عرض مشاركة واحدة
قديم 06-03-2012, 10:58 AM   رقم المشاركة : [3 (permalink)]
جوهر الراوي
إداري
 

الملف الشخصي



 
 بيانات الاتصال بالعضو
 اخر مواضيع العضو

جوهر الراوي غير متواجد حالياً

افتراضي رد: مثالية الذات التصويريه ..!!

شكرا لك فيلسوف الكويت على هذا الطرح الرائع
ومما قرأت أن الذات معناها نشاط موحد مركب للإحساس والتذكر والتصور والشعور والتفكير، وتعتبر نواة الشخصية.
يقسم (ريموند كاتل) الذات إلى ذات واقعية وذات مثالية. فالذات الواقعية هي ذات حقيقية (أو ذات شخصية) تمثل مستوى الاقتدار، في حين أن الذات (المثالية) هي ذات تطلعية يؤمل منها أن تكون - أي تمثل - ما يطمح الفرد أن يكون أو يصبح ، أما مفهوم الفرد عن سلوكه الاجتماعي فيمثل الذات (الاجتماعية). ويركز علماء النفس الإنساني على بناء الذات عن طريق الخبرات التي تنمو من خلال تفاعل الإنسان مع المحيط الاجتماعي، ويطلقون على العملية الإدراكية في شخصية الإنسان (الذات المدركة) والتي من خلالها تتراكم تلك الخبرات، فيتم بناء الذات ويكُون الفرد مفهوماً ًعن ذاته. ولما كانت الذات هي شعور الفرد بكيانه المستمر وهي كما يدركها وهي الهوية الخاصة به وشخصيته فإن فهم الذات يكون عبارة عن تقييم الفرد لنفسه، أو بتعبير آخر هو مجموعة مدركات ومشاعر لدى كل فرد عن نفسه. إذاً بناء الذات يخضع للمعايير السائدة في المجتمع. فالفرد يؤثر في الآخرين ويتأثر بهم، وبمقدار هذا التأثر ونوعه تتشكل ذاته.

ترتكز (الذات المثالية) في بناء مكوناتها على المعرفة بأنواعها الثلاثة :

1. المعرفة الحسية: معارف تتعلق بظواهر الأشياء الخارجية.

2. المعرفة العقلية: معارف عميقة متعلقة بقوانين الأشياء وخواصّها.

3. المعرفة الكلامية: معارف بيانية متعلقة بأسماء الأشياء وأسماء الأفعال (المصادر) التي تقع من الأشياء وعليها".

في حين ترتسم ملامح (الذات الشخصية) بسلوك الفرد اليومي والذي هو محاولته المتكررة لتعديل الظروف حتى تتناسب مع مقتضيات حياته.

وتلعب عوامل مختلفة - السيكولوجية ، الاجتماعية، الإعلامية - في شرح سلوك (الذات الاجتماعية) ونشاطها الاتصالي

