصحافة في عصرنا الحاضر أهمية بالغة الخطورة نابعة من قدرتها على التأثير بالمتلقين

وتشكيل أفكارهم ومعتقداتهم ومبادئهم، وعن أهمية حرية الصحافة ودورها في رقي وتطور المجتمعات

يقول حسن اللوزي: (إن الإرادة تتوجه نحو جعل الحرية زاد حياة، وزناد حركة وقوة دفع وتشكيل للمصير

البشري المشترك في حضارة متعددة الثقافات، وحرية الصحافة في مقدمة تلك الحريات حتى أصبح الموقف

منها والالتزام بها هو المقياس لمدى التقدم الذي صار يحرزه المجتمع في تطوره الإنساني والدولة في

مكانتها الحضارية (, ويعد ترسيخ البناء الوطني، وتأكيد قيم الانتماء إلى الوطن في مقدمة الأدوار التي

تضطلع بها الصحافة المسؤولة التي تستشعر القضايا الوطنية، وتبادر إلى تلمس الوسائل والسبل، لتقريب

وجهات النظر، وتجاوز نقاط الاختلاف، ومواطن الصراع. ويأتي هذا الدور اعتمادًا على حقائق الواقع،

وتجاوز الذاتية, ونبذ الأنانية، واتخاذ الموضوعية أسلوبًا للطرح، وأداة لتشكيل اتجاهات الرأي العام،وتؤمن

صحفنا المحلية والخليجية إيمانا راسخا بأهمية إتاحة الحرية لكل الآراء، ولكن لا يمكن إنكار أن الحرية بلا

حدود في إبداء الرأي أمر غير واقعي، ويمكن أن ينتج عنه قذف وسب لا سيما إذا كان الإنسان المتمتع

بتلك الحرية الصحافية لا يقدر رسالة الصحافة حق قدرها فتجده مجبولا على القذف والسب والخوض في

الأمور الشخصية للناس، وهذا ما نلاحظه - وللأسف الشديد – عند بعض أصحاب النوافذ الإعلامية ممن

حولوا تلك النوافذ إلى ميدان للإيذاء والانتقام واعتبروها وسيلة لتشويش الأذهان وتكدير صفو الحياة

والتقليل من شأن الآخرين، وتصدوا لكل من يخالفهم الرأي ونعتوه بأسوأ النعوت فأصبحوا بحاجة إلى

توعية وتوجيه بدلا من أن يكونوا هم أداة للتوجيه والإرشاد وتبصير القراء وتنويرهم، ومن الأجدر بمن

يتولى نافذة إعلامية أن يتحرى الدقة وأن يكون منصفا غير متحيز وألا يعارض أحدا إلا ببينة ولا يؤيد إلا

بدليل وأن يبتعد عن الحدس والتخمين في معالجة أي قضية، فالناقد الواعي ينتقد ليبني لا ليهدم، والبقاء

للأصلح، قال الله سبحانه وتعالى : ( أَنزَلَ مِنْ السَّمَاءِ مَاءً فَسَالَتْ أَوْدِيَةٌ بِقَدَرِهَا فَاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَابِياً

وَمِمَّا يُوقِدُونَ عَلَيْهِ فِي النَّارِ ابْتِغَاءَ حِلْيَةٍ أَوْ مَتَاعٍ زَبَدٌ مِثْلُهُ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الْحَقَّ وَالْبَاطِلَ فَأَمَّا الزَّبَدُ فَيَذْهَبُ

جُفَاءً وَأَمَّا مَا يَنفَعُ النَّاسَ فَيَمْكُثُ فِي الأَرْضِ كَذَلِكَ يَضْرِبُ اللَّهُ الأَمْثَال) ( الرعد : 17)، وآمل ألا يكون في

نفس أحد أي حرج مما كتبت لأن النقد البناء هو رائد الجميع وإن اختلفت الآراء والأفكار و للنقد البناء

والهادف دور هام في تصحيح الأخطاء و تحقيق نتائج إيجابية تصب في مصلحة الوطن والمواطن.


