26- وما زلنا نبث معاناة المعلم بهذه المقطوعة من الشعر الحلمنتيشي والتي تفيض بشعور معلم أثناء مراقبته على الطلاب في قاعة الامتحان :
شأني وشأن أولئك الطلابِ ** يدعو إلى الإضحاكِ والإعجابِ
فأنا وإياهم نعيشُ بغرفةٍ ** مملوءةٍ بالخوفِ والإرهابِ
ذا يبتغي قلماً وذلك آلة ** فأنا هنا في جيئةٍ وذهابِ
وصريرُ أقلامٍ وسحْبُ مساطرٍ ** وتنفّسٌ عالٍ وعضّةُ نابِ
ولربّما دسّ الخبيثُ بمكرهِ ** (برشامةً) في باطن الأترابِ
وتراهُ يرمِقُ مقلتيك لعلّهُ ** يحظى بسرْقِ كُلَيمةٍ وجوابِ
في الصبحِ يرقبني المديرُ مردداً ** ببلاغةِ الإسهابِ والإطنابِ
لا تجلسنْ! لاتنطقنْ! لا تغفلنْ! ** أحذر! تَنَبّه من عيونِ ذئابِ
ولو أنني أطرقتُ طرفي لحظةً ** في الأرضِ لاستُلّت سيوف عتابِ
كم ساعةً مرّت عليَّ بثقلها ** أقسى وأنكى من طِعانِ حِرابِ
والفترة الأخرى أشدّ نكايةً ** وا رحمتاه لصحتي وشبابي
لا تعذلونني إنْ سقطتُ مُجنْدلاً ** بين الكراسي فاقداً لصوابي
ذا حالنا يا قوم حالٌ محزِنٌ ** نشكوهُ للمتفرّد الغلابِ
إنّي أقولُ فأنصتوا لمقالتي ** يا معشر الأحباب والأصحابِ
كل البلايا قد تهونُ على الفتى ** إلا بلاء معلم الطلابِ