التواصل والعلاقات الاجتماعية

يعتبر التواصل شرطاً ضرورياً وشاملاً لتشكيل وتطوير المجتمع والفرد على حد سواء، فكل نشاط اتصالي يفترض دخول الإنسان في إطار علاقات اجتماعية محددة وأشكال مختلفة من التواصل، ويلاحظ أن التواصل له دور كبير في تكوين الفرد . غير إن التواصل ليس مجرد عملية روحية فحسب، بل هو عملية مادية واجتماعية فعلية يجري فيها تبادل النشاط الاتصالي .
إن الأفراد يصنعون بضعهم ويصنعون الآخرين أثناء عملية التواصل جسدياً أو روحياً. وفي هذا المجال يبرز التواصل كتبادل بين أساليب النشاط الاتصالي في سياق السلوك الإنساني.
إن عملية النشاط الاتصالي الإنساني لا تتم بمعزل عن تأثيرات النظام الاجتماعي الذي نعيش داخله، وعملية الاتصال الإنساني تتأثر بما نتعلمه من المجتمع. كما إننا نتأثر كذلك بما سيحدث في اللحظة التي نتعامل فيها بالعلاقات الاجتماعية.
لذلك فإن أي رسالة نتلقاها جراء علاقاتنا الاجتماعية قد تكون لها نتائج مختلفة اعتماداً على خبراتنا السابقة عن الموضوع وكذلك تأثيرات الظروف الاجتماعية المحيطة.
يرى (روجرز) أن العوامل التي تشكل نمو الفرد مكتسبة أكثر منها حيوية (بيولوجية) بحيث يتم تأثير هذه العوامل خلال العلاقات الشخصية المتبادلة بين الفرد والبيئة والتي بدورها تشكل عالم الخبرة والواقع للفرد كما نرى إن أقوى عامل دافعي للفرد هو ميله إلى تحقيق الذات الذي يدفعه إلى استغلال طاقاته إلى أفضل مستوى ممكن، وبالتالي يوجه الفرد سلوكه ليتمكن من الوصول إلى هذا الهدف. ففي بداية الأمر تكون الأهداف التي يسعى الفرد إلى تحقيقها محصورة في بعض المجالات العضوية، كإشباع الحاجة إلى الطعام والشراب والنوم واللذة والابتعاد عن الألم، ثم تتطور هذه الحاجات مع نمو ذات الفرد وتفاعله مع الآخرين لتتركز في حاجتين مكتسبتين هما الحاجة إلى تقدير الآخرين (الاعتبار الايجابي من الآخرين)، والحاجة إلى تقدير الذات (الاعتبار الذاتي).
ويعد (ماسلو) أهم الذين تناولوا موضوع الذات حيث، حدد هرم الحاجات Hierarchy of needs والذي يشتمل على خمسة مدرجات تبدأ من أهم الحاجات الإنسانية وتنتهي بتحقيق الذات وتشمل:
1-الحاجات الفيزيولوجية Physiological needs
2- حاجات الأمن Safety needs
3- حاجات الحب والانتماء Belongingness and Love Needs
4- حاجات الاحترام Esteem Needs
5- تحقيق الذات ‏. Self - Actualization
نتيجة لذلك يمكن أن نقول أن المعرفة تحدد الذات المثالية الكامنة في العقل الباطن للفرد ثم تؤثر الاحتياجات على الفرد بحيث يبقى مستقراً أو ينحرف عن معرفته لتتشكل ذاته الشخصية وبقدر ما تكون هذه المعرفة نابعة وملتصقة بمحيط وبيئة الفرد وبقدر التزام الفرد بها تتبلور وتبرز شخصيه الاجتماعية ، إذاً مكونات الذات الإنسانية الثلاث هي كل مترابط يؤثر بعضها على بعض في تحديد نشاطه الاتصالي ما بين ذاته الإنسانية ومحيطه الاجتماعي.

القرآن والذات الإنسانية

إن القرآن الكريم بكل آياته وسوره - وبدون مبالغة - يتحدث عن "الذات الإنسانية"، حتى وهو يتحدث عن صفات الخالق وأفعاله، لأنه بذلك إنما يتحدث عن هذه الذات مقابل "الذات الأقدس والأجل".. لتعرف قدرها ، وإذا عرفت قدرها عرفت طبيعة نشأتها ودورها ومنتهاها ، كل ذلك وهي تتلقى التوجيه من ذات - صفاتها "الكمال" و"الجلال" و"الجمال" و"العلو".
وعندما يغيب عن الناس ضوء الوحي أو يخبو في صدورهم انعكاسات نوره تغيب عنهم حقيقة "الذات" أو تفقد معناها.. لذلك كان لابد لهذه الذات من صلة دائمة بهذا القرآن حتى لا تشتط إلى آفاق خارج قدرتها وسعادتها وراحة ضميرها.

لقد كانت أول الآيات القرآنية نزولا على محمد - عليه الصلاة والسلام - تتحدث عن المعرفة التي هي المحدد الرئيسي للذات المثالية (إقراء باسم ربك الذي خلق، خلق الإنسان من علق، إقراء وربك الأكرم، الذي علم بالقلم، علم الإنسان ما لم يعلم...)

ثم نزلت الآيات القرآنية الكثيرة التي توضح معالم الشخصية الضالة و ملامح الشخصية المهتدية كدافع و موجه للفرد لتكوين (ذاته الشخصية) ، من ذلك أنها وضحت المحرمات والعقوبة عليها (كالزنا، والقتل، والكذب، وأكل حقوق الناس،...) كما وضحت الطاعات والجزاء عليها (كـ بر الوالدين، الصدق، الزكاة وما فيها من تكافل اجتماعي، ...) كل ذلك بهدف خلق ذات اجتماعية واضحة المعالم ومستقرة في محيطها وذات دور إيجابي في النشاط الاتصالي.

توقيع - جوهر الراوي
  رد مع اقتباس
 

ظ„ظٹظ†ظƒط§طھ - ط¯ط¹ظ… : SEO by vBSEO 3.5.1