يا جاهلاً روح العمل بالصحافة= لا تتخذ من سب ّ غيرك وظيفة
ترى الصحافة منبر ٍ للثقافة = ومنار فكر ٍ والمبادي شريفة

عبد العزيز الفدغوش

توقيع - عبدالعزيز الفدغوش
[flash1=http://www.gamr15.org/up/swfiles/3wt00760.swf]WIDTH=500 HEIGHT=350[/flash1]
عهود المحبة - شمس الشموخ - عهود المحبـة
  رد مع اقتباس
قديم 06-12-2010, 05:05 PM   رقم المشاركة : [6 (permalink)]
رئيس مجلس الإدارة
المشرف العام
 

الملف الشخصي



 
 بيانات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

عبدالعزيز الفدغوش غير متواجد حالياً

افتراضي

(74 ) مدار الأفكار

شيمة.. و .. جريمة

يقول الشاعر العربي:


لا بدّ للمرء من ضِيـقٍ ومن سَعَةٍ = ومـن سرورٍ يُوافـِيهِ ومن حَزَنِ
واللهُ يطـلبُ منه شُـكرَ نعمتِـهِ = ما دام فيها ويبغي الصبرَ في المِحَنِ

عرف العرب حتى في زمن الجاهلية بصفات حميدة، وأخلاقٍ فاضلة مثل الشهامة والمروءة

والكرم، والإقدام والشجاعة والإباء، وعزة النفس وحفظ العهد والوفاء، والفصاحة ومعرفة

الأنساب والأحياء، وحسن الجوار وحماية الدخلاء والضعفاء وغيرها، ولذلك قال النبي صلى الله

عليه وسلم: (إنما جئت لأتمم مكارم الأخلاق)، ومن القصص التي تجلت فيها كثير من المعاني

السامية وضرب فيها المثل بالشهامة والصبر وحسن الجوار قصة (المهادي وجاره السبيعي )

والتي جرت أحداثها في جزيرة العرب قبل أربعة قرون تقريبا وجاء ذكرها في كثير من القصائد

الشعبية والمؤلفات الأدبية التي تعنى بالشيم والقيم ومنها كتاب (من شيم العرب) للمؤلف فهد

المارك وكتاب (من آدابنا الشعبية في الجزيرة العربية) للشاعر منديل بن محمد آل فهيد ويجمع

الرواة على أن مهمل أو محمد المهادي قد حل ضيفا عند مفرج السبيعي وأعجب بإحدى فتيات

الحي والتي كانت على مستوى من الجمال، وطلب من مضيفه أن يكون وسيطا له في الزواج

منها، ومن المصادفات أنها كانت ابنة عم مفرج وخطيبته إلا أنه تنازل عنها إكراما لضيفه وتوسط

لدى عمه (والد الفتاة) وزكى المهادي وأشاد بسؤدده ورغب في توثيق الصلة به وبجماعته عن

طريق المصاهرة فلما تحقق للمهادي مراده ودخل على الفتاة التي أصبحت زوجته وجدها تجهش

بالبكاء رغبة في خطيبها، وابن عمها مفرج الذي لم يبق بينها وبينه إلا العقد، وكراهة للغربة عن

أهلها وعشيرتها، فلما علم المهادي بالأمر أنفت نفسه وطلقهاولم يقربها، وشكر لمفرج حسن

صنيعه ولامه على إخفائه الخبر وعادت إلى ابن عمها الذي زوجها وأنجبت منه، وفي ظروف

الحياة القاسية قصد مفرج صديقه المهادي في بلاد الجبلين فأكرم وفادته، وكان للمهادي بيتان

وليس له إلا ولد ذكر وبنات، وفي أحد البيتين ابنه وأمه وفي البيت الثاني البنات وأمهن ولما وفد

مفرج أمر المهادي أم الولد أن تنتقل هي وولدها إلى البيت الآخر ليكون البيت للضيف وأهله،

فتركت زوجة المهادي بيتها وطلبت من زوجة مفرج أن تبلغ ابنها الذي يلعب مع فتيان الحي حين

عودته مساء أمر انتقالها لأن من عادته أن يأوي إلى بيت والدته وينام في طرف فراشها ولا

يوقظها، إلا أن زوجة مفرج غلب عليها النوم وذلك لطول السفر وشدة التعب فدخل ابن المهادي

البيت وأوى إلى فراشه معتقدا أن من ينام إلى جانبها هي والدته، وعندما عاد مفرج بعد سمره

مع المهادي وجد زوجته نائمة وبجانبها فتى يناهز العشرين فلم يملك نفسه من شدة الغضب

وقتله، فانتبهت المرأة قبل أن يلحقها به فبادرت بتوضيح أمر الفتى وأنه ابن المهادي فما أكملت

حديثها حتى أغمي عليه وبعد إفاقته عاد إلى المهادي متغير اللون متلعثم اللسان ينشد شعراً منه:


سريت منك بأول الليل مسـرور= وعودت مجرم ميس ٍ من حياتي

وعند وقوع المصائب تختلف مواقف الرجال منها كما يقول الشاعر :

إذا الرزايا أقبلت ولم تقف= هناك أخلاق الرجال تختلف

وعندما علم المهادي بمقتل ابنه أبدى صبرا وجلادة ومتانة أعصاب وكتم الأمر وأخذ جثة

الفتى هو ومفرج خفية وألقياها في ملعب فتيان الحي بعيدا عن البيوت، وفي الصباح أخبر

جماعته أن ابنه مقتول ولا يعلم قاتله فعظم المصاب على قومه وجندوا أنفسهم لما يريده،

فطلب منهم الدية المتعارف عليها في حال عدم معرفة القاتل والتي تعرف عند القبائل

بـ (دية الغشيا)، حيث تؤخذ لولي الدم ناقة من كل ذود فجمع له ما يقرب من ثلاثمئة ناقة،

فأعطاها ضيفه مفرج وطلب منه كتمان الأمر خوفا عليه من انتقام قومه وألا يحرج مما

جرى لأنه قضاء وقدر، وتحلى المهادي بالصبر والتحمل في إخفاء تبعات القضية وتناساها،

فأقام مفرج عنده عدة سنين ثم اشتد ولع أحد أبنائه بإحدى بنات المهادي فصار

يتعرض لها حتى شكت الأمر إلى والدها وأخبرته أنها لا تستطيع البعد عن الحي خوفا على

نفسها منه فعظمت المصيبة على والدها وكانت أشد من مصيبة قتل ولده، فكان المهادي

أذا قدم الفنجال لمفرج قال له (شد) بدل خذ وإذا لعب معه (البية) وهي لعبة يتسلى بها العرب

قديما وتشبه الدامة، قال له ارحل وإلا رحلنا ! ففطن مفرج لهذه التورية فطلب الأذن بالرحيل

فأذن له المهادي ولم يبد ممانعة، وعندما رحل مفرج وابتعد عن مضارب حي المهادي عاد

متستراً فوجد المهادي ينشد في آخر الليل قصيدة فهم منها أنه وقع منهم إيذاء له أشد من

قتل ولده فاختبر أولاده على سبيل الحيلة حتى اكتشف أن ابنه الصغير كان يتحرش بابنة

المهادي ويحاول اغتصابها فاستل سيفه وقطع رأسه وأرسله للمهادي في كيس، مجسداً روح

الصداقة، و أسمى معاني التضحية والتفاني، ولكن لو تأخرت أحداث هذه القصة إلى

الوقت الحالي هل ستظل كما ينظر لها على أنها مضرب للمثل في الشيم والقيم وأن بطليها (مفرج

والمهادي) من رموز الصبر والوفاء، والصداقة والنقاء، أم أنها ستعد من جرائم العصر البشعة

ويجب محاكمة مفرج لارتكابه جريمتي قتل (الأولى عمداً) والثانية (عمداً مع سبق الإصرار

والترصد) وكذلك المهادي الذي تستر على القاتل وشاركه في إخفاء معالم الجريمة.

لازال ذكر مفـرج ٍ والمهـادي= مضرب مثل بالطيب عيا يبيـدي
مجد ٍ رسخ مابين حضر وبوادي=وكل ٍ بذكره بالمواقف يشيـدي

عبد العزيز الفدغوش

توقيع - عبدالعزيز الفدغوش
[flash1=http://www.gamr15.org/up/swfiles/3wt00760.swf]WIDTH=500 HEIGHT=350[/flash1]
عهود المحبة - شمس الشموخ - عهود المحبـة
  رد مع اقتباس
قديم 06-12-2010, 11:03 PM   رقم المشاركة : [7 (permalink)]
رئيس مجلس الإدارة
المشرف العام
 

الملف الشخصي



 
 بيانات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

عبدالعزيز الفدغوش غير متواجد حالياً

افتراضي

( 75 ) مدار الأفكار

جوار الأخيار


يقول الشاعر العربي :


عن الجار يسأل باغي المَحَل= قبل السؤالِ عن المنزِلِ
وغصــنُ المودَّة إن جادَهُ= سحــابُ التعهُّد لم يذبلِ


إن للجار عند العرب مكانة عظيمة، ومنزلة كبرى، ويعد حسن الجوار

في مجتمع الصحراء ـ كما يقول الدكتور مرزوق بن صنيتان بن تنباك ـ قيمة اجتماعية وضرورة

تحتمها طبيعة الحياة، كما أنه يعد مصدرا للأمن في المجتمع العربي في وقت لم تتوافر فيه أسباب

الأمن، وقد افتخر الشعراء بحماية الجار وأمنه والمحافظة على ماله وعرضه ونفسه، وعندما جاء

الإسلام دعم رابطة الجوار، وأوصى بمراعاتها، وشدد في الإبقاء عليها، وعظَّم من حق الجار

وحث على الإحسان إليه قال تعالى:«وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً وَبِذِي

الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ»، (النساء:36)

وقال النبي صلى الله عليه وسلم: «مازال جبريل يوصيني بالجار حتى ظننت أنه سَيُورِّثه»، وقد

حض النبي صلى الله عليه وسلم على الإحسان إلى الجار وإكرامه فقال: «من كان يؤمن بالله

واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم جاره، ومن كان

يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه»، بل وصل الأمر إلى درجة جعل فيها الشرع أن الذي يحسن

إلى جاره هو خير الناس عند الله كما قال المصطفى عليه الصلاة والسلام: «خير الأصحاب عند الله

خيرهم لصاحبه، وخير الجيران عند الله خيرهم لجاره»، وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال

رجل: يا رسول الله، إن فلانة يذكر من كثرة صلاتها، وصدقتها، وصيامها، غير أنها تؤذي جيرانها

بلسانها، قال: «هي في النار»، وعن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه

وسلم: «مَا آمَنَ بي مَن بات شبعانا وجاره جائع إلى جنبه وهو يعلم»، وفي تعريف الجار يقول

الشيخ محمد المنجد: "الجِوار بكسر الجيم مصدر جاور، يقال: جاور جوارا ومجاورة، ومن معاني

الجوار المساكنة والملاصقة، وتطلق على الاعتكاف في المسجد والمجاورة في الحرمين، وعلى

العهد والأمان، ومن الجوار الجار، ويطلق على معان، منها: المجاور في المسكن، والشريك في

العقار أو التجارة، وكذلك يطلق على الحليف والناصر"، وقال الشافعي رحمه الله: «(كل من قارب

بدنه بدن صاحبه قيل له جار»، وبناء على ذلك فإن المجاور على مقاعد الدراسة وصفوف الجامعة

وفي المحلات والمكاتب والشركات والمؤسسات وغيرها، يعتبر جارا، ويدخل في حقوق الجوار

الكثيرة والتي منها: «إلقاء السلام ورده، وإجابة الدعوة، والإعانة عند الحاجة، وتقديم الجار

الأقرب في الهدية، وعدم التطاول عليه بالبنيان، وعدم إيذائه بالأصوات المرتفعة، والتهنئة له

بالأفراح والتعزية بالأتراح، وكف الأذى عنه وستر عيوبه، وزيارته إذا مرض والسؤال عن صحته

والدعاء له، واتباع جنازته إذا مات، وإعداد الطعام لأهله لانشغالهم بمصيبتهم»، ويقول الإمام

زين العابدين: «وأمَّا حقُّ الجار، فحفظُه غائبا، وكرامتُه شاهدا،

ونصرتُه ومعونتُه في الحالين جميعا، لا تتبع له عورة، ولا تبحث له عن سوأة»، وقد جمع أحد

الشعراء أهم حقوق الجوار حين قال:


للجار حق إذا أديـت واجبـه= جزاك ربك بالإحسان إحسانـا
فأول بالخير خير واثنيـن بـه= وإن أتى سبَُه جازيت غفرانـا

واغضض جفونك عن عورات=منزله وأوله لطفا حيثما كانـا
جاري أرى حفظه حقا ونصرته=فلست أسلم جاري عزَّ أو هانا

وحدد بعض العلماء دائرة الجيرة إلى مدى أربعين دارًا من كل جهة، وقد سئل الحسن البصري عن

الجار فقال: «أربعين دارا أمامه وأربعين خلفه وأربعين عن يمينه وأربعين عن يساره»، وتتفاوت

مراتب الجيران فالجار المشرك له حق الجوار، والجار المسلم له حق الجوار وحق الإسلام،

والقريب له حق الجوار والإسلام والقربى، فالإسلام يحرص على عقد روح التعاون بين الجيران،

ويعد محبة الخير لهم من مظاهر الإيمان الكامل مصداقا لحديث النبي صلى الله عليه وسلم:

(والذي نفسي بيده لا يؤمن عبد حتى يحب لجاره ما يحب لنفسه) .



للجار حق إذا أديـت واجبـه= جزاك ربك بالإحسان إحسانـا
فأول بالخير خير واثنيـن بـه= وإن أتى سبَُه جازيت غفرانـا

واغضض جفونك عن عورات=منزله وأوله لطفا حيثما كانـا
جاري أرى حفظه حقا ونصرته=فلست أسلم جاري عزَّ أو هانا
عبدالعزيز الفدغوش


الأربعاء, 29 - إبريل - 2009

توقيع - عبدالعزيز الفدغوش
[flash1=http://www.gamr15.org/up/swfiles/3wt00760.swf]WIDTH=500 HEIGHT=350[/flash1]
عهود المحبة - شمس الشموخ - عهود المحبـة
  رد مع اقتباس
قديم 06-16-2010, 06:01 PM   رقم المشاركة : [8 (permalink)]
رئيس مجلس الإدارة
المشرف العام
 

الملف الشخصي



 
 بيانات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

عبدالعزيز الفدغوش غير متواجد حالياً

افتراضي

( 76 ) مدار الأفكار

طلب الأدب

يقول الشاعر العربي:


واسمع حديثهـم إذا هـم حدثـوا=واجعل حديثك إن نطقـت مهذبـا
واسمع حديثهـم إذا هـم حدثـوا=واجعل حديثك إن نطقـت مهذبـا

الأدب وسيلة إلى كل فضيلة، وذريعة إلى كل شريعة، فهو سند الفقراء، وزينة الأغنياء، وفيه

تتفاوت الناس، فهم على ثلاث طبقات، كما جاء كتاب «أنيس الجليس» لمؤلفه الشيخ سالم

العجمي: «أهل الدين، وأهل الدنيا، وأهل الخصوصية»، فأما أهل الدنيا فإن أكثر آدابهم في

الفصاحة والبلاغة وحفظ العلوم وأسماء الملوك وأشعار العرب، ومعرفة الصنائع. وأما أهل الدين

فإن أكثر آدابهم في رياضة النفوس، وتأديب الجوارح وطهارة الأسرار وحفظ الحدود وترك

الشهوات واجتناب الشبهات، وتجريد الطاعات والمسارعة إلى الخيرات. وأما أهل الخصوصية

فإن أكثر آدابهم في طهارة القلوب، ومراعاة الأسرار والوفاء بالعقود بعد العهود، وحفظ الوقت

وقلة الالتفات إلى الخواطر والعوارض، والبوادي والطوارق واستواء السر مع الإعلان، وحسن

الأدب في مواقف الطلب وأوقات الحضور والقربة والدنو والوصلة ومقامات القرب، ومن شرف

الأدب أن يتشعب منه الشرف وإن كان صاحبه دنيا، والعز وإن كان مهينا، والقرب وإن كان صاحبه

قصيا، والغنى وإن كان صاحبه فقيرا، والنبل وإن كان صاحبه حقيرا، والمهابة وإن كان وضيعا،

والسلامة وإن كان سفيها، وجاء في تعريف الأدب أنه: «الأدب هو الكلام البليغ، الصادر عن

عاطفة، المؤثّر في النفوس، ويقوم على العاطفة، الأفكار، الألفاظ والتراكيب، والخيال»، ويطلق

الأدب على ما يستحسن من السيرة والخلق، وعلى المعرفة برواية الشعر والقصص والأخبار

والأنساب، وعلى الكلام الجيد من النظم والنثر، ويدل بمعناه العام على الإنتاج العقلي عامة، مدونا

في كتب. وبمعناه الخاص على الكلام الجيد الذي يحدث لمتلقيه لذة فنية إلى جانب المعنى الخلقي،

ويقول الشاعر:

ما وهب الله لامرئ هبة= أفضل من عقله ومن أدبه
هما حياة الفتي فإن فقدا= فإن فقد الحياة أحسن به

ويقول شيب بن شيبة: «اطلبوا الأدب: فإنه مادة العقل، ودليل على المروءة، وصاحب في الغربة،

ومؤنس في الوحشة، وحلية في المجالس، ويجمع لكم القلوب المختلفة»، وقال عبد الله بن مروان

لبنيه: «عليكم بطلب الأدب: فإنكم إن احتجتم إليه كان لكم مالا، وإن استغنيتم عنه كان لكم جمالا»،

قال خالد بن صفوان لابنه: «يا بني الأدب بهاء الملوك، ورياش السوقة، والناس بين هاتين،

فتعلمه تجده حيث تحب»، وقال عبد الله بن المقفع: «إذا أكرمك الناس لمال أو لسلطان فلا يعجبك

ذلك فإن الكرامة تزول بزوالهما، ولكن ليعجبك إذا أكرموك لدين أو أدب»، وقال الأحنف بن قيس:

«رأس الأدب المنطق، ولا خير في قول إلا بفعل، ولا في مال إلا بجود، ولا في صديق إلا بوفاء، ولا

في فقه إلا بورع، ولا في صدق إلا بنية»، ويقول: «يحيى بن محمد العنبري: «علم بلا أدب كنار

بلا حطب، وأدب بلا علم كجسم بلا روح»، وقال عبد الله بن المبارك: «طلبت الأدب ثلاثين سنة،

وطلبت العلم عشرين سنة، وكانوا يطلبون الأدب ثم العلم»، وقال أيضا: «كاد الأدب يكون ثلثي

العلم»، وقد قيل قديما أحسن الحلية الأدب ولا حسب ولا مروءة لمن لا أدب له، ومن تأدب من

غير أهل الحسب ألحقه الأدب بهم، وقيل: «ثلاثة تورث المحبة: الأدب والتواضع والدين، وثلاثة

ليس معهن غربة كف الأذى وحسن الأدب ومجانبة الريب، وثلاثة تكسب المقت الكبر والظلم

والبخل»، وقال حكيم لأبنه: «يا بني عز السلطان يوم لك ويوم عليك، وعز المال وشيكٌ ذهابه،

جدير انقطاعه وانقلابه، وعز الحسب إلى خمول ودثور وذبول، وعز الأدب راتب واصب لا يزول

بزوال المال، ولا يتحول بتحول السلطان»، ويقال: من قعد به حسبه، نهض به أدبه. وقال ابن

المعتز: (لست تعدم من الأديب كرما من طبعه، أو تكرما من أدبه، فالأدب صورة العقل، فحسن

عقلك حيث شئت»، وقيل: «حلية الأدب لا تخفى وحرمته لا تجفى»، وسمع أحد الحكماء رجلا

يقول: «أنا غريب، فقال الغريب من لا أدب له»، ويقول ابن المقفع في كتابه الأدب الصغير:

«وللعقولِ سجياتٌ وغرائزُ، بها تقبلُ الأدبَ، وبالأدبِ تنمىَ العقولُ وتزكوُ. فكما أن الحبةَ المدفونةَ

في الأرضِ لا تقدرُ أن تخلعَ يبسهاَ وتظهر قوتها وتطلع فوق الأرضِ بزهرتها وريعها ونضرتها

ونمائها إلا بمعونة الماء الذي يغور إليها في مستودعِها فيُذهِبَ عنها أذى الَيَبسِ والموتِ ويحُدثَ

لها بإذن الله القوةَ والحياةَ، فكذلكَ سليقةُ العقلِ مكنونةٌ في مغرِزها من القلب: لا قوة لها ولا حياة

بها ولا منفعة عندها حتى يَعتَمِلَها الأدبُ الذي هو ثمارُها وحياتُها ولقاحُها»، فالأدب يحرز الحظ

ويؤنس الوحشة وينفي الفاقة ويعرّف النكرة ويثمر المكسبة ويكمد العدو، ويكسب الصديق.

ترى الأدب للناس حليـة ونبـراس=وبه ترتفع بين الورى جملة الرؤوس
عز الذي به يتصف بيـن الأجنـاس=ومجده يدوم وبين الأجيال مغـروس

عبد العزيز الفدغوش

الأحد, 3 - مايو - 2009
alfadgoosh@hotmail. com
http://www.alwasat.com.kw/Default.aspx?MgDid=107050&pageId=26

توقيع - عبدالعزيز الفدغوش
[flash1=http://www.gamr15.org/up/swfiles/3wt00760.swf]WIDTH=500 HEIGHT=350[/flash1]
عهود المحبة - شمس الشموخ - عهود المحبـة
  رد مع اقتباس
 
إضافة رد

مواقع النشر
 
 


يتصفح الموضوع حالياً : 21 (0 عضو و 21 زائر)
 

ضوابط المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة
Trackbacks are متاحة
Pingbacks are متاحة
Refbacks are متاحة

الانتقال السريع



Loading...

شبكة الشموخ الأدبية قائمة تغذية RSS - الاتصال بنا - شبكة الشموخ الأدبية - الأرشيف - الأعلى - privacy-policy - About - الاعلانات- - Bookmark and Share
للإتصال والإستفسار أرشفة شبكة الشموخ الأدبية
الكويت 0096599579965 yahoo RSS htmlMAP HTML
 فاكس - الكويت 0096524579965 msn MAP XML sitemap.php
البريد الإلكتروني [email protected] feeds.xml sitemap google tags
اقسام شبكة الشموخ الادبية

منتدى الإسلام - منتدى العام - منتدى الإعلام والأعلام - منتدى الترحيب والمناسبات - منتدى الشعر الشعبي - منتدى المواهب الواعدة - منتدى المحاورة والألغاز - منتدى التراث والمنقول - منتدى المقالات والنقد - منتدى الشعر الفصيح - منتدى الخواطر والنثر - منتدى القصص والروايات - منتدى الأسرة - منتدى الطب والعلوم - منتدى الفن - منتدى الرياضة - منتدى التسلية والترفية - منتدى البرامج والإتصالات - منتدى التصميم والجرافيكس - منتدى مرايا القضايا - دواوين الشعراء - مدونات الكتّاب - مجلة الشموخ الثقافية - مكتبة الشموخ الإلكترونية

كلمات البحث

الشعر الشعبي الشموخ الثقافة التراث الأدب النقد الشعر الفصيح المحاورة الالغاز قصائد صوتية قصائد كتابية دواوين شعرية اخبار الشعراء قصائد صوتية القصة الرواية الشاعرة قصص البادية مقالات مهرجانات صحافة شعراء الخليج شعر غزل مسجات أبيات شعرية المواقع الادبية لقاء الشاعر الخواطر النثر شاعر المليون القنوات الشعرية المجلات الشعرية مهرجان الجنادرية هلا فبراير youtube الشعر وكالة انباء الشعر أنباء الشعراء شعراء ليبراليين الشعر الجاهلي العباسي المعنى سمان الهرج قصيدة الشاعرة دواوين الشاعرات صور الشعراء البادية التراث القبائل بنات الكويت بنات السعوديه بنات الرياض بنات الخبر بنات جده بنات الامارات بنات قطر بنات البحرين بنات عمان بنات لبنان بنات سوريا بنات العراق بنات تركيا بنات مشرف اكسسوارات ازياء عطورات ملابس نسائية مجوهرات قصات شعر صبغة شعر بنات المغرب بنات كول بنات كيوت بنات حلوات جميلات العرب بنات مصر بنات الاردن موضة بنات الخليج صور بنات خليجيات عربيات ممثلات طموحات هاويات داعيات شاعرات مواقع بنات منتديات بنات مواقع نسائية منتديات نسائية دردشة نسائية دردشة بنات الحب حبي الحبيبة قصائد عشق قصائد غرام حبيبتي معشوقتي المحبة بنات للتعارف بنات للزواج بنات للصداقة كتابات نسائية مقالات نسائية مهم للنساء قصص عاشقات روايات حب فقط للنساء مجلات نسائية تاجرات عالمات بائعات مبدعات مغنيات بنات المدينه بنات الجهراء بنات الخالدية بنات الجامعه بنات الثانويه بنات مدارس مشاغبات مشاكسات بنات المجتمع نساء المجتمع بنات الدوحه بنات المحرق بنات المنامه شيخة البنات مكياج عرائس ليلة الزفاف ليلة الدخله اغاني بنات رقص بنات فيديو بنات مشاعر بنات احاسيس بنات رغبات بالزواج بنات google بنات yahoo بنات msn بنات massenger بنات انمي بنات توبيكات جمعة بنات جلسة بنات قهوة بنات حقيقة البنات دموع النساء جوالات بنات

الوصلات والروابط الخاصة بـ : شبكة الشموخ الأدبية ( www.alshmo5.com - www.alshmo5.net - www.alshmo5.org )
جميع المشاركات تعبّر عن وجهة نظر الكاتب ولا تعبّر بأي شكل من الأشكال عن وجهة نظر الإدارة
جميع الحقوق محفوظة لـ :
شبكة الشموخ الأدبية

Powered by vBulletin® Version 3.8.8
Copyright ©2000 - 2024, vBulletin Solutions, Inc.
ظ„ظٹظ†ظƒط§طھ - ط¯ط¹ظ… : SEO by vBSEO 3.5.1 Trans by
Coordination Forum √ 1.0 By: мộнαηηαď © 2011
vEhdaa 1.1 by NLP ©2009